د.حماد عبدالله يكتب: سمة " الندالة "!!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



لا تضحك .. ولا تستغرب من العنوان – فهذا واقع نعيشه يوميا – وكل لحظة تظهر من حركات " النداله " بالمعني الشعبي المصري – في كثير من التصرفات سواء علي المستوي الشخصي أو حتى علي المستوي العام – فالنداله ( لفظا شعبياً ) يتصف به – من يفعل شيئاً منافيا للأعراف أو مناقصا للاتفاقات بين شخصين أو بين مجموعتين أو حتى حكومتين !! فمن مظاهر الندالة – أن يتفق شخص مع شخص علي عهد شفهي – ثم ينقض أحدهما الاتفاق أو يذهب أحدهم لفعل شئ عكس ما كان متفق عليه – وهكذا يتم بين مجموعتين من الناس – سواء كانت تلك المجموعة تسمي حزب أو جمعية أو شئ أخر !!! 

وأصبحت سمة الندالة شيئا نقرأه ونطالعه علي صفحات الحوادث في الجرائد او صفحات السياسة الإقليمية أو الدولية .

فهذه دولة تعمل بندالة عكس ما تظهر علي شاشات أجهزتها الإعلامية أو جرائدها الرسمية - وهذه حكومة تعمل عكس ما أتفقت عليه مع من كلفها بإدارة الحكم – نتيجة انتخابات شعبية أو رؤية أيديولوجية بعينها.
 ولعل أطرف ما حدث في هذا المجال واقع الأحداث بالمحروسة - أن مجموعة من الأصدقاء كانوا علي متن طائرة عائدين من جنوب شرق آسيا بعد حضور مؤتمر – من المؤتمرات " إياها" النصف أهلية والنصف حكومية – ونظرا لطول مسافة الرحلة للعودة للوطن – جلس الزملاء يتجاذبون أطراف الحديث عن صورة التجمعات الأهلية – وجاء في حديثهم تصور أشكال التجمعات – فهذه جمعية المستثمرين !! – وهذه جمعية رجال أعمال !! – وهذه جمعية التجار الشرفاء!! – وغيرها من جمعيات – كما تعرضوا لعملية اختيار رئيس إحد هذه الجمعيات والحرب الدائمة للحصول علي هذا المنصب الوهمي بين مجموعات رجال الأعمال المتنافسين !!

وأذ بفكرة تطرأ مني شخصيا – بأن ما هو رأيكم في تكوين " جمعية للاندال " – وبدأ الحديث ضاحكا – ولكن رويدا ... رويدا أصبحت العملية جد – وظريفة – وفجأة بدأ تشكيل هذه الجمعية – وهنا قلت (لنختبر الفكرة ) سوف أرشح نفسي رئيساً لهذه الجمعية فور الإعلان عنها -وحددنا أهدافها - بأن "جمعية الاندال المصرية" – سوف تعمل علي مراقبة الندالة في كل العلاقات الأهلية المجتمعية - وبعد مرور مدة من الوقت حوالي الساعة أو الاثنين – ( فترة الرحلة 16 ساعة ) إذ بصديق - لو يسمح لي أن اذكر أسمه فسوف أفعل ‍‍‍‍!! فكلهم أحياء والحمد لله - إذ بهذا الصديق يفاجئ الجميع 0 بإعلانه بأنه سيدخل المنافسة معي في رئاسة الجمعية ...واصبح الهزل – جد !!
وأصبحت المشكلة ليس رئاسة جمعية مستثمرين أو تجار بل رئاسة جمعية اسمها " جمعية الاندال المصرية " 

وأخذت هذه الواقعة الحقيقية لكي أقدمها للجميع – بأن الترشيح لرئاسة أي شئ في مصر – حتى ولو كان جمعية للاندال – سوف نجد المنافسة – والمنافسة الشديدة – فليس فقط الأندية- والجمعيات -والأحزاب – هي التي تحتل دائرة الاهتمام عند أهل المحروسة – بل وصلت إلى انه حينما يطرح ولو هزلا "جمعية الاندال"– سوف تجد من ينافس علي عضويتها وكذلك رئاستها !!!