البابا تواضروس: الله يحمل محبة خاصة في قلبه لاجل مصر
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الثلاثاء، بذكرى دخول العائلة المُقدسة، وعلى رأسها السيد المسيح، إلى أرض مصر.
وقال البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في تصريحات له على خلفية العيد إن " الله يحمل محبة خاصة لمصر، رغم أن بلاد اليهودية التي ولد فيها السيد المسيح محاطة بدول كثيرة ولم تكن في ذلك الزمان موجودة الحدود السياسية والجغرافية كما هو موجود في خرائط اليوم، ولكن الله اختار مصر وكانت حدودها معروفة منذ الأزل ومعروف في التاريخ أن مصر لم تندمج ولم تنقسم عبر التاريخ كله، الله يحمل محبة خاصة لمصر لذلك اختارها أن تكون هي البلد الأمن الذي يستقبله واختارها برغم أنها بلد كبيرة وهذا حمل بركة خاصة لمصر ولكل المصريين منذ العصور الفرعونية، فالمسيحية فالإسلامية ولكل المصرين على أرض مصر".
وأضاف أن العالم به بلاد كثيرة أكثر من 200 دولة ولكن الله اختار هذا البلد وأعطاها هذه النعمة وصارت محبة خاصة، ويكفي أن نعرف أن كلمة مصر والمصريين مذكورة في الكتاب المقدس ما يقرب من 700 مرة، وهذا يعطي نوعًا من الطمأنينة الخاصة ليس اليوم فقط ولكن في كل زمن، الله يحمل محبة خاصة لبلادنا الحبيبة مصر".
واستطرد، ثانيًا: الله اختار أن يفتقد وأن يرعى، فكأنه أعطانا في هذا الرحلة درسًا في الافتقاد، زاروا ما يقرب من 25 محطة أو منطقة (منطقة سيناء والعريش والفرما، منطقة بلبيس، شرق الدلتا ووسطها سخا جاء اسمها من كلمة (كعب يسوع)، ثم منطقة وادي النطرون التي صار فيها الأديرة وصار فيها أبراج الحمام حسب رؤية أمنا العذراء مريم، ثم في منطقة القاهرة القديمة بكل مواضعها الأثرية الموجودة حتى يومنا هذا امتدادًا لمنطقة المعادي التي عدت من خلالها العائلة المقدسة واتجهت من خلال نهر النيل إلى الجنوب امتدادًا إلى بني سويف وجبل الطير في المنيا حتى أسيوط وجبل قسقام ودير المحرق الذي وجد في المنطقة التي عبروا من خلالها وجبل درنكة ومواضع كثيرة في القوصية ومير إلى أخره)، الدرس الثاني أن الله علمنا الافتقاد وهذا البعد الرعوي لرحلة العائلة المقدسة افتقاد كل مدينة وافتقاد كل منطقة وهذه البركة شملت من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها وهذا بركة ودرس هام لنا.
وتابع، ثالثًا:
هذه الرحلة قامت بتنقية مصر من العبادات الوثنية، كانت العبادات الوثنية منتشرة في
العالم كله، وكانت العائلة المقدسة في كل موضع تدخل فيه تنهار الأوثان وتسقط الأصنام
وتنتهي العبادة الوثنية وكأن السيد المسيح بهذه الزيارة وبطول الرحلة التي امتدت إلى
ثلاث سنوات وستة أشهر وعشرة أيام أراد أن ينقي أرض مصر من العبادات الوثنية، ولذلك
الشعب المصري في تاريخه معروف بأنه شعب متعبد، سقطت أوثان مصر وذاب قلب مصر في داخلها
وتحققت النبوات التي نقرأ عنها في العهد القديم.
كما تستعد الكنيسة القبطية الارثوذكسية
لختام فترة الخماسين المقدسة، وهي اطول افطار في العام، وتقدر مدتها بـ50 يومًا مُتصلة. وتمر الكنيسة بمرحلتين في ختام فترة الخماسين
المرحلة الاولى هي عيد الصعود الذي يحل في 10 يونيو، و عيد الصعود له عدة اسماء اخريى
مثل عيد صعود يسوع المسيح ، يوم الصعود ، خميس الصعود ، أو أحيانًا الخميس المقدس،
وهو عيد مسيحي يحتفل فيه بذكرى صعود المسيح بالجسد إلى السماء بعد عيد القيامة بأربعين
يوما ، وهو أحد الأعياد المسكونية التي يُحتفل بها عالميًا للكنائس المسيحية. والمرحلة الثانية هي عيد العنصرة، والذي
يحل يوم 20 من يونيو، وعيد العنصرة هو عيد مسيحي يحتفل به بعد عيد القيامة بخمسين يومًا.
ويقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح بعد صعود السيد المسيح بعشرة أيام ويعتبر
عيد الخمسون عيد مهم جدا حيث بدات فيه الكنيسة عالميا حيث يحتفل فيه بعيد نزول الروح
القدس على تلاميذ المسيح الإثني عشر وأتباع آخرين للسيد المسيح ولهذا السبب، يوصف عيد
الخمسين أحيانًا في الثقافة المسيحية بأنه "عيد ميلاد الكنيسة". وايضًا تستعد الكنيسة القبطية الارثوذكسية،
لاستقبال اول اصوامها بعد فترة الخماسين يوم 21 من يونيو المقبل، وهو صوم الرسل. وصوم الرسل، هو صوم تتبعه الكنيسة الأرثوذكسية
الشرقية والكنيسة الأرثوذكسية المشرقية والكنيسة الكاثوليكية الشرقية، والأرثوذكس
الإصلاحيون. ويعتبر صوم الاباء الرسل، هو أول الأصوام
التي صامتها الكنيسة الآولى بعد تأسيسها مباشرة، وقد اوصى به السيد المسيح شخصيًا،
وذلك حينما انتقد اليهود تلاميذه متسائلين عن عدم رؤيتهم صائمين أبدًا، فأجابهم المسيح
أن التلاميذ في حالة فرح بوجوده معهم، أما حينما يُرفع عنهم فحينئذ يصومون، وهو ما
تم فعليًا عقب صعود السيد المسيح إلى السماء وحلول الروح القدس على التلاميذ والرسل
في يوم الخمسين، بحسب ما مثبت بالبشائر الإنجيلية.