مؤسس "اى صاغة" يروى لـ "الفجر" قصة أول تطبيق إلكتروني لبيع الذهب في مصر

الاقتصاد

اي صاغة
اي صاغة


مشروع "مدينة الذهب" حلم طالما راود مصنعي الذهب في مصر

مازال الذهب ملاذ أمن للمستثمرين.. والعملات الرقمية اثبتت فشلها

أسعار الذهب العالمية تشهد تذبذب.. وعدم علم التاجر والمشتري بالسعر لحظياً يسبب خسائر كبيرة

.



تتعرض أسعار الذهب في مصر لتقلبات شديدة بين كل دقيقة واخرى، وهو ما يجعل التجار يتخبطون في تحديد السعر الدقيق لأحد أثمن المعادن التي يقبل المصريون على شرائه، الأمر الذي دفع أحد رواد الأعمال للتفكير في إنشاء تطبيق  يكون عين التجار على السوق، وحماية للمستهلكين من أي عملية تلاعب في الأسعار عند شراء أوبيع الذهب؛ لذلك كان التفكير في تأسيس أول تطبيق  تكنولوجي " iSagha" .

 

وقال المهندس سعيد إمبابي رئيس مجلس إدارة " اي صاغة" ومؤسس التطبيق، " خلال السنوات الماضية لم تكن هناك وسيلة سوي الهاتف الأرضي ليعرف بها أصحاب المحلات من التجار أسعار الذهب.. إذا حاولنا الاتصال على التجار ووجدنا الهواتف معلقه؛ قد نخسر إتمام البيعة…. تطبيق" iSagha" أصبح  يستطيع نقل الأسعار من وسط التجار إلى  أصحاب المحلات مع متابعة أي تغيرات تطرأ عليها طوال اليوم وإرسالها لهم لأن سعر الذهب يتعرض لتقلبات عنيفة بين لحظة وأخرى.

 

التقت "الفجر"، بـ"إمبابي" للحديث أكثر عن تطبيق iSahga، ومعرفة أحوال  سوق الذهب في مصر، ومدى تأثير عملة البيتكوين علي شرائه، وتأثير مشروع إنشاء مدينة الذهب على الصناعة، والخدمات الأخرى  التي يوفرها التطبيق   ليكون انعكاس لسوق الصاغة أونلاين.

 


كيف توصلت إلى فكرة إنشاء تطبيق "iSagha" ؟

أنا أنتمي  إلى اسرة تعمل في تجارة الذهب وعندما قررت العمل في هذا المجال، وجدت أن  أصحاب المحلات يعانون للتواصل مع التجار لمعرفة السعر النهائي للجرام عندما يقرر المستهلك الشراء، نتيجة للتغيرات التي تحدث في الأسعار بالأسواق العالمية لحظة بلحظة، لذلك فكرنا في عام 2016 في إنشاء تطبيق باستخدام التكنولوجيا الحديثة يكون وسط التجار ويستطيع أن يتابع التغيرات التي تحدث في أسواق الذهب العالمية لإعطاء أصحاب المحلات السعر النهائي بدقة في التوقيت الذي يطلبونها فيها، خاصة وأن اي خطأ في عملية التسعير قد تلحق خسائر بأصحاب المحلات، أو تهدر حقوق المستهلكين.


كيف تطور تطبيقiSagha " خلال السنوات الماضية؟

بعد إنشاء التطبيق في عام 2016 كان يتكون من صفحة واحدة يهتم فقط بنقل أسعار الذهب لأصحاب المحلات و العملاء المهتمين بشرائه، وتم إجراء أكثر من 200 عملية لتحميل التطبيق على الهواتف الذكية خلال أسبوع من طرحه على البلاي ستور، بعدها قررنا أن ندخل مسرعة الأعمال flat 6 Labs ليصبح  في نهاية  2020 تطبيق متكامل يوفر خدمات "الصاغة" بطريقة أونلاين، حيث مكن أصحاب المحلات من عرض منتجاتهم من مشغولات ذهبية فضية ومجوهرات على العملاء أونلاين، وفي حالة إتمام أي عملية بيع يكون  للتطبيق نسبة تحدد على أساس السعر النهائي التى تم بيع المنتج به إلى العميل، ووصل عدد تحميلات التطبيق خلال خمس سنوات من إنشائه؛ إلى 25 ألف عملية تحميل حتى الآن.


