ما هو المكان الذي قضت فيه العائلة المقدسة 185 يومًا متواصلة بمصر؟
تُعد رحلة العائلة المقدسة من التراث المصري الاستثنائي عالميًا، والذي يعكس تراثًا مرتبطًا بالشعب المصري، توارثته الأجيال التي عمدت على تسجيله في العديد من المصادر الدينية والتاريخية من بينها الكتاب المقدس والسنكسار والميامر والمخطوطات النادرة التي تحتفظ بها الأديرة والكنائس القبطية في مصر.
ويكمن التأثير العميق لتلك الرحلة المقدسة في الطابع الإنساني للقصص التي لا تزال تروى عن حياة السيد المسيح، كذلك التفاني في العبادة من المصريين والسائحين في الكنائس والمزارات التي بنيت تخليدًا وتذكارًا لرحلة العائلة المقدسة في مصر.
ويرتبط هذا التراث الثقافي بمجموعة من المواقع الأثرية التي لا تزال تحمل لنا كثير من الآثار والقصص التي تحكي لنا رحلة العائلة المقدسة، حيث دخلت العائلة المقدسة إلى مصر عن طريق صحراء سيناء من جهة رفح والفرما لترتحل إلى العديد من المدن المصرية، التي قسمتها المصادر الدينية والتاريخية القبطية إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: "رفح – الفرما – تل بسطة – مسطرد – بلبيس – مدينة سمنود - سخا – وادي النطرون"
المرحلة الثانية: "المطرية – بابليون (مصر القديمة) – منف – المعادي".
المرحلة الثالثة: "البهنسا - جبل الطير - الأشمونين - فيليس - قسقام - مير - جبل قسقام - جبل درنكة".
وفي بعض المدن قضت العائلة المقدسة أسبوعًا أو بضعة أيام، وفى مدن أخرى شهرًا أو أكثر وكانت أطول مدة قضتها هي في جبل قسقام حيث قضت 185 يومًا، واستمرت العائلة المقدسة في مصر حوالي ثلاثة سنين ونصف إلى أن مات "هيرودوس" الملك وحكم بدلًا منه "أرخيلاوس".
هذا، ويضم مسار رحلة العائلة المقدسة ٢٥ نقطة تمتد لمسافة 3500 كم ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط. تحتوي كل نقطة حلت بها العائلة المقدسة على مجموعة من الكنائس أو الأديرة الآثرية أو آبار مياه أو مجموعة من الشواهد القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بها وذلك وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.