أثبتنا حسن النية في التفاوض.. رسائل وزير الخارجية بشأن سد النهضة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لا تزال أزمة سد النهضة قائمة، بعد تعثر المفاوضات، التي جرت بين دول مصر والسودان وإثيوبيا، بسبب تعنت الأخيرة، وقيامها باتخاذ خطوات أحادية وهو ما يزيد الأمور تعقيدا، إذ إنه في الوقت الذي تسعى فيه إثيوبيا إلى استكمال خطوات ملء السد، تصر مصر ويصر السودان على موقفيهما برفض كل التحركات الإثيوبية المتعنتة، التي لا تراعي مصالح الدولتين، والتي تمس الأمن المائي لهما.

فبعد مفاوضات عدة، باءت جميعها بالفشل، نظرا للتعنت الإثيوبي، تجمدت تلك المفاوضات، وأصبحت الأمور أكثر تعقيدا، وهو ما يتطلب ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم بين الدول الثلاث بشأن ملء السد، بالطريقة التي تحفظ لكل منها حقوقه المائية.

وبينما تبدي مصر حرصها، وكذلك السودان، على ضرورة التفاوض، والتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة، تواصل إثيوبيا استفزاز الدول، ويدلي مسؤولوها بتصريحات غير مسؤولة، بشأن الأزمة.

وأشركت مصر العديد من دول القارة الإفريقية في الأزمة، كأحد التحركات الدبلوماسية التي تتخذها مصر طريقا للتعامل مع ما تفرضه المستجدات والأوضاع الراهنة.

وفي إطار تحركات الدبلوماسية المصرية، دعت مصر إلى اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لبحث قضية سد النهضة.

فيما يلي من سطور، تستعرض "الفجر" رسائل وزير الخارجية أمام مجلس الجامعة العربية بشأن أزمة سد النهضة:

- جاءت دعوة مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري لوضع أشقائها العرب في صورة ما يجري حاليا، اتصالا بمفاوضات سد النهضة مع الجانب الإثيوبي، خصوصا مع تعثر هذه المفاوضات وتعنت الإثيوبيين إزاء أي مبادرات ومقترحات لحل هذه القضية.

- انخرطت مصر والسودان طوال سنوات عشر في مفاوضات مضنية مع الجانب الإثيوبي، ولا زلنا نراوح مكاننا دون إحراز أي تقدم ملموس.

- أبدت مصر نية حسنة لإنجاز اتفاق قانوني ملزم وعادل يضمن لإثيوبيا حقها في التنمية دون افتئات على حقوق دولتي المصب، وبما لا يسبب لأي منهما ضررا جسيما.

- استغرق التفاوض حول الاتفاق جولات لا حصر لها، أبدت فيها مصر مرونة فائقة، تعكس التزاما وحرصا على الموازنة بين جميع الاعتبارات، وعلى النحو الذي يتيح لجميع الأطراف أن تخرج من هذه المفاوضات وقد حققت جزءا مما تريد، دون إضـرار بالطرف الآخر، إلا أن المشكلة تكمن في أن الطرف الإثيوبي لا يريد سوى فرض رؤيته قسرا على الآخرين.

- تغافل الجانب الإثيوبي، عن عمد، تعارض ما ينادي به مع كل المواثيق والاتفاقيات التي تحكم الأنهار الدولية.

- سعت إثيوبيا إلى فرض واقع جديد تتحكم فيه دول المنبع بدول المصب، وهو ما لا يمكن أن تقبل به مصر، فنهر النيل ملكية مشتركة، لدول المنبع كما لدول المصب، ولا يجوز لأحد مهما كان أن يغير من تلك القواعد المستقرة.

- أثبتت مصر حسن نواياها في كل المرات التي وُضعت فيها نوايانا موضع الاختبار، فانخرطنا في جميع مسارات التفاوض، بداية من المسار الثلاثي ومرورا بالوساطة الأمريكية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اختراق جدي قبل أن ينسحب المفاوض الإثيوبي في اللحظة الأخيرة، ووصولا إلى مسار الوساطة الإفريقية الذي لا زالت مصر تتفاعل معه بكل الجدية إيمانا منها بغلبة لغة الحوار على ما عداها.

- رغم مرور ما يقرب من عام على بدء الوساطة الإفريقية، إلا أنها لم تسفر بعد، وللأسف الشديد، عن النتائج المرجوة.

- مصر تقدر الجهود التي بذلتها جنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية، لكنها لا ترى طرفا يتحمل اللوم على إفشال كل تلك الجهود وإطالة أمد التفاوض لا لشئ إلا لكسب الوقت، سوى الجانب الإثيوبي.

- تصر إثيوبيا على موقفها المتعنت، من خلال الإصرار على الاستمرار في ملء خزان هذا السد الضخم دون اتفاق مع دولتي المصب، وهو ما يعد مخالفة جسيمة لاتفاق إعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث في عام 2015.

- أمام غياب أي إرادة سياسية لإنجاز اتفاق قانوني ملزم وعادل، فإن صبر مصر قد تعرض لاختبارات عدة، وفي كل مرة أثبتت أنها الطرف الذي يتصرف بمسئولية ومن منطلق إدراك مسبق بتبعات تصعيد التوتر على أمن واستقرار المنطقة.

- مصر مصرة على استنفاد كل الحلول الدبلوماسية، فيما يتعلق بالأزمة.

- نعرض الأمر على أشقائنا العرب، طالبين منهم الدعم للمسعى المصري السوداني العادل.

- مصر تعرض هذه القضية الوجودية على المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية من منطلق تأثر الأمن القومي العربي بهذه القضية، ولا ينبغي أن يُفهم هذا باعتباره محاولة لخلق اصطفاف موجه ضد دولة إفريقية شقيقة، ولكنه طلب يستمد روافده من أهمية التكاتف العربي لحماية مقدرات أمننا القومي.

- الأمن المائي المصري والسوداني يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي العربي.

- التأكيد على وجود تضامن عربي واضح وموقف موحد يدعو لضرورة وضع إطار زمني للعملية التفاوضية حتى يتم التوصل إلى اتفاق متوازن.

- ليس مقبولا أن يستمر التفاوض إلى ما لا نهاية، خصوصا وأننا بتنا مدركين لنوايا الطرف الآخر، وإقدامه على خطوات أُحادية تفرغ أي تفاوض من مضمونه، وظًنا أنه بسلوكه المراوغ قادر على فرض رؤيته وتجاهل مواقفنا.