جنرالات السى آى إيه فشلوا فى تجنيد رجال المخابرات المصرية
ضابط مصرى فى بلد أوروبى استطاع خداع كل الأجهزة المخابراتية فى هذا البلد وتنفيذ كل ما يريده
تحت عنوان «التحليق الأعمى فى مصر» نشرت مجلة «ناشونيل كونسيرفاتيف» الأمريكية تحليلا للعلاقات «المخابراتية» بين مصر والولايات المتحدة كتبه فيليب جيرالدى الضابط السابق فى المخابرات الأمريكية والمدير التنفيذى لمجلس المصلحة الوطنية الأمريكى. فى مقدمة تحليله أكد جيرالدى أن نشاط المخابرات المصرية ترك صناع القرار الأمريكى فى حيرة من أمرهم، حيث تبين أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك القليل من النفوذ إزاء الوضع فى مصر، وقد يرجع ذلك إلى عدم امتلاك صناع القرار فى واشطن المعلومات الكافية حول المشهد السياسى المصرى، بسبب فشل الاستخبارات والدبلوماسية الأمريكية فى مصر.
وطرح ضابط المخابرات السابق سؤالا حول سبب هذا الجهل الأمريكى إزاء الوضع المصرى؟ وأكد أن الإجابة البسيطة هى أنه فى عالم اليوم متعدد الأقطاب والمدعوم بقوة الإنترنت التى تسهل من عملية التواصل والاتصال، فإن كل دولة تدرك أن لديها الكثير من الخيارات وهو الأمر الذى ينطبق على مصر. بالنسبة للجيش المصرى فإن المساعدات الأمريكية لا تمثل تلك الأهمية التى تعتقدها أمريكا ومن الممكن الاستغناء عنها بفضل المساعدات القادمة من دول الخليج. كما أن التاريخ أكد أن واشنطن ليست بالصديق الذى يمكن الاعتماد عليه أو الثقة فيه.
وبحسب التقرير فإن الوضع الظاهرى يشير إلى أن مصر خلال السنوات الماضية كانت تعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن على الجانب الآخر كانت تشعر بحساسية كبيرة فيما يتعلق بتدخل أمريكا فى شئونها الداخلية وهذا يفسر حالة نقص المعلومات عن مصر التى تعانى منها أمريكا. ويستعرض الكاتب كيف تتمتع أجهزة المخابرات المصرية بالقدرة على محاصرة أى محاولة أمريكية لاختراق المجتمع المصرى لجمع المعلومات، وكيف أن الدبلوماسيين ورجال المخابرات الأمريكية يجدون أنفسهم محاصرين بمراقبة أمنية صارمة. وأضاف أن برنامج التجسس الرقمى المعروف فى صحافة العالم باسم «بريزم» والذى تم الكشف عنه مؤخرا لم ينجح فى تقديم معلومات مهمة حول مصر، لأن الحكومة المصرية مثل غيرها من الحكومات كانت مدركة لحقيقة إمكانية التجسس عليها ولهذا كانت حريصة على عدم تبادل أى معلومات قيمة عبر وسائل الاتصال التقليدية التى يمكن التجسس عليها من قبل برنامج «بريزم». ويؤكد جيرالدى أن المخابرات الأمريكية حاولت تجنيد بعض ضباط المخابرات المصرية والدبلوماسيين المصريين أثناء تواجدهم فى الخارج على أمل أن يمدوها بالمعلومات الضرورية عند عودتهم إلى مصر، ولكن هذه الخطة أثبتت فشلها. ويتذكر جيرالدى حوارًا له مع ضابط مخابرات مصرى جمعته به صداقة أثناء عملهما فى إحدى الدول الأجنبية ، وعندما لاحظ الضابط المصرى تلميحات من جيرالدى حول إمكانية تعاونه مع أمريكا، سارع الضابط المصرى بالتأكيد على استحالة قيامه بهذا الأمر. وشرح الضابط المصرى لجيرالدى كيف أن مثل هذا التفكير الأمريكى بتجنيد الضابط المصريين أو الدبلوماسيين أثناء وجودهم فى الخارج لن يحقق أى نجاح بفضل يقظة الأجهزة الاستخباراتية المصرية وقدرتها على المراقبة الدقيقة لأى مسئول يعود من الخارج وتحاط به شكوك حول تعاونه مع جهات أجنبية.
وأضاف جيرالدى أنه خلال فترة عمله لاحظ الكفاءة العالية التى يتمتع بها الدبلوماسيون ورجال المخابرات المصريين ووصفهم بأنهم الأكثر كفاءة فى الشرق الأوسط إلى جانب الأردنيين. وأكد جيرالدى أن صديقه ضابط المخابرات المصرية الذى رفض بشكل قاطع التعاون مع أمريكا كان يدير مكتب تعاملات عسكرية فى البلد الأجنبى الذى كان يعمل فيه جيرالدى، وأنه كان يتمتع بمهارة ودهاء لدرجة أن الأجهزة الاستخباراتية فى تلك البلد الأجنبى حاولت كثيرا الإيقاع به ولكن لم تستطع أن تمسك ضده أى شىء، وفى كثير من الأحيان كانت تضاعف حجم المراقبة عليه ولكنه كان ينجح دائما فى الهروب منهم وتنفيذ ما يريده.