أمين "البحوث الإسلامية": "فلسطين" قضية الأزهر الأولى
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات المؤتمر الدولي الافتراضي الذي عقدته سفارة إندونيسيا بالقاهرة تحت عنوان "مستقبل فلسطين: دور إندونيسيا والعالم الإسلامي".
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها تحت عنوان "دور الأزهر الشريف في نصرة القدس" إن الأزهر الشريف كمؤسسة علمية عالمية لم تتوان يومًا عن دعم قضية فلسطين والقدس الشريف، فقدمت ولا تزال تقدم حتى الآن المزيد من الجهود التي تعتبرها واجبًا لا ينبغي التراخي عن أداءه حيث لم يدع الأزهر الشريف طريقًا لنصرة الأقصى إلا وسار فيه، فعقد الكثير من المؤتمرات، والتي صدرت عنها التوصيات الداعية إلى الوحدة الإسلامية، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والنصرانية.
أضاف عياد أن من أهم التوصيات التي صدرت عن مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بشأن فلسطين أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين جميعًا؛ لارتباطها الوثيق بدينهم وتاريخهم وتراثهم، مما جعل قضية القدس حاضرة فى وجدان الأزهر الشريف بشيوخه وعلمائه وطلابه، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يواصل الوقوف إلى جانب القضية الأهم فى الشرق الأوسط والعالم الإسلامى داعمًا للحق الفلسطينى ورافضًا أى قول أو فعل أو قرار يخالف ذلك، فكانت مواقفه مشرفة وفاعلة ومؤثرة على مدى تاريخ القضية.
أوضح الأمين العام خلال كلمته أن الأزهر له تاريخ طويل في الحفاظ على المقدسات الإسلامية في فلسطين، بداية مع أول صدام بين المسلمين واليهود عند حائط البراق في عام 1929م، مرورًا بالأحداث التي تلتها حتى إعلان قيام الكيان الصيهوني عام 1948م، وما بعدها حيث استمر دعم شيوخ الأزهر لهذه القضية شيخًا بعد شيخ ومن أبرزهم فضيلة الإمام عبدالحليم محمود وفضيلة الإمام جاد الحق على جاد الحق.
أشار عياد إلى أن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى نالت في عهد فضيلة الإمام الطيب اهتمامًا كبيرًا؛ حيث قدم الأزهر الشريف تحت قيادة فضيلته الكثير من الجهود لنصرة القدس الشريف، فأصدر وثيقة القدس بعد الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية وخاصة المسجد الأقصى، أكد فيها على عروبة القدس، وافتراء الصهاينة فى ادعائهم أن الأرض المقدسة هى لهم، موضحًا أن الإمام الأكبر لم يترك محفلا دوليًا إلا وأشار فيه إلى القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه وبلده، والحفاظ على المقدسات الإسلامية وغير الإسلامية من الاعتداءات الصهيونية.
وتابع الأمين العام قائلًا: إنه بلغ من اهتمام الأزهر الشريف بقضية القدس أنه تم تسمية عام 2018 بعام القدس؛ حيث عقد الأزهر مؤتمرًا عالميًا لنصرة القدس وكان من وصايا شيخ الأزهر في المؤتمر أن تدُرس مادة عن القدس فى جميع الدول الإسلامية وتكون ضمن المقررات الدراسية، والعمل على إعادة الوعي بالقضية الفلسطينيَّة عامةً، وبالقدس خاصةً في المقررات الدراسيَّة والتربوية، كما ضم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين ركنًا خاصًا للتعريف بالقضية الفلسطينية والقدس الشريف، وحظى بإقبال كبير من زوار الجناح، لما يتضمنه من كتيبات ومواد تبرهن عروبة القدس وهويتها الفلسطينية، كما أصدر المجمع ضمن سلسلته العلمية عدة إصدارات تتحدث عن القضية الفلسطينية والحق التاريخي للشعب الفلسطيني من أبرزها: القدس بين اليهودية والإسلام، وعودة القدس، والمسلمون واسترداد بيت المقدس، وبيت المقدس في الإسلام، كما نفذت قطاعات الأزهر الشريف عدة حملات توعوية وندوات ثقافية للتأكيد على نصرة القضية الفلسطينية وإعادة الوعي لدى الجماهير بأهمية المقدسات الإسلامية وضرورة الدفاع عنها.
وختم عياد كلمته ببيان دور الأزهر الشريف في الأحداث الأخيرة؛ حيث وقف الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر موقف المدافع عن المقدسات، فدعا الإمام الأكبر كل شعوب العالم بكل اللغات وكل المنظمات الدولية إلى نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف بجانبه لاسترداد حقوقه، كما أصدرت لجنة "القدس والحوار" بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بيانًا عن الانتهاكات السافرة من الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى الشريف، كما قام كل من مجمع البحوث الإسلامية ومرصد الأزهر العالمي بحملات توعوية بالعديد من اللغات لدعم المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني في مواجهة الانتهاكات المستمرة من الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أنه على الرغم من تنوع وتشعب القضايا والملفات التي يهتم بها الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر؛ إلا أن قضية القدس، وفلسطين بشكل عام، تحتل دائما الصدارة من بين هذه الملفات وتلك القضايا، فهي قضيته الأولى التي طالما أكد الأزهر أنه سيكون مصدر دعم لها ما دامت السموات والأرض.