سيدة الميكروباص بالإسكندرية لـ"الفجر": فوجئت بنزول المحافظ للقائي
انتقلت من بلدتها في مدينة "قوص" بمحافظة الشرقية للعيش داخل الإسكندرية، لتعمل في عدة مجالات ولكن لم يحالفها الحظ لتكمل في أي مهنة، وتؤسس لنفسها عملًا، شاقًا على السيدات، في مهنة هي "للرجال فقط"، نظرًا لمشقتها وسوء المعاملة في الشوارع والميادين.
لم تتردد "داليا محمد" أن تعمل في مجال قيادة الميكروباصات لتعوول أسرتها المكونة من زوجها وثلاثة أولاد، ولتساعد زوجها في محنته من أجل تحسين مستوى معيشتهم، وتحملت كل ما وجه لها من سوء المعاملة والمضايقات في الشارع وفي العمل، من أجل أولادها الذين يقولون لها دائمًا " نحن فخورون بأنك أمنا".
خريجة دراسات إسلامية شعبة لغة عربية
تقول "داليا محمد السيد احمد" خريجة دراسات إسلامية شعبة لغة عربية جامعة الازهر "للفجر": "أنا فتاة ريفية من مدينة "قوص" بمحافظة الشرقية وأعمل سائقة على المشروع داخل ميدان "محطة مصر" بالإسكندرية، تزوجت في سن صغير ورزقت بثلاث أطفال، وأستكملت دراستي الجامعية وقدمت للعمل في عدة أماكن ولكني لم أكمل في أي عمل، ففكرت أن أعمل بمشروع خاص بي، فعرضت الفكرة على زوجي، ولكنه رفض في بداية الأمر، وبعد ذلك وافق.
وأضافت: "اشترينا سيارة مشروع بالتقسيط، وساعدني زوجي وأختي وأزواجهم، وغيرنا السكن ولكن وجدت الظروف صعبة والمعيشة، فبدأت على الفور بالعمل على الميكروباص، خاصة وأن زوجي "على باب الله" وهو أيضًا يبحث عن عمل في كل مكان، كما أن ظروفه الصحية لا تسمح بأن يعمل في أشغال بها مشقة لأنه قام بأربعة عمليات جراحية صعبة".
وتابعت: "تعلمت السواقة في خلال شهر واحد، ولم اجد صعوبة في هذا الأمر، وبدأت في نزول الشارع والعمل على الميكروباص منذ عامين، ولكن الصعوبة بدأت عند نزول الشارع والتعامل مع الناس، والسائقين الرجال، فالمهنة ليست للسيدات كما نعلم، وكنت اتعرض منهم للمضايقات باستمرار، وكذلك تعرضت للسخرية من البعض، لكوني سيدة وصغيرة في السن، فأعتبرت هذا تحدي لي وأكملت المشوار وكنت ادعي الله أن ييسر أمري".
معاملة جيدة من السائقين
وأوضحت: "بعد فترة قصيرة عرفني السائقين واصبحوا يعاملوني معاملة حسنة، معظمهم وليس الجميع، ولكني كنت أسعى لتحسين مستوى معيشتي لأنفق على بيتي وأبنائي وأساعد زوجي، كما أن اولادي كانوا يشجعوني ويدعموني بشكل دائم، وعندما انظر لهم أشعر أن الأمل ما زال موجودًا، ولا أبالي بأي صعاب من أجل توفير كل شئ لهم، ورقه مستوى معيشتهم".
وشددت: "فرحت كثيرا بمقابلة المحافظ، وكنت مفاجأة في بداية الأمر، ولكنه بكلماته دعمني كثيرًا، ووعدني بالتكريم قريبًا في مبنى المحافظة، وقال لي " انتي نموذج مشرف وافضل من شباب وبنات كتير"، و احلم بحياة كريمة وبأن اقوم بفرش منزلي لأنه خالي من العفش فلا يوجد شئ للجلوس او النوم، فأتمنى أن اوفر لأولادي مسكن مريح لهم، ينامون فيه ويجلسون براحة".
الزوج: اعترضت على عملها في البداية
وقال "سعد محمد سعد" زوج السيدة داليا 'للفجر': في بداية الأمر كنت معترض كأي زوج على عملها في مجال صعب كقيادة المشاريع، ولم يخطر في بالي أنها قد تختار مجالًا كهذا، وأنا أيضًا تعرضت للمضايقات من الناس وكان بعضهم يقول كيف يترك زوجته لتعمل في مهنة كهذه، ولكني كنت اتحمل كلامهم لي لأنني مريض وهي تحملتني كثيرًا رغم مرضي، فقد قمت بـ أربعة عمليات جراحية الدوالي والزائدة، والفتاء وعملية في رأسي، لذلك لم أكن أستطيع أن أعمل في مهن صعبة في الوقت الحالي، وكنت منذ عدة أعوام اعمل "نجار مسلح" وذلك قبل مرضي وأصبحت اتنقل من مهنة لمهنة".
لقاء مع المحافظ
وكان اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، التقى إحدي السيدات التي تعمل بمهنة سواقة الميكروباص لمساعدة أسرتها بميدان محطة مصر. واستفسر منها عن وجود أي أحتياجات لها لتلبيتها في الحال.
وأكد لها أنه سيتم تكريمها بمبني الديوان العام للمحافظة تشجيعا وتحفيزا لها، مشيدا بحرصها على العمل قائلًا لها: "أنتِ مثال رائع لكل شاب وفتاة حابب ياكل عيش بالحلال..وجميعنا فخورين بكي".
جاء ذلك خلال جولة محافظ الإسكندرية، لتفقد أعمال إنشاء السوق الحضاري الجديد بمشروع تطوير وتخطيط ميدان محطة مصر، وكذلك نسب ومعدلات الإنجاز بالمشروع والذي يتم بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.