الإرث الملعون.. قتل زوج شقيقته أمام أطفاله بـ 13 طعنة لإخلاء الشقة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


«هقتلكِ ابنكِ وجوزكِ وأحسر قلبك عليهم باقى حياتكِ» تهديدات مليئة بالوجع والأسى نزلت على مسمع «نحمده.ع» (ربة منزل_ 41عامًا) قلبت حياتها رأسا على عقب ذعرا على أقرب الناس لها من أن يمسهم سوء فتعيش باقى العمر تتألم لفقدانهم، قائلة «وجع قلبى وقتل جوزى وحزنيَّ عليه زى ما قال».

لم تتوقع «نحمده» أن كلمات التهديد التى وجهها لها شقيقها الأصغر «محمود عطا» ( 38عامًا_سائق) لحظة وقوع مشادة كلامية بينهما على الميراث الذى تركه والدهما منذ 10سنوات تنفذ وتنتهى بمقتل رب الأسرة أمام أعين أطفاله الصغار دون رحمة، لتصبح حكايتهم قصة محزنة عاشتها أسرة مكلومة مكونة من زوجة وأربعة أبناء.

انتزعت الرحمة من قلب المتهم واقتاده الجشع نحو شقة المجنى عليه فى تمًام الساعة الخامسة والنصف عصراً من يوم الأحد الماضى ممسكاً بيده سلاحاً أبيض عازماً على ارتكاب الجريمة وقتل زوج شقيقته مسدداً له «13طعنة» متفرقة بالجسد أمام أبنائه بسبب طمعه فى الميراث.

فى البداية تروى الزوجة الحزينة حكايتها لـ«الفجر» بدموع الوجع والألم قائلة: «طالبنى أخى كثيراً بترك شقة الزوجية التى ورثتها بمنزل أبى فى المرج الجديدة والذى تركه لنا بعد وفاته، لرغبته الشديدة فى إقامة مشروع بها، ولكنى رفضت بسبب ارتفاع أسعار الشقق خارج المنطقة وكون زوجى مريضاً وصاحب إعاقة بـ «قدمه اليسرى» ونمر بضائقة مالية».

وأضافت: «ظل شقيقى يفتعل المشاكل لكى يرغمنا على ترك المنزل دون النظر لحالتنا الاقتصادية ومراعاة صلة القرابة كما لدى 4 أبناء فى مراحل مختلفة من العمر»، متابعة: «معملش ليا حساب كأنى واحدة غريبة مش أخته، الجشع والطمع وحبه لنفسه سيطروا على قلبه وعموا عنيه».

واستكملت الزوجة محاولة السيطرة على دموعها: «منذ شهر رمضان الماضى صمم شقيقى على طردنا من المنزل وافتعل مشاجرة معنا فى منتصف الشهر الكريم بسبب عدم مقدرتنا الذهاب فى مكان آخر نسكن فيه، وظل يوجه لنا الألفاظ الخارجة أمام الجيران، وفى تلك اللحظة أمرنى زوجى بعدم التحدث معه وتركناه لكى يهدأ».

تصمت زوجة الضحية قليلاً محاولة السيطرة على دموعها المنهمرة وتعود إلى الحديث ولكن فى تلك المرة عن وصف زوجها الراحل قائلة: «كان محترم وحنين على الكل عمره مازعل حد طول شهر رمضان كان بيصرف على ولاد المتهم واشترى لهم لبس العيد وأعطاهم العيدية، مكنش يستاهل أنه يعمل فيه كده ويدبحه قدام أطفاله الصغيرين»، مضيفة: «أخى سيطرت عليه فكرة فتح مشروع وأصبح مصمماً على أخذ الشقة الكائنة فى الدور الأرضى التى نعيش بها بحجة أن العربية الخاصة به «تاكسى» لم تكف احتياجاته»، لافتة إلى أن هذا العقار المكون من خمسة طوابق فى الأصل ورث والدها وأخيها المتهم يملك شقة فى الطابق الأول، ولكن بسبب طمعه وجشعه أراد أخذ شقتها بحجة أن الأنثى ليس لها ميراث معقباً: «معندناش بنات بتورث الرجالة بس اللى بتاخد حقها الشرعى فى الميراث».