 ما الذي يجعل أسعار الذهب في تطبيق "iSagha" أكثر دقة عن الأسعار المعلنة "الأخرى" ؟

تطبيق "اي صاغة" لا يعتمد على تسعير"الذهب" في مصر على سعر الأوقية في السوق العالمية فقط، كما يحدث في العديد من المواقع  الالكترونية التى تقوم  بنقل الأسعار  معتمدة  على مقابل سعر الأوقية العالمي  بالجنيه المصري، ولكن في التسعير الصحيح ليس سعر الاوقية العامل الأساسي في تحديد اسعار الذهب، بل يجب معرفة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه بالبنك المركزي، والحالة العامة للسوق هل عمليات الاستيراد أعلى من تصدير الذهب أم العكس، لأن كل هذا يؤثر على السعر النهائي للجرام، وإذا لم يراعي الثلاث عوامل السابقة سيكون هناك تسعير خاطئ.


كم بلغت إجمالي عدد عمليات بيع المشغولات الذهبية التى تمت من خلال تطبيق "اي صاغة" ؟

خلال عام ونصف نجحنا في تنفيذ أكثر من 5000 عملية بيع لمختلف المشغولات الذهبية التى تم عرضها من قبل أصحاب المحلات عبر التطبيق، وبلغ  إجمالي عدد المشاهدات للمعروضاتمن مشغولات ذهبية وفضية ومجوهرات إلى مليون مشاهدة شهريا من خلال 100 ألف مستخدم للتطبيق.



ما الذي  يميز  تطبيق "iSagha" عن باقي التطبيقات المواقع الألكترونية التي تبيع الذهب أونلاين؟

 تطبيق "اي صاغة" يمنح التجار والعملاء العديد من الخدمات التي لا يوفرها أي من التطبيقات الاخري  التى تبيع الذهب اونلاين، فهو يضمن للتجار عرض الكميات التى يريدونها من المشغولات الذهبية بالأسعار التى يحددونها وبقيمة المصنعية التي يطلبونها  والأهم من ذلك أنها تكون متوافقة مع التغيرات التي تحدث في أسعار الذهب كل دقيقة مقارنة بمواقع التجارة الالكترونية التى تعرض أسعار ثابتة للمنتجات الذهبية دون أن يتم تعديلها لتتوافق مع تغيرات الحادثة في أسعار الذهب، لذلك  أصبح العميل والتاجر عندهم ثقة في تطبيق اي صاغة لأنهم يعلمون بأن أسعار المشغولات يتم تحديثها وفقا للتغيرات التي تحدث في سعر الذهب بما يحفظ حقوقهم، كما يضمن التطبيق للعملاء عدم التعرض لحالات الغش في بيع الذهب، من خلال قسم "الجودة" الذي يتأكد من قيمة  و وزن المشغولات الذهبية التى وقع اختيار العميل على شرائها قبل شحنها، وأن سعرها متوافق مع السعر  المعروض وقت شرائها من على التطبيق،  ومن وجود ختم مصلحة الدمغة والموازين عليها، وفاتورة توضح اسم المحل الذي قام العميل بالشراء منه حتى يحفظ حقوق العملاء عند طلب الاسترجاع، وبالتالي التطبيق نجح في أن  يحفظ حقوق كلا من البائع والمشتري.


