أسعارها تصل لـ ٥٠٠ ألف جنيه.. تحت شعار «نصلك أينما كنت».. رعاية مركزة «دليفرى»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


«سبوبة» شركات المستلزمات الطبية للتربح من كورونا

لم يترك القطاع الطبى ثغرة من وباء كورونا إلا يستغلها ليحقق مكاسب كبيرة، ومع ازدياد أعداد الإصابات بفيروس كورونا ونشر الرعب فى نفوس المصابين وذويهم، تزداد أرباح المستغلين. «خليك فى أمان والرعاية المركزة هتيجى لحد عندك» جملة قد تفاجئك للمرة الأولى عند قراءتها، حيث ظهرت خلال الفترة الماضية مجموعة إعلانات عن توفير غرف عناية مركزة «دليفرى» بالمنزل لحماية المريض من إصابته بعدوى مضاعفة من المستشفى، وتوفير الأمان والرعاية بشكل أكبر كما يدعى الإعلان، سواء لمرضى كورونا أو أى مرض آخر يحتاج لعناية مركزة. 

«الفجر» تتبعت تلك الإعلانات لنجد أن وراءها شركات المستلزمات الطبية بشارع القصر العينى، وقامت المحررة بعمل جولة بشارع القصر العينى والتواصل مع الشركات لتوفير غرفة عناية مركزة بالمنزل.

وخلال تواصلنا مع الشركات التى توفر غرف عناية مركزة منزلية، وجدنا أن الأسعار تبدأ من ١٠٠ ألف جنيه لتصل لنصف مليون جنيه حسب الأجهزة التى يتم شراؤها وماركاتها. 

وتشمل عروض البيع «جهاز السيباب» وسعره يبدأ من ٩ آلاف جنيه حتى ٢٥ ألفاً، والاتو سباب يبدأ من ١٨ ألف جنيه، والباى باب يبدأ من ٢٦ ألف جنيه، والسرير الكهربائى يبدأ من ١٣ ألف جنيه، ومولد الأكسجين يبدأ من ٢٠ ألف جنيه، وجهاز نسبة الأكسجين  ١٢٠٠ جنيه، وجهاز السكر ٣٥٠ جنيهاً، والشريط ١٧٥ جنيهاً، وجهاز شفط السوائل ٣٠٠٠ جنيه، والمرتبة الهوائية ٢٥٠٠ جنيه، وجهاز قياس الضغط ٧٥٠ جنيهاً، وجهاز مونيتور ٢٠ ألف جنيه» وتضاعف الأسعار إلى ٥  أضعاف كلما كانت ماركة أفضل. 

ويستغل مسوقو شركات الأجهزة الطبية «جروبات السوشيال ميديا» لانتحال صفة أطباء للرد على استفسارات المرضى وتوجيههم لأرقام الشركة فى حال سؤال أحدهم عن عناية مركزة، أو من خلال جروبات الاستشارات الطبية التى انتشرت مؤخراً ويديرها مرتزقة ليس لهم علاقة بالطب ولكنهم معلنون عن أدوية ومستلزمات طبية، ليظهروا بصورة المُنقذ لأى شخص يعانى من أى عرض فهو بالضرورة يحتاج لعناية مركزة وحفاظًا على حياته يظل بمنزله والعناية تذهب له. 

وتتعاقد شركات المستلزمات الطبية مع ممرضين وأطباء من مكاتب «بير سلم» ليس لها أى ترخيص من وزارة الصحة، وتحدد تلك المكاتب تسعيرتها بالليلة على أن توفر ممرض إقامة ٢٤ ساعة وطبيباً يزور المريض مرتين باليوم ويتواصل مع الممرض فى حال ظهور أى تطور للحالة، ويبدأ سعر الليلة من  ألف جنيه، لأنه يتم التعاقد مع أمهر الأطباء والممرضين كما أكد مندوب شركة المستلزمات لـ «الفجر». 

من جانبه أكد محمود فؤاد رئيس المركز القومى للحق فى الدواء، أن تلك الظاهرة انتشرت منذ أيام بسبب سلبية وزارة الصحة وهيئة العلاج الحر فى ممارسة دورها الرقابى على قطاع الصحة فى مصر، ويعتبر بيزنس الرعاية المركزة تطوراً طبيعياً لحالة الفساد التى نراها منذ جائحة كورونا وكل من تتيح له فرصة الكسب من الهواء حتى لو بالنصب على المرضى وخداعهم يقوم بذلك.

وأضاف: «أنا وجدت إعلانات لأربع شركات توفر خاصية المتابعة للعزل المنزلى مقابل مئات الآلاف من الأموال دون رقابة على إمكانياتها لتوفير علاج مناسب وأطباء مناسبين للمتابعة»، وامتد الأمر لشراء غرف عناية متكاملة وبيعها للأغنياء أو تأجيرها للطبقة المتوسطة بـ ٢٠ ألف جنيه، بدلًا من الاعتماد على المستشفيات الخاصة التى تحتاج أضعاف هذا المبلغ. 

واتفق معه الدكتور محمد عز العرب أستاذ أمراض الباطنة، والمستشار الطبى، أن البيزنس امتد لأرواح البشر أيضًا، فالمواطن لا يعرف المعنى الصحيح لكلمة عناية مركزة وفائقة، فهى لها معايير من السلامة لا يمكن توافرها بالمنزل ويتم اختيار غرف مناسبة لها بالمستشفى وتعقيم بشكل معين وتحضيرات لمنع العدوى، ورقابة من وزارة الصحة، وهناك حالات تحتاج لوجود معمل تحاليل وأشعة وبنوك الدم، وأدوية منقذة للحياة، لإنقاذ المريض فى حالة حدوث أى خلل، وأطباء مدربين للتعامل مع مرضى الرعاية. 

 وأضاف أن وجود الرعاية بالمنزل «كارثة» على المريض لأنه لم يتلق العلاج المناسب لحالته، والموجودون بالمنزل الذين يستضيفون قنبلة موقوتة من المرض لا يستطيعون التعامل معه، وبدلا من حماية أنفسهم من عدوى المستشفى، احتضونها بمنزلهم ليرعوها وتتوحش ضدهم.