صراع 1 بولس حنا يشتعل.. محاولات أبو شقة لخلع «سرى الدين» خوفًا من خلافته فى رئاسة الوفد

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


ترشيح أيمن محسب عضو البرلمان لمنصب نائب رئيس الحزب

وكأن الصراعات السياسية لم تجد ساحة تحتدم فيها أكثر من ساحة حزب الوفد، فبين الحين والآخر تشهد أروقة ذلك الصرح السياسى الكبير صراعات تشتعل لتصبح حديث القاصى والدانى فى عالم السياسة، حزب الوفد بتاريخه الذى كان مليئا بصراعات هدفها مصلحة المواطن ككفاح النحاس باشا ومن تبعه من القيادات أصبح مليئا بصراعات الهدف منها الفوز بالشطر الأكبر من وليمة السيطرة والاستحواذ.

الصراعات الحالية مشتعلة نتيجة محاولة السطو على القرارات وتنفيذها بين المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس الحزب، والدكتور هانى سرى الدين نائب رئيس الحزب، ورجل الأعمال الشهير، الذى سند الحزب ووقف بجانبه كثيرا فى أزماته السابقة ولم يبخل عليه بأمواله قط منذ انضمامه للحزب، ولكن خوف «أبو الشقة» من سيطرة نفوذ «سرى الدين» على الحزب كانت السبب الرئيسى فى تلك الصراعات، خاصة عقب ما يذاع بأروقة الحزب حول أن هانى يحلم بمقعد رئيس الحزب ومن ثم يحاول ضم أعضاء جدد إليه، واكتساب صحفيى الوفد من أعضاء حزب وغيرهم، ليصبح هو الأب الحنون بالوفد خاصة للشباب.

يأتى هذا فى الوقت الذى كانت فيه مواقف «أبو شقة» خلال الأونة الأخيرة مخيبة لآمال الشباب وذلك بعد حبسه عددا من شباب الوفد على رأسهم «محمد أرنب».

ربما تلك الوشاية دخلت إلى قلب «أبو شقة» وصدقها، فبات يلغى قرارات «سرى الدين» ويصدر قرارات جديدة عكس المتفق عليها، هدفها الأول هز ثقة الأعضاء والشباب فى أبيهم الروحى «هانى سرى الدين»، والهدف الثانى هو إعادة استرجاع ثقتهم فيه، فضلا عن الصراع الذى نشأ بين «سرى الدين» و«أبو شقة» بسبب «الحراسات الخاصة» التى استعان بهم الأخير فى تأمين قراراته داخل الحزب، بإقالة عبد العليم داوود وبعض الأعضاء من الهيئة العليا بالحزب، دون الرجوع لهانى ومناقشته فى ذلك الأمر.

أصبح «أبو شقة» ينفرد بجميع قراراته متكئا على أعضاء الهيئة العليا الذين فازوا بالانتخابات السابقة بمساعدته ولا يعرف عنهم أحد غيره -كما يصفهم أعضاء الحزب- فهم رجاله الذين يصوتون له على أى قرار دون التفكير، مما جعل «سرى الدين» يشعر أن «أبو شقة» تحول للحاكم بأمره فى الوفد، بتحصين قراراته برجاله فى الهيئة العليا.

كما أثار غضب «سرى الدين» أيضا قرار تشكيل المكتب التنفيذى الذى اتخذه «أبو شقة» فى الآونة الأخيرة، دون الرجوع له، مما جعله يرى مثلما رأى باقى أعضاء الحزب، أن الحزب أصبح مكتباً خاصاً بأبو شقة، فهو من يختار وينفذ أوامره وحده.

كان أخر هذه القرارات التى وضعت «سرى الدين» فى مأزق، وموقف لا يحسد عليه، تعيين أبو شقة كل صحفيى الوفد، بعد أن كان «سرى الدين» قد دفع مبالغ طائلة والتى كانت متراكمة على جريدة الوفد بالتأمينات، وأبلغ الصحفيين بالجريدة بصفته رئيس مجلس الإدارة ، أنه سيتم جدولة تعيين شباب الصحفيين بالجريدة والأولوية للعاملين منذ ٢٠١٥ وما قبل حتى الوصول إلى عام ٢٠١٦، ثم استكمال باقى العاملين حتى ٢٠٢١ على دفعات.

ولكن «أبو شقة» كان مصرا على تعيين ثلاثة شباب من أعضاء الحزب ويعملون صحفيين بالجريدة انضموا فى ٢٠١٨ للجريدة، مما يعتبر ذلك تطاولاً على حقوق باقى شباب الصحفيين، فاعترض هانى وأصر على جدولة العاملين بالجريدة حسب الأقدمية.

وعلى إثر ذلك اجتمع «أبو شقة» بجميع العاملين بالوفد، وأصدر قرارا بتعيين الجميع بلا استثناء، فكان هدفه إظهار «هانى سرى الدين» أنه لا يريد تعيين الصحفيين وأنه هو المتعنت، وإحراجه، وتأكيد أن الكلمة الأولى والأخيرة له منفردا، فكانت هذه الخطوة هى القشة التى قصمت ظهر البعير، وأشعلت الصراع من جديد، الذى على أثره قدم «سرى الدين» استقالته لأبو شقة، ولكن الأخير لم يقبلها حتى الآن، ولم يعلن رفضها، بل قام بتعليقها فقط، حتى يمنح فرصة للبحث على بديل من رجال الأعمال، الذين يستطيعون تحمل أعباء الحزب الفترة المقبلة.

وتداولت أحاديث كثيرة حول أن هناك مباحثات بشأن اختيار الدكتور أيمن محسب، مساعد رئيس حزب الوفد لشئون الإعلام وعضو البرلمان الحالى، وصاحب شركات إنتاج إعلامى ضخمة، ليحل محل هانى سرى الدين ويصبح رئيس مجلس إدارة جريدة الوفد وبوابتها القادم، ونائب رئيس حزب الوفد.