كم تبلغ المدة التي يتم خلالها شحن المشغولات الذهبية للعملاء؟

أقصى مدة قد تستغرقها عملية الشحن التي نشرف عليها حتى وصول المنتجات الذهبية للعملاء تتراوح بين 4 ايام الى 5 ايام في المناطق خارج القاهرة، كما نوفر تأمين على المشغولات ضد السرقة والتلف اثناء عملية الشحن، كما يتأكد قسم الجودة لدينا من مراجعة طلبية العميل  قبل  تسلمها له، والتأكد من مواصفاتها ووزنها وسعرها وتطابقها مع اختيار العميل.


هل يسمح  تطبيق" أي صاغة" ببيع المشغولات الذهبية المستعملة؟

لا يسمح التطبيق ببيع الذهب المستعمل، فالمشغولات الذهبية المعروضة لا يتم عرضها إلا من خلال أصحاب المحلات، فعند  تسجيل في التطبيق يظهر لك اختيارين أما مستهلك عادي  فيمكنك التسجيل فيه لمعرفة الاسعار وشراء المشغولات الذهبية بعد استيفاء البيانات المطلوب تسجيلها، أما عارض عند هذا الاختيار يتطلب التأكد من وجود محل خاص بالعارض على أرض الواقع، وبطاقة ضريبية وسجل تجاري، غير ذلك لا نسمح لأي شخص مجهول بفتح حساب لدينا لبيع المنتجات الذهبية أو الفضية أو المجوهرات.


هل يعاني سوق الذهب في مصر من العشوائية ؟

بالفعل في الفترة الأخيرة ظهر أشخاص ليس لهم علاقة بتجارة الذهب، وقامو بتنفيذ عمليات بيع لمشغولات ذهبية مغشوشة وغير اصلية والنصب على المواطنين اضرت باصحاب المهنة الأصليين؛ لذلك حاول تطبيق" iSagha"إعادة تنظيم سوق الذهب نسبيا، وحماية المواطنين من عمليات الغش التي تحدث لهم عند شراء المشغولات الذهبية سواء من خلال التلاعب في اسعارها أو بيع لهم مشغولات غير اصلية.


تسعى إدارة الدمغة والموازين بوزارة التموين  للتحول إلى دمغ المشغولات الذهبية بالليزر ما تأثير ذلك على سوق الذهب في مصر؟

التحول إلى الدمغة بالليزر سيكون له تأثير كبير على سوق الذهب في مصر، سيعمل على الحفاظ على شكل المشغولات الذهبية ليعزز من إمكانية فرص تصديرها عالميا على عكس الدمغة الحالية التى تفسد المظهر الجمالي للمنتجات الذهبية، وبجانب هذا سيحفظ حقوق المستهلكين حيث أن الدمغة بالليزر توضح من خلال الباركود أسم المصنع الذي أنتجها ويوم دماغها، حتى يستطيع أصحاب المحلات تحديد المشغولات الذهبية المسروقة  بعد الكشف عليها من خلال الباركود على السيستيم المخصص لذلك.

 

هل هناك ارتفاع  في نسبة الذهب المغشوش بالسوق المصري؟

نعم ، ولكن لا استطيع ان اذكر نسبة بالتحديد وهي نسبة كبيرة ليست بالقليلة، وهذا يرجع في الأول إلى اصحاب المصانع التى لا تحاول حماية منتجاتها كما يحدث في باقي الاسواق حتي لايقع المستهلك فريسة لعمليات الغش.

 

هل شهدت صناعة الذهب المصري تحول في الفترة الأخيرة تنافس المستورد؟

في الفترة الماضية كان المنتجات والمشغولات الذهبية المستوردة من ايطاليا وتركيا تحديدًا تغزو الأسواق المصرية ولا وجود للمنتج المصري، ولكن ظهر مؤخرا مصنعين أو أكثر، اعتمدوا على نقل تصاميم المشغولات الذهبية المستوردة وإعادة طرحها، وكانت اسعارهم تنافسية  نتيجة انخفاض اسعار مصنعية الدمغة بنحو 40% على المنتج المصري وهو ما شجع المستهلك على شرائه.


