"موجود في مصر".. خبير أثري يطالب بالاهتمام بأقدم نص تأسيسي لجامع في العالم
طالب بسام الشماع المؤرخ المعروف، الاهتمام باللوحة الرخامية المعلقة على إحدى دعامات البائكة الثالثة بإيوان القبلة في جامع أحمد بن طولون، وهي اللوحة التي تحمل النص التأسيسي للجامع والتي تعتبر الأقدم من نوعها وطبيعتها في العالم.
وقال الشماع في تصريحات خاصة إلى الفجر، أسس هذا الجامع مؤسس الأسرة الطولونية الحاكمة "أحمد بن طولون" فوق ربوة أو تل مرتفع قليلا عن سطح الأرض يقال له "جبل يشكر"، واللوحة موجودة حتى الآن في موضعها والتي وضعتها لجنة حفظ الآثار العربية قديمًا بعد اكتشافها في صحن الجامع نفسه والاهتمام بها.
اللوحة منحوتة ببراعة بيد الخطاط العبقري المسلم الذي استخدم طريقة الكتابة الكوفية المرتبطة بزمن اللوحة وهو دليل هام يستفاد به عند دراسة تطور ومراحل طريق كتابة الخط الكوفية مدار تاريخ هذا الخط الرائع.
ومن أسباب أهمية هذه اللوحة التأسيسية القديمة، أنها تحتوى على توثيق لتاريخ إنجاز بناء هذا الجامع الذى يزيد عن ستة أفدنة من حيث المساحة ليكون بالتالي أكبر مسجد الآن في مصر من حيث المساحة، وثالث أكبر المساجد التاريخية والأثرية في العالم بعد مسجدي "سامراء" و"أبي دلف" في العراق. والتاريخ المذكور على اللوحة هو ٢٦٥ هـ.
واقترح الشماع أن يتم تنظيف وترميم الجامع بجميع عناصره سواء اللوحة التأسيسية أو الدعامات أو الصحن أو الزيادات، والصور المرفقة والتي تم تصويرها يوم ٢٩ مايو ٢٠٢١ تُظهر الحالة المتردية للدعامة والحاجة إلى تنظيف اللوحة نفسها والاعتناء بها حسب كلام الشماع، والذي أكد أن التقدير العلمي متروك للمتخصصين والمرممين المصريين الرائعين.
وأضاف، لست من المرممين ولكني أنظر إلى الأثر واستشعر أنه بحاجه إلى اهتمام، وانظر إلى الصور الحديثة لتعلم ماذا أقصد، وقس على هذا بالنسبة للجامع كله،
واقترح أيضا أن يتم تغطية اللوحة النادرة بغطاء يحميها من اللمس والعبث ووضع حاجز يمنع من الاقتراب منها ولمسها، واقترح أيضا توصيل اللوحة بجهاز انذار حديث ضد السرقة أو النزع، وصنع مستنسخات للوحة التأسيس في الورشة الخاصة بوزارة الآثار المصرية كي تكون في متناول من يرغب باقتنائها بأثمان رخيصة.
نص اللوحة التأسيسية حسب موقع القاهرة الإسلامية - culnat.
الجزء الأيسر من النص مفقود، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بإعادة تركيبه على إحدى دعامات ظلة القبلة، وتمثل هذه اللوحة نموذجًا هامًا لما كان عليه الخط الكوفي قبل تطوره، حيث جاءت الكتابات خالية من أي عناصر زخرفية، ونص اللوحة كما يلي مع ملاحظة أن ما بين الأقواس مفقود:
1. بسم الله الرحمن الله الملك الحق المـ [بين اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ]
2. الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ [لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي]
3. الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِ[لَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ]
4. مَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا [بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَ]
5. الْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ [الْعَظِيمُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ]
6. [وَالَّذِ]ينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَ[اهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا]
7. مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِــ[ــهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ]
8. فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَ[خْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ]
9. فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ [بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا[
10. وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِــ [ــيمًا كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ]
11. [تَأْ]مُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ]
12. لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الـ [ـلَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ]
13. [وَأَقَــ] ـامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ [إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا]
14. مِنَ الْمُهْتَدِينَ أمر الأمير أبو العباس أ[حمد بن طولون مولى أمير]
15. [المؤ] منين أدام الله له العز والكرامة والنعــ [ــمة التامة في الآخرة والأولــ] ــى
16. ببناء هذا المسجد المبارك الميمو [ن من خالص ما أفاء الله عليه وطيبه]
17. لجماعة المسلمين ابتغاء رضوان الله والدا [ر الآخرة وإيثارًا لما فيه تسنية الدين]
18. وألفة المؤمنين ورغبة في عمارة بــ [ــيت الله وآداء فرضه وتلاوة]
19. [كتا] به ومداومة ذكره إذ يقول الله تقدس [وتعالى فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ]
20. يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَ [صَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ]
21. ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَا [فُونَ يَوْمًا يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ]
22. لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ [فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ]
23. في شهر رمضان سنة خمس وستين ومائتين [سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ]
24. سَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللهــ [ــم صلي على محمد وعلى آل محمد وارحم محمدًا وآل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كأفضل ما صليت وترحمت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وأنعم إنك حميد مجيد]".
والآيات القرآنية كما جاءت بالنص هي آية الكرسي (الآية رقم 255 من سورة البقرة)، ثم الآية رقم 29 من سورة الفتح، ثم جزء من الآية 110 من سورة آل عمران، ثم الآية رقم 18 من سورة التوبة، ثم الآيات أرقام 36: 38 من سورة النور، وفي نهاية النص الآيات أرقام 180: 182 من سورة الصافات، وقد تمت كتابة الآيات بالتشكيل لقدسيتها.