د.حماد عبدالله يكتب: العشوائيــــــات ...

مقالات الرأي

بوابة الفجر



أصبحت العشوائيات من سمات المحروسة –ولا أقصد بعشوائياتنا فى الأحياء السكنية –مثل الدويقة –ومنشية ناصر –والمجاورين –وباب الوزير-والمغربلين –والسلام-والعرب بالمعادى-وبولاق الدكرور ( الصين الشعبية) وطره –وبقية 68 حى عشوائى بالقاهرة–تضم أكثر من 4 مليون ساكن بما فيهم المقابر بحى الجمالية –ومدينة نصر -وكذلك إمتداد العشوائيات على كل الطرق المنشئة بما فيها الطريق الدولى من غرب مصر إلى شرقها.
ولكن أقصد عشوائيات القرارات الإدارية –وعشوائيات الإدارات من مرور ومرافق مياه -وصرف صحى –وطرق وتراخيص تشغيل -وتراخيص مبانى –وإدارات صحية –وتموين ومواصلات … الخ.

وإستمرت هذه العشوائية منذ الستينيات من القرن الماضى إلى الحاضر فى القرن الواحد والعشرين.





والمصيبة الأكبر أن أكثر ما يضير الأمة –أن العشوائية إنتقلت من القدم إلى الركبة –إلى الجسد –ووصلت إلى رأس الأمة –وأقصد به التعليم الجامعى وما بعده فى مراحل الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه -فأصبحت سمة العشوائية فى كل ما تتناوله رأس الأمة –من بحوث علمية غير ذى قيمة أو ذى 
فائدة على المجتمع .
وترجع خطورة إنتقال هذه السمة إلى هذا الجزء من جسد الأمة –إلى المثل القائل بأن "السمكة تفسد من رأسها "والخوف كل الخوف –بأن ما يتم –وما نأمل فيه من إصلاح سياسى وإقتصادى –يقابله إستهتار إجتماعى شديد الضراوة -والشراسة –وتزداد سمة العشوائية ترسيخاً -فى وجدان هذه الأمة –مما يجعلنى أستصرخ الناس والقادة –والمسئولين عن ثقافة هذه الأمة بأن العشوائيات ستكون سبباً فى إنهيارنا.

ماذا لو أغلقنا كل الأبواق المزايدة -على مصالح ضيقة وخلافات حزبية –ووهم دينى متعصب أعمى فى المجتمع –وواجهنا جميعاً –إدارة وشعب –ما وصلنا إليه من هذا المرض العضال وهو " العشوائية فى مصر" وما السبيل إلى الإستشفاء حتى لو كان ذلك بتدخل جراحى –وإن إستدعى الأمر إستجلاب أطباء غير مصريين لإنقاذ جسد الأمة من الإنهيار –إذا كنا قد فقدنا الثقة فى أطباء وعقلاء هذا الوطن.