الانبا متاؤس: دخول المسيح لارض مصر ساعد في انتشار خبر ميلاده
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الثلاثاء، بذكرى دخول العائلة المُقدسة، وعلى رأسها السيد المسيح، إلى أرض مصر.
وقال الانبا متاؤس اسقف ورئيس دير
السريان، في تصريحات له: "ان الحكمة من دخول المسيح لارض مصر تتمثل في انتشار خبر ميلاد رب المجد يسوع المسيح فى العالم
كله لأن مصر كانت مهد الحضارة ومنبع العلم والثقافة - لذلك ينتشر من خلالها الأخبار
والعلوم الى بلاد الدنيا، ليعرف العالم أجمع خبر ميلاد رب المجد يسوع المسيح وليعرف
العالم كله أن الأشارات والنبوات التى عنه فى العهد القديم تمت فيه وبكل وضوح ففى أشعياء
النبى نقرأ [ هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف أوثان مصر من جهة
ويذوب قلب مصر من داخلها (اش1:19) وكانت السحابة المشار اليها هى السيدة العذراء مريم
ويؤكد هذا ما قاله القديس كيرلس الكبير انها القديسة مريم العذراء التى قدسها روح الرب
فصارت حقيقة ومرتفعة تحمل رب المجد يسوع المسيح لتهرب به الى مصر من وجه هيرودس (مت13:2-15)".
واضاف:"وبدخوله الى مصر الطيبة تحولت
مصر من عبادة الأوثان الىمعرفة الأله الحق فبدخوله الى أرض مصر أرتجفت الأوثان وأهتزت
العبادة الوثنية وذاب قلب المصريين حباً ليقبلوه ساكناً فيهم، اذ يقول [السحابة المتألقة
التى حملت الرب يسوع الى مصر هى أمه العذراء مريم التى فاقت السحاب طهراً ونقاء0 اما
المذبح الذي اقيم للرب فى وسط ارض مصر فهى الكنيسة المسيحية
وتابع:" مصر رائدة العلم الأممى فكانت
بفرعونها تثير فى العهد القديم الى العبودية وبخصوبة ارضها تثير الى حياة الترف0 ولكن
السيد الرب يسوع المسيح أراد أن يحولها من العبودية الى الحرية وتعديها ليقيم فى وسط
ارضها الأممية مذبحاً له فيقول أشعياء [ فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط مصر وعمود
للرب فى تخمها فيكون علامة وشهادة لرب الجنود فى ارض مصر فيعرف الرب فى مصر ويعرف المصريون
الرب فى ذلك اليوم،ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذراًويوفون به (مبارك شعبى مصر) أهتم الرب بهذه الزيارة الفريدة
ليجعل مصرمركز إشعاع إيمانى حى بعد أن كانت ممتلئة من عبادة الأوثان حتى كانت تعبد
عجل أبيس والقطط و التماسيح وتحولت من كونها أكبر معقل للوثنية الى أعظم مركز للفكر
المسيحى والعبادة الروحية فى فترة وجيزة ،وتلألأ نجم الكنيسة المصرية بمدرسة الأسكندرية
رإقامة عمود للرب فى تخمها والمقصود بهذا العمود هو القديس مارمرقس الرسول الذي جاء
الى الإسكندرية على تخم مصر يكرز بالإنجيل ويقيم مذبح كنيسة العهد الجديد لكى يتمتع
المصريون بالخلاص ويكون الرب نفسه محامياً وشفيعاً ومنقذاً لهم (1ش2:19)".
واردف:"وأصبحت كنيسة الأسكندرية ومدرستها
اللاهوتية معلمة اللاهوت وتفسير الكتاب المقدس للعالم المسيحى الأول وقائدة حركة الدفاع
عن الإيمان المستقيم على مستوى مسكونى،ومن مصر إنطلقت حركة الرهبنة المسيحية لتسحب
قلب الكنيسة الى البرية فى حياة ملائكية0 كما حملت الكنيسة المصرية صليب عريسها عبر
الأجيال وقدمت أعداداً لا حصر لها من الشهداء والمعترفين".
واكمل:"هروب السيد المسيح من الشر
(شر هيرودس) أكد حقيقة تجسده المجيد وكما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم لو انه منذ طفولته
المبكرة أظهر عجائب لما حسب إنساناً".
واختتم:"هروبه كممثل للبشرية يقدم
لنا منهجاً روحياً اساسه عدم مقاومة الشر بالشر وكما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم أن
النار لا تطفأ بالنار بل بالماء..
وتمر الكنيسة بمرحلتين في ختام فترة الخماسين
المرحلة الاولى هي عيد الصعود الذي يحل في 10 يونيو، و عيد الصعود له عدة اسماء اخريى
مثل عيد صعود يسوع المسيح ، يوم الصعود ، خميس الصعود ، أو أحيانًا الخميس المقدس،
وهو عيد مسيحي يحتفل فيه بذكرى صعود المسيح بالجسد إلى السماء بعد عيد القيامة بأربعين
يوما ، وهو أحد الأعياد المسكونية التي يُحتفل بها عالميًا للكنائس المسيحية.
والمرحلة الثانية هي عيد العنصرة، والذي
يحل يوم 20 من يونيو، وعيد العنصرة هو عيد مسيحي يحتفل به بعد عيد القيامة بخمسين يومًا.
ويقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح بعد صعود السيد المسيح بعشرة أيام ويعتبر
عيد الخمسون عيد مهم جدا حيث بدات فيه الكنيسة عالميا حيث يحتفل فيه بعيد نزول الروح
القدس على تلاميذ المسيح الإثني عشر وأتباع آخرين للسيد المسيح ولهذا السبب، يوصف عيد
الخمسين أحيانًا في الثقافة المسيحية بأنه "عيد ميلاد الكنيسة".
وايضًا تستعد الكنيسة القبطية الارثوذكسية،
لاستقبال اول اصوامها بعد فترة الخماسين يوم 21 من يونيو المقبل، وهو صوم الرسل.
وصوم الرسل، هو صوم تتبعه الكنيسة الأرثوذكسية
الشرقية والكنيسة الأرثوذكسية المشرقية والكنيسة الكاثوليكية الشرقية، والأرثوذكس
الإصلاحيون.
ويعتبر صوم الاباء الرسل، هو أول الأصوام
التي صامتها الكنيسة الآولى بعد تأسيسها مباشرة، وقد اوصى به السيد المسيح شخصيًا،
وذلك حينما انتقد اليهود تلاميذه متسائلين عن عدم رؤيتهم صائمين أبدًا، فأجابهم المسيح
أن التلاميذ في حالة فرح بوجوده معهم، أما حينما يُرفع عنهم فحينئذ يصومون، وهو ما
تم فعليًا عقب صعود السيد المسيح إلى السماء وحلول الروح القدس على التلاميذ والرسل
في يوم الخمسين، بحسب ما مثبت بالبشائر الإنجيلية.