عبد الله الميهي يكتب: السياسة المصرية الخارجية والفتح المبين

مقالات الرأي

بوابة الفجر


تشهد السياسة المصرية الخارجية، في الوقت الحالي، فتحًا مبينًا على جميع الأصعدة، فنجد لها أدوار فاعلة في فلسطين، ليبيا، السودان، وغيرها من الدول، فلا مجال هنا لـ"الحظ" أو "جاءت هكذا"، فالأمر مُقعَّد على أسس وإدارة حقيقية.

ففي فلسطين، وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير، توهج الدور المصري، فبجانب الموقف الشعبي، كان للسياسة الخارجية حضور مبهر، وأوله أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي بفتح المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى والمصابين من قطاع غزة، وفتح معبر رفح البرى بشمال سيناء، استثنائيًا، لاستقبال ضحايا العدوان الإسرائيلي على من الجرحى والمصابين والمرضى، بجانب تقديم القاهرة مبلغ ٥٠٠ مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.

وليس ذلك فحسب، فقد أوفد السيسي، اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة لإجراء مباحثات مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي والجهات المعنية حـول تثبيت وقف إطلاق النار والتطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، بجانب لقاء "كامل" مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، والتنسيق بشأن عقد مجموعة من الاجتماعات مع الأمناء العاملين للفصائل الفلسطينية بالقاهرة.

أما في ليبيا، فنشاطٌ ملحوظٌ قامت به الدولة المصرية خلال الأشهر الماضية لحلحلة الأزمة هناك، وذلك لما تمثله من عمقٍ استراتيجيٍ للأمن القومي المصري، حيث عمدت القاهرة إلى الحوار مع ممثلي الكيانات الشرعية في ليبيا وشيوخ القبائل الليبية، وبالفعل نجحت الجهود في تحقيق عدد من النتائج والتحولات التي مثلت شروطًا أساسية للتوصل لمثل هذه التسوية.

وعلى صعيد السودان، فقد أكد السفير خالد الشيخ، نائب سفير السودان بالقاهرة في حواره مع "الفجر"، أن هناك تقاربًا مصريًا-سودانيًا كبيرًا خلال الفترة الماضية بالتأكيد خاصة مع الوضع والوجه الجديد في السودان بعد إزاحة من كانوا يعتلقون كاهله لمدة ثلاثين عامًا حيث انفتحت العلاقات بين البلدين، مما يؤكد أن القاهرة والخرطوم لهما مصلحة حقيقية في الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا بشأن سد النهضة.

وخلاصة القول، إن السياسية المصرية الخارجية لها قواعد جديدة أسست عليها تحركاتها الرصينة تجاه دول المنطقة العربية والعالم، لا تستحق عليها سوى "امتياز".