د. مصطفى السعداوي يكتب: القصة وما فيها (الجمهورية الجديدة)

ركن القراء

بوابة الفجر


سبع سنوات كانت كافية لتغير وجه مصر من النقيض الي النقيض ( ولسه ) تلك الكلمة التي يحرص دائماً مشجعي الكوره علي ترديدها عندما يتفوق فريقهم .. ويؤمنون أن الإنتصار الساحق قادماً لا محالة.

حضرات السادة: هل تكفي الكلمات التي تحملها تلك السطور لتقديم الصورة الحقيقية أو حتي محاولة تجسيدها!!!!, تصرخ الكلمات عجزاً, فكيف لساقي القرية أن يروي ظمها ببضعه قطرات من مياة. كيف تجيب سطوراً قليله وتحيطكم.. كيف وقعت في مصر في براثن الإرهاب عمدا ؟ ثم كيف نهضت وقاومت؟ كيف بعث قائدها الحياة الجديدة فيها؟ وكيف حارب الخرافات حتى قتل البقرة المقدسة بيده؟ كما فعل نهرو سلفاً بالهند.. وكيف قاد البلاد نحو النهضة الصناعية الجديدة؟ وكيف رفع المرأة من الأنوثة الشرقية إلى الإنسانية الحرة؟ وكيف تسير مصر هذه الأيام في الزراعة والصناعة والسياسة؟.. ومن قبل ذلك كله كيف حقق الأمن لمصر وللمصريين.

حضرات السادة: آمنت مصر وقيادتها بما سبق وأن ردده الفيلسوف الإنجليزي David D. Burns في مؤلفه الرائع عن الديمقراطية من أن الديمقراطية ليست تلك الطقوسَ التشريعية والسياسية التي ينتج عنها نظامُ دولةٍ ما فحسب، فالديمقراطية في أصل روحها هي هذه الدماءُ التي تسير في عروق الأمم فتُنبِت فيها روحًا جديدة تُمهِّد الطريق الوعرة أمامها لتنهضَ وتزدهر.. ديمقراطية تقدميه موضوعية لا شكلية, ديمقراطية صناعة المجد, بناء المستقبل, لا تلك التي تستخدم كوسيلة للهدم.. صححت مصر مفاهيمها ورسمت معالم طريق مجدها ورفعتها.. إعترفت بفقرها عن غيرها, ووضعت خطط تقديميه للإقلاع من فقرها في ظل حرب شرسه أنتصرت فيها مصر بقوة الإرادة.

نعم قدمت ثمناً غالياً لتحقيق ما طمحت إليه, وتلواً تلواً تقدم شبابها من جنودها وضباطها صغارهم وقادتهم يتسابقون لحماية نهضتها ورفعتها ( نعم اشتريناها بالدم ) .. كان الثمن غالياً وكان لشهدائنا السبق وكلنا جميعاً رهن ندائها كبيراً وصغيراً .. نعم علمتنا الايام الماضية .. أن الروح أرخص ما نقدمها لمصرنا ( نعم مازالت تطرق اسماعنا هتافاً رددناه في زفاف شهدائنا.. يا شهيد نام وارتاح وأحنا هنكمل الكفاح ) كفاح في كل الميادين ضد الإرهاب .. ضد الأفكار التكفريه.. ضد الفساد.. ضد المحبطين لعزائمنا.. ضد المتسللين بيننا من عناصر هدامهم.. كفاحاً أقسم المصريين وقائدهم علي بلوغ قمته.. لا لمصلحة خاصة بل مصر أولاً.

حضرات السادة: عندما تَحرَّر نهرُ العلم من سدوده القويَّة، وغزَت تطبيقاتُه كل مجالات الحياة في مصر، بدأت الأفكار تتغير, لقد لمَسْنا بأيدينا ما عدَدْناه سحراً من قبل، وحينها ظهر نوعٌ جديد من الحياة, وجرَّأَنا العلمُ على طرح أسئلة قديمة، لكن في رِداءٍ حديث: هل تعود مصر لريادتها التي صنعها الإجداد القدماء يومًا؟ وهل يُمكِن أن تختفيَ النظرة التشائمية المولودة وراثياً لدي البعض؟ وهل نسافر إلى المستقبل؟ وهل .. وهل .. وهل ..؟ كل هذا اقتحمَه القائد في مصر الجديدة بجُرأة، فطرح السؤال مستنهضاً للعزيمة .. ماذا حدث للمصريين؟ سؤال كان بمثابة الصدمة التي أفاق معها الجميع إلا قليل.. فهموا علي قلب رجلاً واحد في شتى الميادين يشدوا مصر الجديدة.. وكان كل يوماً إنجازاً جديداً ونجاح تلوا نجاح, والقائد يتقدم وشعبه يدعم وعرفت مصر طريقه.. وعاد المتربصيين يجرون زيل خيبتهم.. وما ضاعت دماء شهدائنا هباء.. نعم بكيناهم بعد أن إفتقدناهم بعد أن غادرونا بأجسادهم.. لكن ما فارقتنا ارواحهم يوماً.. وستبقي أمجادهم ما لابقيت الحياة نتناقلها جيلاً بعد جيل.

حضرات السادة: عندما يصير لزامًا على أمةٍ عظيمة، في خِضَمِّ الأحداثِ التي تواجهها، أن تثأرَ لجِراحٍ أصابتْها إثر فجيعتها في مجموعة من أهم أبنائها وأعظمهم شأنًا، فإن عقابها الذي سيطال المعتدي سيكون عنيفًا وساحقًا ومباغتًا.. ستبقي تلك رسالتنا لمن أعتدي .. وسنبقي خلف القائد لنبني الجمهورية الجديدة بفكراً جديد فكر مصري خالص يؤمن بأن الأمم العظيمة لا يصنع مجدها إلا أبنائها المخلصين ( حضرة القائد .. دمت منتصراً ).