ما الذي تحتاجه المنتجات المصرية الذهبية لتطويرها  لمنافسة المنتجات الأوروبية؟

العامل الأساسي يجب أن لا نعتمد على تقليد المنتجات المستوردة، وأن يكون لدينا المصممين الخاصين بنا  لتصميم المشغولات الذهبية في أشكال جذابة، ويأتى بعد ذلك تطوير الالات والمعدات والايدي العاملة، والاهتمام بالتسويق ليس من خلال المحلات ولكن المصانع المنتجة للمشغولات نفسها.

 

كيف ترى أهمية مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنشاء "مدينة الذهب"  لدعم تلك الصناعة؟

 مبادرة هامة جدا وتساعد على تطوير صناعة الذهب بعد تجميع المصانع في مدينة متكاملة توفر كافة إحتياجات الصناعة ، خاصة وأن هذه المدينة كانت حلم لمصنعين الذهب منذ أعوام سابقة.

ولكن من أجل تحقيق المستهدف من تلك المدينة لا بد من ضرورة توفير مدرسة لتدريب الأيدي العاملة خاصة  وأن صناعة الذهب من الصناعات التى تحتاج إلي أيدي عاملة مبتكرة ومبدعة و توفير أيدي عاملة بمثل تلك المواصفات لن يأتي إلا عن طريق مدرسة تهتم بهم، كما أن يجب على المصانع المصرية ان تعبر عن الهوية الخاصة بها في المنتجات التى تنتجها لا تعتمد على تقليد المستورد، مصر من البلاد التى لها تاريخ في صناعة الذهب، وبتلك المدينة تستطيع أن تستعيد مكانتها العالمية سريعا.

 ما هي خطتكم التوسعية خلال الأعوام القادمة ؟

نعمل في خطتنا التوسعية على  تحقيق معدلات نمو بنسبة تتراوح بين 30إلى  40%  بنهاية 2020-2021 من خلال جذب أكبر عدد ممكن من المحلات العارضة على التطبيق وزيادة المنتجات المعروضة لدينا  لتصل إلى 4 آلاف منتج من 1500 منتج حاليا، كما نسعى للتوسع في أسواق جديدة خارج مصر ، في السوق السعودي الذي يعد من افضل الاسواق حاليا لبيع الذهب اونلاين.

هل  تراجعت معدلات الاستثمار في "الذهب" على حساب العملات المشفرة مثل "البيتكوين"؟

عندما بدء الاستثمار في العملات الرقمية سحب عدد كبير من المستثمرين في الذهب استثماراتهم به، ولكن بمرور الوقت عندما تأكدوا أن الاستثمار في البيتكوين غير آمن ومن الممكن أن يحققوا خسائر فادحة من ورائه، بالاضافة إلى تحذيرات البنك المركزي بخصوص عدم الاعتراف به، عادوا من جديد للاستثمار في الذهب.

لماذا يقبل المصريون على شراء عيار 21 جرام على حساب العيارات الأقل من حيث السعر؟

يوجد بالفعل عيارات اقل من عيار 21 وارخص منه مثل عيار 18 جرام،  وسبق وأن تم طرح عيار 14 جرام ولكن لم يلقى رواج في السوق المصري، لأن المصريين يفضلون بالوراثة عيار 21  بسبب موروثات خاطئة، تعتقد أن مصنعية عيار 21 اقل من مصنعية عيار 18 ، وهو ما يجعل  خسارته أقل عند بيعه مقارنة عيار 18 ، بالإضافة إلى أنهم يعتقدون أن عند بيع عيار 18 لايتم احتساب قيمة الأحجار والفصوص، ولكن جميع تلك المورثات غير صحيحة لان اصبح نسبة 90% من  المشغولات بمختلف أوزانه تسترد بالأحجار عند بيعها، كما أصبحت قيمة المصنعية في عيار 21 تتساوى مع عيار 18.