سارة جمال تكتب : متلازمة ملكة النحل لدى النساء

ركن القراء

بوابة الفجر




        كثيراً ما نتعرض نحن، معشر النساء لحالات تنمر لا حرص لها ولا عدد، بجميع أشكاله وأنماطه في أماكن ومؤسسات العمل، والمؤسف أن أغلبه يأتي من الجنس ذاته، أقصد هنا زميلات العمل.

وأثبتت الدراسات أن أكثر من ثلثي النساء تتعرضن للتنمر في أماكن العمل من قبل زميلاتهن، فربما سمعنا يوماً بل اعتادنا في زماننا الحالي على وجود حالات تحرش حنسي بالنساء نساء في عملهن من قبل الرجال، ولكن ما لم نعتد وجوده هو التنمر ضد بعضن البعض، ليكون بمثابة ظاهرة الأعوام القليلة المنصرمة. 

     الإيذاء تجاه المرأة لم يعد جسديا فحسب, بل يات يأخذ أشكالا وأنماطا أخرى تعتبر أكثر قسوة وذات تأثير نفسي خطير بل مُرعب، علميا تعرف هذه الظاهرة باسم "متلازمة ملكة النحل"- والتي تم توثيقها من قبل العديد من مراكز الدراسات, حيث تصف المرأة المصابة بمتلازمة ملكة النحل بأنها نجحت في حياتها المهنية، لكنها لا تريد لباقي النساء النجاح مثلها. 

     يتمثل ذلك من خلال بعض السلوكيات العدوانية اجتماعياً مثل النميمة والاستبعاد الاجتماعي والعزلة الاجتماعية والاغتراب الاجتماعي داخل مكان العمل أو التحدث عن شخص ما بشكل غير لائق للتثبيط من عزيمتها. 

      عمليا، يشكل ذلك تأثيرا سلبيا على الأداء التنظيمي لمؤسسة العمل، ويقلل الإنتاجية، وبالتالي يؤدي لعدم رضا الموظفين، وبالتالي انخفاض الربحية. ويرى الكثيرون أن سلوك ملكة النحل ينبع من انعدام الأمن، والشعور بأن العدوانية هي الطريقة الوحيدة التي تؤخذ على محمل الجد أو الحاجة إلى أن تكون المرأة "الأولى" الوحيدة. أما نفسيا, فذلك يولد شعورا بعدم الثقة والقلق والاضطراب النفسي والعدوانية بشكل كبير.

       السؤال هنا هو؛ لماذا لا تدعم النساء بعضهن؟ لماذا لا يساعدن بعضهن على النجاح؟ دراسات أخرى كشفت أن تجارب مكان العمل - وليس الماهية الجنسية- هي ما يحفز السلوك العدواني بين النساء. وفي الواقع أن بعض النساء المتنمرات يقمن بهذا السلوك العدواني في القيادة، بسبب ما تعرضن له سابقا من قبل مدرائهن.

       دوما ما نشعر بالتردد والخوف وعدم الأمان والافتقار إلى الثقة – وذلك يرجع لعدة أسباب – مما يعوقنا من تحقيق أهدافنا، لذا من السهل جدا أن نرى في بعضنا البعض تلك الإمكانات وإظهارها وتعزيزها. 

       النساء بحاجة إلى بعضهن البعض قبل أي شئ، بحاجة لتشجيع بعضهن ودعم كل منهن للاّخرين، وذلك لأن جزء من غريزة البقاء لدينا يندرج تحت مصطلح المساعدة
. فحينما تُظهِر للمرأة قيمتها، فأبإمكانك تغيير حياتها. لذلك من أجمل الهدايا التي يمكننا تقديمها لبعضنا هي العطاء الغير مصحوب بمشاعر الأنانية والغيرة من خلال التواصل والتفاعل الاجتماعي الإيجابي.

 خلاصة القول هي أن وجود مجتمع قوي من النساء يمكّن بعضهن البعض... لأننا معاً أقوى، بالمؤازرة والدعم المعنوي ولو في أضعف الايمان بكلمة طيبة تريح القلوب وتمحو الأوجاع وتنزع الاّلام.