الانبا ارميا: هيرودس حاول قتل المسيح حتى في مصر

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الثلاثاء، بذكرى دخول العائلة المُقدسة، وعلى رأسها السيد المسيح، إلى أرض مصر.

وقال الانبا ارميا الاسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي، في تصريحات صحفية على خلفية العيد:" منذ فجر التاريخ الإنسانىّ و«مِصر» تحتل مكانة خاصة جدًّا؛ فهى بلد البركات إذ كانت الملجأ لأنبياء الله: لجأ إليها «إبراهيم» خليل الله، وجاءها «يعقوب» نبىّ الله وبنوه، وعاش فيها «يوسف الصديق» وصار الرجل الثانى بعد فرعون «مِصر». وفى «مِصر» وُلد كليم الله «موسى النبى» وتهذب بكل حكمة المِصريِّين، ومنها تزوج الملك والنبى «سُلَيمان الحكيم» أحكم ملوك الأرض ابنة فرعون".

واضاف:" و«مِصر» البلد الوحيد الذي استقبل «السيد المسيح» وأمه القديسة «مريم العذراء» وعاشا بين رُبوعها في مدنها وقراها مع «يوسف النجار»، وهكذا يُعد هروب العائلة المقدسة إلى «مِصر» حدثًا تاريخيًّا شهِدته أرضها ودونته صفحات التاريخ الإنسانىّ لتصبح بلد البركات، إذ قيل: «مباركٌ شعبى مِصر»؛ فدائمًا «مِصر» وشعبها علامة فارقة في التاريخ والحضارات والأديان؛ إنها وطن الخير والبركة والمحبة والسلام والأمان.

وتابع:" سعى الملك «هِيرودُس» لقتل السيد المسيح، فظهر ملاك الرب لـ«يوسُِف النجار» في حُلم وأمره بالهروب إلى أرض «مِصر»؛ فما كان منه إلا إن أسرع وأخذ الصبىّ وأمه ليلاً هاربًا إلى «مِصر»، في رحلة شاقة مليئة بالأتعاب والآلام والأخطار. إلا أن هذا الهروب كان تحقيقًا لنبوات العهد القديم: فتنبأ «هوشع النبى»: «من مِصر دعوتُ ابنى»، وتحدث عنه «إِشَعياء النبى»: «هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مِصر، فترتجف أوثان مِصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها»، وتمت نبوءته القائلة: «يكون مذبح للرب في وسط أرض مِصر وعمود للرب عند تخمها، فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مِصر»؛ وهذا المذبح هو مذبح «كنيسة السيدة العذراء الأثرية بدير المُحَرَّق» بأسيوط، الذي يقع في منتصف أرض «مِصر».

واردف:"حيث مكثت العائلة المقدسة قرابة ستة أشهر كاملة، والذى سطحه هو الحجر الذي كان ينام عليه السيد المسيح وهو طفل. أما العمود الذي عند تخم «مِصر»، فهو كرسىّ «مار مرقس الرسول» كاروز الديار المصرية في الإسكندرية حيث أسس كنيستها الرسولية.

واكمل:" ويُذكر أن العائلة المقدسة لم تسلك أحد الطرق الثلاثة المعروفة للقوافل التجارية ورحلات السفر آنذاك هربـًا من شر «هِيرودُس» الذي أرسل جواسيسه لاقتفاء أثر العائلة المقدسة والقبض على الصبىّ ليُهلكه".

 كما تستعد الكنيسة القبطية الارثوذكسية لختام فترة الخماسين المقدسة، وهي اطول افطار في العام، وتقدر مدتها بـ50 يومًا مُتصلة.

وتمر الكنيسة بمرحلتين في ختام فترة الخماسين المرحلة الاولى هي عيد الصعود الذي يحل في 10 يونيو، و عيد الصعود له عدة اسماء اخريى مثل عيد صعود يسوع المسيح ، يوم الصعود ، خميس الصعود ، أو أحيانًا الخميس المقدس، وهو عيد مسيحي يحتفل فيه بذكرى صعود المسيح بالجسد إلى السماء بعد عيد القيامة بأربعين يوما ، وهو أحد الأعياد المسكونية التي يُحتفل بها عالميًا للكنائس المسيحية.

والمرحلة الثانية هي عيد العنصرة، والذي يحل يوم 20 من يونيو، وعيد العنصرة هو عيد مسيحي يحتفل به بعد عيد القيامة بخمسين يومًا. ويقصد به حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح بعد صعود السيد المسيح بعشرة أيام ويعتبر عيد الخمسون عيد مهم جدا حيث بدات فيه الكنيسة عالميا حيث يحتفل فيه بعيد نزول الروح القدس على تلاميذ المسيح الإثني عشر وأتباع آخرين للسيد المسيح ولهذا السبب، يوصف عيد الخمسين أحيانًا في الثقافة المسيحية بأنه "عيد ميلاد الكنيسة".

وايضًا تستعد الكنيسة القبطية الارثوذكسية، لاستقبال اول اصوامها بعد فترة الخماسين يوم 21 من يونيو المقبل، وهو صوم الرسل.

وصوم الرسل، هو صوم تتبعه الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية و‌الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية و‌الكنيسة الكاثوليكية الشرقية، والأرثوذكس الإصلاحيون.

ويعتبر صوم الاباء الرسل، هو أول الأصوام التي صامتها الكنيسة الآولى بعد تأسيسها مباشرة، وقد اوصى به السيد المسيح شخصيًا، وذلك حينما انتقد اليهود تلاميذه متسائلين عن عدم رؤيتهم صائمين أبدًا، فأجابهم المسيح أن التلاميذ في حالة فرح بوجوده معهم، أما حينما يُرفع عنهم فحينئذ يصومون، وهو ما تم فعليًا عقب صعود السيد المسيح إلى السماء وحلول الروح القدس على التلاميذ والرسل في يوم الخمسين، بحسب ما مثبت بالبشائر الإنجيلية.