عميد سياحة المنصورة: العناية بالتراث والآثار يعزز الروابط المجتمعية
قال الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة إن التراث يسهم في تعزیز الروابط مابین الماضى والحاضر والمستقبل ، كما أنه یساعد على استمراريته وجعله أكثر رقیًا
جاء ذلك خلال ندوة "إحياء التراث وآثره الاقتصادي "التي نظمتها لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة،اونلاين ،تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة.
وأكد أن التراث يعد رابطا فى غایة الأھمیة للتماسك الإجتماعى والمساعدة على السلام بین الجمیع ، وذلك من خلال دوره فى تعزیز الثقة والمعرفة المشتركة.
وتابع أن مصر دولة عظمى اثریا وتراثیا وحضاریا لأن اثارها وتراثها من اثمن ما تمتلكه من ثروات ولاینافسھا فى ذلك اى دولة فى العالم ،من حیث الكم، الكیف، التنوع ،الثراء ،والتمثیل لكل الحقب والعصور التاریخیة التى مرت بھا منذ ما قبل التاریخ وحتى وقتنا الحاضر .
واوضح انه في السابق لم یكن ھناك إدراك كاف للأھمیة الاقتصادیة لقطاع الآثار والتراث ، ولكن الجمیع عرف الآن أن ھذا القطاع یمكن أن یكون أحد المصادر المھمة للدخل القومى مثلما ھو الحال في دول كثیرة من العالم، وھو یتكامل مع قطاع أكبر ھو قطاع السیاحة الذي یدر سنویا ملایین، بل ملیارات، الدولارات على بعض الدول .
وقال الدكتور محمد عبد اللطيف إن المرحلة الحالیة تتطلب الانطلاق وبسرعة كبیرة من منظور ثقافي ومنظور اقتصادي أیضا ،فإن الآثار والتراث والحفاظ علیھما من الإندثار مهم جدا لأنه لایوجد مجال لاستعادتھا اذا مافقدت وذلك طبقا للمعاییر
الدولیة التي یتم تصنیف الآثار وفقا لھا.
واضاف أن الاھتمام بالآثار والتراث إضافة إلى قیمتھما العلمیة والاجتماعیة
والعمرانیة والمعماریة العالیة، فإن قیمتھما الاقتصادیة تفوق ذلك بكثیر على أساس العائد الاقتصادي المباشر وغیر المباشر من خلال توظیف الآثار والتراث التوظیف السلیم.
واوضح أنه وفقا للمجلس العالمي للسفر والسیاحة فإن قطاع السیاحة یعد "الموظف الأول" على مستوى العالم مقارنة ببقیة القطاعات الاقتصادیة الأخرى، ویقصد بذلك قدرته على إیجاد فرص العمل أعلى من أي قطاع اقتصادي آخر .
وتابع ان تقدیرات المجلس تشير إلى أن نصیب قطاع السیاحة من إجمالي حجم التوظیف یراوح بین 1.2 في المائة وفق المفھوم الضیق و5.6 في المائة وفق المفھوم الواسع للتوظیف، وھذا یعني الزیادة المطردة المباشرة في عدد الوظائف التي یتطلبھا سوق العمل في مجال الخدمات السیاحیة، التي تعتبر الآثار والتراث من عناصر الجذب الأساسیة فیھا، إضافة إلى الصناعات المرتبطة بھا.
وأكد أن استثمار المواقع الأثریة والتراثیة في المناطق والمحافظات والمدن والقرى التي لا یوجد فیھا أي دور وظیفي اقتصادي قادر على تحقیق الاستقرار السكاني ودعم توطین التنمیة وإیجاد الفرص الوظیفیة.
واشار الى أن العدید من مدن العالم یتم تنظیم الرحلات السیاحیة والاستكشافیة
لھا لوجود بعض الآثار البسیطة.
بینما مصر غنیة بإرث حضاري إنساني یفوق ما ھو موجود في أى مكان بالعالم ، وإن توظیفه سیحقق عائد إقتصادى ضخم.
واضاف أن تحقیق تكامل الأدوار الوظیفیة الاقتصادیة بین مختلف المناطق والمحافظات وارتباط ذلك بالنظرة والاستراتیجیة التنمویة الوطنیة، سیعزز من تحقیق أعلى العوائد التنمویة الاجتماعیة والاقتصادیة على المجتمع ككل وعلى كل حیز مكاني في مصر.