تفسير قول النبي "ص": "دَاوُوا مَرضاكم بالصَّدقةِ"
تعتبر الصدقة من المور العظيمة، التي لها نم الفضل الوفير، الذي يعود على المتصدق، وقد حثنا الله جل وعلا ونبيه الكريم على الصدقة.
وينبغي على المتصدق ان تتمتع صدقته بعدة شروط من أجل قبولها، أهمها أن يخلص المرء إلى ربه، وأن تكون خالصة لوجه الله تعالى.
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله "ص" قال: "دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ"، وقد يتعجب البعض حول مدى علاقة الصدقات بعلاج الأمراض، لكن عندما نعلم أن انبي "ص" طبيب القلوب التي إذا مرضت كان خطرها على الإنسان أشد بكثير من أمراض الجوارح، لأن القلب ملك والجوارح جنود.
وعلمنا خاتم المرسلين كيف نعالج قلوبنا من الأمراض المعنوية، والتي تتطلب التسليم بما جاء به النبي، ما يقودنا للإيمان الصادق والعلم النافع والعمل الصالح، كيف لا وما من خير إلا دلنا عليه "ص" وما من شر إلا حذرنا منه.
وترتبط العقيدة برباط وثيق مع علاج الأمراض إلى جانب حسن التوكل على الله، ويقول ربنا جل وعلا عن إبراهيم عليه السلام: "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ"، أي إذا وقعت في مرض فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره، بما يقدر من الأسباب الموصلة.
وأخبر الرحمن علاج لأهل الإيمان إذا صدق القلب وانشرح الصدر بالقبول والإذعان قال تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينن"، وقال ابن القيم: "فالقرآنُ هو الشِّفاء التام مِن جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواءِ الدنيا والآخرة، وما كلّ أحد يؤهل ولا يوفّق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبولٍ تام.