تفسير قول النبي "ص": "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله.."

إسلاميات

تفسير الأحاديث النبوية
تفسير الأحاديث النبوية


بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا "محمد" وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: حثنا النبي "ص" على مكارم الأخلاق ومعاملة الناس بخلق حسن، وإلى تقوى الله عز وجل.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: إن سيدنا محمد "ص" قال: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى هاهنا - ويشير إلى صدره الشريف ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" رواه مسلم.

وفسر العلماء، قول النبي: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره" بأنه حديث أخذ من قوله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة"،فإذا كان المؤمنون إخوة، أمروا فيما بينهم بما يوجب تآلف القلوب واجتماعها، ونهوا عما يوجب تنافر القلوب.

وأشار العلماء إلى أن الأخ من شأنه أن يوصل لأخيه النفع، ويكف عنه الضرر، وأنه من أعظم الضرر الذي يجب كفه عن الأخ المسلم الظلم، وهذا لا يختص بالمسلم، بل هو محرم في حق كل أحد، مصداقاً لقوله تعالى: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا".

والمؤمن مأمور بنصرة أخيه، كما ورد في الصحيحين: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما قال: يا رسول الله، أنصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه".

كما لا يجوز أن يحتقر المسلم أخيه المسلم، وهو ناشئ عن الكبر. كما قال نبينا: "الكبر بطر الحق وغمط الناس"، وقال ربنا جل وعلا: "ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن".

لذا أخي المسلم لا يحل إيصال الأذى إلى المسلمين بوجه من الوجوه من قول أو فعل بغير حق، وقد قال الله تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا".