د.حماد عبدالله يكتب: التراحم " إقتصاد سرى " !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر





تتنوع مصادر الثروة فى كل بلاد العالم – وتضخ تلك الثروات فى شرايين إقتصاد الأوطان – وبقدر ماينتج الشعب – ويقدر ما يتقن فى إنتاجية ما ينتجة – تظهر أثار النعمة على كل أفراد الوطن – وعلى وسائل معيشته – حيث تزدهر الحياة – وينعم الناس بالرخاء – أو بالعكس تماماَ – حيث نجد شعوب تعيش على ( الحرك روك ) (كلمة شعبية)– أو بمعنى تحاول أن تقضى الضرورى من سبل العيش والحياة .
وفى أشكال وألوان السياسات الإقتصادية التى تتبعها الدول والشعوب – هناك أنظمة فشلت وأنظمة يقل فيها العدل – وأنظمة يفترس فيها القوى الضعيف – وأنظمة لا لون لها ولا طعم – وينقلب الناس على بعضهم كل ساعة وكل يوم – وأنظمة تحاول وتجتهد أن تنظم حياتها وتنظم تشريعاتها – وتسعى لبث روح الطمأنينة والإستقرار بين أرجاء أوطانها – وتسعى لتطوير أليات وأدوات إقتصادها – وإبداع سياسات جديدة تحفز على الإستثمار والإنتاج – وتسعى من جانب أخر بعض الشعوب لتطوير تعليم أبنائها وتهتم بمصحاتها – ومستشفياتها – وبنيتها الأساسية – وتفزع حينما ترى تشوه فى سلوك بعض أفرادها – حيث أن السلوك العام – هو مرأة للأجانب – التى تسعى تلك الدول لجلبهم سواء على شكل سياحة وافدة أو إستثمارات مباشرة مقيمة للمصانع وللمزارع وللخدمات – كل هذه أنواع وألوان من الأنظمة الإقتصادية التى تلعب فى إتجاهها أو إنشائها النظم السياسية – فالعملة واحدة ذات وجهين – وجه سياسى ووجه أخر متأثر جداَ – هو الوجه الإقتصادى – ولعل تلك الأنظمة والألوان نقرأ و نرى ونسمع عنهم عبر الأعلام المرئى والمقروء والمسموع – ونطلق على بعضهم – نظام إقتصادى حر ونظام إقتصادى موجه ونظم إقتصادية قافزة فهى تجمع بين الأثنين – وشبهت بعض الدول بالنمور الأسيوية – والفهود اللاتينية – والقطط العربية وبالقطع هذه الأنظمة كلها – هى كتاب مفتوح لمن يريد أن يتعلم – ولمن يريد أن يطور أدوات وتشريعات وسلوك إقتصاد بلاده وشعبه وهذا منوط بالقائمين على المحفظة الإقتصادية الوطنية – ولكن كل ذلك شيىء –وما أريد أن أشير أليه شيىء أخر – حيث ينفرد شعب مصر – وهذا على ما أعتقد وعلى مالدى من معلومات ينفرد المصريون بنوع أخر من الوان الاقتصاد – وهو إقتصاد التراحم والتكافل – فهو الإقتصاد المصرى السرى – الذى يضخ فى شرايين الحياة الإقتصادية المصرية – ولعلنى لا أكون منحازاً إذ قلت رغم أن هناك فريضة أسلامية واجبة على كل مسلم فى أى مكان بالعالم – وهى فريضة الزكاة – ولكنها فريضة فردية يقوم بها المسلم عن نفسه وعن من يعول – وتوجه إلى حيث يرى كل – حسب القواعد والسنة المحمدية – إلا أن التراحم بين المصريين – هو شيئ أخر – التراحم هو الإقتصاد السرى فى مصر – حيث بالقرائة المتأنية فى نشاط الجمعيات الأهلية – ونشاط رجال الأعمال – وبعض الشخصيات العامة وحتى الخاصة – نجد أن هناك شريان إقتصادى فاعل – وهو التراحم – يظهر ذلك جلياً فى أيام ومناسبات شهر رمضان الكريم – وفى أعياد المسلمون "أضحى و مبارك"– وفى أعياد الميلاد المجيد وعيد الفصح وغيره من أعياد ومناسبات دينية والأكثر من ذلك طيلة أيام العام – فهذه حقبة دخول المدارس – وهذه حقبة إمتحانات أخر العام الدراسى وهذه حقبة الصيف والعطش – وهذه حقبة الشتاء والبرد -وكل هذه أسباب لسريان الأقتصاد السرى فى مصر – وهو إقتصاد التراحم -زادنا الله رحمة بأنفسنا وبشعبنا!!