دراسة تكشف عن أمراض "الفطر الأسود" والأوبئة في مصر القديمة
كشفت دراسة أثرية للدكتورة هدير عبيد دكتوراه في الآثار المصرية القديمة عن معاناة شعوب العالم القديم عامة ومصر القديمة خاصة من العديد من البكتريا والفطريات والفيروسات التي ترتبط بأمراض نقص المناعة أو التناول الخاطئ للأدوية؛ وهناك العديد من الأجسام البكتيرية (مثل المكور العقدي والبكتريا العنقودية والبكتريا المعوية.. إلخ)، سواءً كانت حموية أو وحيدة الخلية (يشير شتروهال إلي وصف أكياس أميمبية) كانت شائعة في تلك الأزمنة.
وألقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة مطالبًا بإجراء اختبار علي بعض من هذه الأشكال البكتيرية للوقوف علي أسباب العدوي المرضية للوقوف علي الأسباب الحقيقة المؤدية للمرض، وذلك لعدم معرفة أيها أقدر علي إحداث الإصابة بالمرض، أو لعدم إمكانية تحديد الجهاز الذي سيصاب بالمرض
وأوضح ريحان من خلال الدراسة أن التقيحات كانت شائعة ومتنوعة جدًا فى مصر القديمة وعلي سبيل المثال حالة لإحدى كاهنات أمون ( الأسرة الحادية والعشرون ) والتي كانت تعاني من جرح حاد في منطقة الحوض وفقدان شديد في الوزن بسبب قرحة الفراش، وهو ما استطاع المحنطون إخفاءة باستخدام جلد الغزال
وبخصوص أمراض الجهاز التنفسي لم نستطع الحصول علي معلومات مؤكدة في النصوص المصرية القديمة باستثناء العديد من العلاجات الخاصة بالسعال أو وصفات طبية أيضا بالعلاج عن طريق الاستنشاق أو علاج نزلات البرد؛ أما الشواهد التشريحية فقد اتاحت لنا الفرصة لتوضيح بعض الأمراض مثل الأصابة بالتهاب رئوي وذلك في إحدي الممياوات في الأسرة العشرين، وعلي مومياء " حر موزي " حيث ظهرت مؤشرات علي الإصابة بالتهاب شعبي في الفص السفلي الأيمن
وينوه الدكتور ريحان إلى أن الأمراض المستوطنة لم تكن أقل خطرًا على المصريين من الأوبئة التي عصفت بهم، بيد أنها كانت تقتلهم ببطء والمقصود بها الأمراض المستقرة في بلد ما، وتصيب غالبية سكانه ومن أهمها البلهارسيا والإنكلستوما والتدرن الرئوي والأمراض الفطرية مثل الفطر السود والأبيض وكانت أهم مضاعفاتها التهابات المثانة وسرطان المثانة وتليّف الكبد وتضخّم الطحال والاستسقاء والبتر والاستقصال مثل استقصال العيون أوالأنف.
ويتابع الدكتور ريحان من خلال الدراسة أن من بين الأمراض التي كانت شائعة في مصر القديمة وكذلك جميع الحضارات القديمة قبل اختراع المضادات الحيوية هى الأمراض المعدية والتي كانت أحد الأسباب الأساسية للوفيات؛ وفي واقع الأمر يتعين علينا دائمًا أن نتذكر أن تاريخ البشرية جمعاء القديم والحديث أشار إلي حدوث حالات وبائية أطاحت بالكثير من البشر ويكفي أن نتذكر الدور الذي لعبة مرض الملاريا في سقوط الحضارة الإغريقية القديمة بالإضافة إلي الأمراض الوبائية مثل الجدري والحصبة والكوليرا وغيرها