وواصلت «نحمده» سرد قصتها قائلة : «قام أخى بقطع يده اليُمنى، وأخذ 25 «غُرزة»، وبعدها ذهب لقسم الشرطة لكى يحرر محضراً كاذباً ضد ابنى بأنه من قطع يده، وبعد تحرير المحضر جاء فى منتصف الشارع وبصوت مرتفع يُعيد ما فعله فى البداية من سب وقذف».

وتابعت: «يوم السبت الماضى، خرج زوجى لكى يراضيه وفى لحظة خروج زوجى من باب المنزل كان أخى يمسك فى يده سلاحاً أبيض «مطواة»، وطعن بها زوجى فى صدره الأيسر، فنتج عن الطعنة نزيف حاد، وعلى الفور ذهبنا به إلى المستشفى وأخبر الدكتور زوجى بأن هذا شروع فى قتل كون الطعنة قريبة جداً من القتل».

وأوضحت: «عندما طلبت من زوجى التوجه إلى قسم الشرطة وتحرير محضر بذلك لكى يأخذ أخى جزاءه رفض زوجى لأنه شقيقى وهو فى مقام شقيقه إيضا قائلا «ده زى أخويا الصغير وأنا اللى مربيه مينفعش نعمل كده فى بعض».

وعن يوم الواقعة تروى الزوجة تفاصيل تلك الليلة المشئومة قائلة: «يوم الأحد الماضى جاء أخى إلى شقتنا ظنًا منه أن ابنى متواجد بالبيت، ولكن شاء القدر أن صديق ابنى أتى إلى منزلنا ليصطحبه فى فرح صديقه فذهب معه، وبعد ما خرج ابنى بحوالى 10 دقائق حضر أخى وكنت فى تلك اللحظة متواجدة بالمطبخ وابنتى سلمى صاحبة الـ «14» عامًا ونجلى أحمد ذو الـ «8» سنوات كانا جالسين بصحبة والدهما فى الصالة، وحينها طلب القاتل من زوجى الاتصال بأحد الأرقام من هاتفه بحجة عدم وجود رصيد معه، فأخرج زوجى الهاتف المحمول لتلبية طلبه».

وأضافت: «سمعت صراخ أبنائى أثناء تواجدى بالمطبخ فهرولت مسرعة نحوهم ووجدت زوجى مُلقى على الأرض ومازال شقيقى يطعنه بكل غِلّ، وقسوة فى جميع أنحاء الجسد وفى ظل صرخاتى واستغاثتى بالجيران وأشقائى الكائنين بنفس العقار الشاهد على الواقعة وهو يردد «لسة هقتلك ابنك كمان».

وفى تلك اللحظة المليئة بالوجع والحزن، تقطع الطفلة سلمى نجلة المجنى عليه حديث والدتها لتبدأ بسرد ماشاهدته مؤكدة كلام الزوجة بأن خالها القاتل قام بقتل والدها غدر بدم بارد دون رحمة، مشيرة إلى أن الضحية كان جالساً على «الكنبة» ودخل عليهم خالها وليس فى يده شىء وطلب من أبيها الاتصال برقم ما ولكن رد عليه المجنى على قائلا «اقعد نتغدى الأول» فرفض الخال القاتل، وعندما أخرج الأب الهاتف المحمول قام الجانى بإخراج «سنجة» من وراء ظهره وظل يطعن أبى عدة طعنات متفرقة أكثرهم بمنطقة الرقبة والظهر».

وبالحديث مع الجيران وشهود العيان على الواقعة التى هزت أرجاء شارع عبدالله الرفاعى بحى المرج الجديدة، يقول «ممدوح حلمى» جار الجانى والضحية وشاهد عيان على الحادث: «فوجئت بسماع صوت صرخات من المنزل فدخلت ورأيت الجانى فى يده «سكينة» وملابسه ملطخة بالدماء».