نساء ضد الجاذبية

مقالات الرأي

 ربيع جودة
ربيع جودة


خلل في الجاذبية يمنع سكان الشرق الأوسط من الحركة .. حيث استيقظ العالم العربي علي ظاهرة جديدة من نوعها .. فقد توقف السير للمركبات بشكل نهائي .. وتثاقل المارون  .. وسقطت إحدي عشر طائرة كانت تحلق في سماء المنطقة .. ولا توجد الي الآن تقديرات لحجم الخسائر ..  وقد ذكرت بعض المصادر .. أن الخلل يرجع إلى وجود انشقاق عرضي وطولي بالقشرة الأرضية للمنطقة  .. من موريتانيا غربا  .. الي عمان شرقاً .. ولا يزال السبب وراء تلك الظاهرة مجهولاً ... فيما ذكرت أحدي الوكالات الإخبارية .. أن التصدع الذي نال من المنطقة شرقا وغربا .. نتج عن انكسار للكتله الأرضيه شرق البحر المتوسط .. وهي كتله مركزية ترتبط بها الأحزمة الأرضية المحيطة .. 

كنت بين النوم واليقظة حين سمعت هذه الأنباء وقد نسيت زوجتي إطفاء التلفزيون .. فانتبهت أدعو أن يكون ما سمعته أضغاث أحلام .. لكني عجزت عن تحريك أقدامي وجسدي .. أجاهد الحركة وقد التصق جنبي بالسرير .. ناديت زوجتي .. فإذا بها  تتحرك في سهولة ويسر .. تروح وتأتي .. تناديني أن أستيقظ .. بينما لا استطيع الحراك .. فقلت لها استمعي الي هذه الأنباء .. فذُهِلَت هي الأخرى.. وانطلقت الي النافذة .. ثم عادت في كرب شديد .. تقول أن رجالاً بالخارج ممددون علي الأرض .. بينما النساء تتحرك دون مشكلة .. تسارعت دقات قلبي وضاق نفسي هلعاً .. ما الذي يجري ؟؟ نظرت إلي أطفالي فإذا هم نائمون .. في ثبات عميق
رفعت زوجتي صوت التلفزيون نستأنف السماع .. 

هذا واليكم تصوير .. رصدته الاقمار الصناعيه .. لانكسار الكتلة المركزية .. شرق البحر المتوسط والتي نتج عنها هذا الخلل ..  وإذا بالتصوير يرصد منطقة القدس والمسجد الأقصى ... عجزنا عن النطق وقد أدركنا الرسالة  ..  وما هي إلا لحظات .. وإذا بصوت صرخات النساء من الخارج .. وقد ارتدين أعلام فلسطين .. ينطلقن باتجاه الشرق .. يصيحون ويصرخون .. اليوم يومٌ للنساء .. فلا نحيب ولا بكاء .. اليوم إن رقد الرجال .. نشد دونهم الرحال ..  امتلأت الأرض بهن .. وكلما اقتربن شرقاً .. التأمت الشقوق .. وقل الانكسار .. وتحررت الحركة .. واستيقظ الصبيه يلعبون ويمرحون ..   وسمعنا من خلف الأفق ..قول العزيز الحكيم .. يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الي الأرض .. أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة.. فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل .. صدق الله العظيم.