البابا شنودة الثالث يشرح خط سير العائلة المقدسة في ارض مصر
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الثلاثاء، بذكرى دخول العائلة المُقدسة، وعلى رأسها السيد المسيح، إلى أرض مصر.
وقال البابا الراحل شنودة الثالث، عن
احتفالات الكنيسة بذلك العيد في تصريحات سابقة له، إن «عاش السيد المسيح في فلسطين
ولم يغادرها إلى أي إقليم آخر، والإقليم الوحيد الذي انتقل إليه غير أرض موطنه هو مصر،
أتى إليها في طفولته مع أمه مريم العذراء ويوسف النجار، وكان السبب في الخروج أن جماعة
من المجوس أتوا من المشرق إلى أورشليم "القدس" بعد مولد السيد المسيح بقليل،
وقالوا: أين المولود فإننا رأينا نجمه وأتينا لنسجد له.
واضاف:"خاف هيرودس الملك، وحسب هذا
المولود منافسا له، ولما لم يستدل عليه أمر بقتل أطفال بيت لحم "البلدة التي ولد
فيها المسيح" ليكون بين المقتولين. لهذا انتقلت العائلة المقدسة كلها إلى مصر
بناء على رؤيا مقدسة وأمر إلهي، أتوا إلى مصر من الشرق طبعا مارين على العريش والفرما
ولم يسيروا في خط واحد يمكن تتبعه، ولم يستقروا في مدينة واحدة، وكانت المدن التي مروا
بها نحو عشرين مدينة ومنطقة.
وتابع:"وهكذا تقدست كثير من مدن مصر
بزيارة السيد المسيح والسيدة العذراء، واستمرت الرحلة 4 سنوات من 2 إلى 6 ميلادية تقريبا
إلى أن مات هيرودس الملك، الذي كان يبعث برسله لمطاردتهم في مصر. ومن هنا كان تنقل
العائلة المقدسة بين المدن أسبوعا أو بضعة أيام، وفى مدينة أخرى شهرا أو أكثر، وكانت
أطول مدة قضوها في منطقة بجبل قسطام، حيث بنى دير المحرق فيما بعد، واسمحوا لي أن أحكي
مسار الرحلة بطريقة مبسطة:
الأول مدينتان على الحدود الشرقية الشمالية
هما العريش والفرما، اتجهت بعدها إلى تل بسطا بالشرقية، واستظلوا بالشجرة وتفجر بجانبها
ينبوع ماء، ومنها إلى مسطرد، وفيها أيضا نبع ماء استحم فيه السيد المسيح وبنيت بها
كنيسة العذراء ومرت بها الرحلة عند الرجوع.
خامس المدن هي بلبيس، واستظلت فيها العائلة
بشجرة سميت فيما بعد شجرة مريم، ومرت بها العائلة عند العودة إلى أورشليم، ثم منية
حنا ومنية سمنود، وقد استقبل شعبها العائلة المقدسة استقبالا حسنا، ومنها إلى منطقة
سخا بكفر الشيخ حاليا، وفيها ظهر قدم السيد المسيح على حجر، وأنشأ فيها دير المغطس،
أما تاسع منطقة فهي وادى النطرون غرب الدلتا، ومنها إلى القاهرة.
وفي المطرية، استظلت العائلة بشجرة مريم،
ونبع فيها نبع ماء شرب منه السيد المسيح وغسلوا ثيابهم، ومنها إلى مصر القديمة حيث
منطقة بابليون.
وكانت منف المحطة الثانية عشرة، وفيها تحطمت
الأصنام من قدسية الزيارة، ومنها إلى المعادي، حيث انتقلوا إليها عن طريق مركب في النيل،
ومنها تحركوا جنوبا إلى الصعيد حيث البهنسا، ثم جبل الطير، ثم الأشمونيين، ثم ديروط
الشريف وقرية قسطام إلى منطقة مير إلى المنطقة العشرين جبل قسطام حيث دير المحرق، وفيها
ظهر الملاك ليوسف النجار وطلب منه العودة إلى أورشليم، حيث كان الملك هيرودس قد مات».
كما تستعد الكنيسة القبطية الارثوذكسية
لختام فترة الخماسين المقدسة، وهي اطول افطار في العام، وتقدر مدتها بـ50 يومًا مُتصلة. وتمر الكنيسة بمرحلتين في ختام فترة الخماسين
المرحلة الاولى هي عيد الصعود الذي يحل في 10 يونيو، و عيد الصعود له عدة اسماء اخريى
مثل عيد صعود يسوع المسيح ، يوم الصعود ، خميس الصعود ، أو أحيانًا الخميس المقدس،
وهو عيد مسيحي يحتفل فيه بذكرى صعود المسيح بالجسد إلى السماء بعد عيد القيامة بأربعين
يوما ، وهو أحد الأعياد المسكونية التي يُحتفل بها عالميًا للكنائس المسيحية. والمرحلة الثانية هي عيد العنصرة، والذي
يحل يوم 20 من يونيو، وعيد العنصرة هو عيد مسيحي يحتفل به بعد عيد القيامة بخمسين يومًا.
ويقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح بعد صعود السيد المسيح بعشرة أيام ويعتبر
عيد الخمسون عيد مهم جدا حيث بدات فيه الكنيسة عالميا حيث يحتفل فيه بعيد نزول الروح
القدس على تلاميذ المسيح الإثني عشر وأتباع آخرين للسيد المسيح ولهذا السبب، يوصف عيد
الخمسين أحيانًا في الثقافة المسيحية بأنه "عيد ميلاد الكنيسة". وايضًا تستعد الكنيسة القبطية الارثوذكسية،
لاستقبال اول اصوامها بعد فترة الخماسين يوم 21 من يونيو المقبل، وهو صوم الرسل. وصوم الرسل، هو صوم تتبعه الكنيسة الأرثوذكسية
الشرقية والكنيسة الأرثوذكسية المشرقية والكنيسة الكاثوليكية الشرقية، والأرثوذكس
الإصلاحيون. ويعتبر صوم الاباء الرسل، هو أول الأصوام
التي صامتها الكنيسة الآولى بعد تأسيسها مباشرة، وقد اوصى به السيد المسيح شخصيًا،
وذلك حينما انتقد اليهود تلاميذه متسائلين عن عدم رؤيتهم صائمين أبدًا، فأجابهم المسيح
أن التلاميذ في حالة فرح بوجوده معهم، أما حينما يُرفع عنهم فحينئذ يصومون، وهو ما
تم فعليًا عقب صعود السيد المسيح إلى السماء وحلول الروح القدس على التلاميذ والرسل
في يوم الخمسين، بحسب ما مثبت بالبشائر الإنجيلية.