لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وأزمة سد النهضة.. نشاط مكثف للرئيس السيسي
شهدت أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، اجتماعين مهمين على الصعيدين الداخلي والخارجي، إلى جانب الاتصال الهاتفي الذي جمع الرئيس بنظيره الأمريكي جو بايدن.
في البداية، التقى الرئيس السيسي الوزير تركي آل الشيخ، مستشار الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، كما عقد اجتماعا مع مستشاره وعدد من قيادات القوات المسلحة، بالإضافة إلى تلقيه اتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي جو بايدن، تناولا خلاله التباحث بشأن عدد من القضايا.
السيسي يستقبل تركي آل الشيخ
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، الوزير تركي آل الشيخ، مستشار الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه.
جاء ذلك بحضور اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة.
ونقل المستشار تركي آل الشيخ تحيات وتقدير الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى الرئيس السيسي.
وأكد الرئيس على عمق ومتانة العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأن الشراكة بينهما استراتيجية وبناءة على جميع المستويات وفي مختلف المجالات، سواء فيما يخص تعاون الأجهزة الحكومية أو القطاع الخاص في البلدين، وأنها تشهد تطورا مستمرا وتحقق نتائج إيجابية ومثمرة على صعيد التنمية والاقتصاد والاستثمار والترفيه، مع التأكيد على أن القيادتين والحكومتين المصرية والسعودية تسعيان دوما إلى مزيد من التواصل والتشاور والتنسيق والتعاون في سبيل تقوية أواصر الأخوة الصادقة بين البلدين والشعبين الشقيقين وتجاوز أي تحديات وإزالة أي عوائق قد تواجه الأعمال المشتركة بينهما على مستوى القطاعين الحكومي والخاص، متطلعين نحو آفاق أوسع من الإنجاز والإسراع في تحقيق الأهداف المشتركة.
السيسي يتابع مشروعات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة
اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، مع اللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أركان حرب إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء عصام جلال، مدير إدارة المياه، واللواء أشرف العربي، رئيس المكتب الاستشاري للهيئة الهندسية، واللواء خالد فرحات، مساعد رئيس الهيئة الهندسية للتسليح، والعميد عبد العزيز الفقي، مساعد رئيس الهيئة الهندسية لتصميمات الطرق.
تناول الاجتماع متابعة الموقف الإنشائي والهندسي لعدد من مشروعات الهيئة الهندسية على مستوى الجمهورية، خصوصا مشروع "دلتا مصر" للإنتاج الزراعي، وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة وما تضمه من أحياء سكنية ومنشآت، وفي مقدمتها مدينة مصر الدولية للألعاب الأوليمبية، والتي ستمثل صرحا رياضيا متكامل الأركان والخدمات وفق أعلى المواصفات العالمية بما فيها من بنية تحتية كالملاعب والصالات.
كما تناول الاجتماع سير العمل بعدد من المشروعات الإنشائية، بما في ذلك الموقف التنفيذي الخاص بتوفير أحدث المعدات الإنشائية العملاقة المتعلقة بتنفيذ المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري على مستوى الجمهورية، حيث تم في هذا السياق عرض نماذج لتصميم دور العبادة والبيت الريفي النموذجي بالقرى في إطار مبادرة حياة كريمة.
كما تم أيضا استعراض الموقف التنفيذي لمحطات الصرف والمعالجة والرفع والمسارات المائية لنقل مياه الري للمشروع القومي العملاق "دلتا مصر" للإنتاج الزراعي، فضلا عن سير العمل بمحطة معالجة المياه في منطقة الحمام.
ووجه الرئيس بالاستغلال الأمثل لحركة الأعمال الكثيفة الحالية على امتداد مسارات المياه من فروع النيل إلى مشروع "دلتا مصر"، ليتم إنشاء طرق ومحاور على امتداد تلك المسارات لتكون بمثابة شرايين تنموية جديدة في المنطقة المحيطة.
كما اطلع الرئيس على الدراسات الخاصة بالاستفادة من مياه الصرف الرئيسية غرب مدينة السويس، بالإضافة إلى مستجدات الاستفادة من مياه الصرف الزراعي المتوقع توفيرها من محطة معالجة المياه من مصرف بحر البقر، والتي سيكون لها مردود مباشر على المشروع القومي الخاص بالتنمية الشاملة لسيناء.
كما تم عرض الموقف التنفيذي لشبكة الطرق والمحاور بالقاهرة الكبرى وأحيائها المختلفة، حيث وجه الرئيس بالبدء في التوسع التدريجي في إنشاء وتطوير الطرق والمحاور الرئيسية امتدادا من منطقة شرق القاهرة لتشمل احياء القاهرة الكبرى، بهدف تقليص الازدحام المروري وتخفيف الأعباء على المواطنين، وتحقيق أكبر قدر من سيولة وسرعة التنقل، وخفض التلوث وتوفير الوقود.
اتصال هاتفي بين السيسي وبايدن
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الإثنين، اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي جو بايدن.
تناول الاتصال تبادل الرؤى والتقديرات تجاه تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن التباحث حول موضوعات علاقات التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة.
وفِي هذا الإطار، أكد الرئيس الأمريكي على قيمة الشراكة المثمرة والتعاون البناء والتفاهم المتبادل بين الولايات المتحدة ومصر، ومن ثم تطلع الإدارة الأمريكية لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات، خصوصا في ضوء دور مصر المحوري إقليميا ودوليا، وجهودها السياسية الفعالة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها.
من جانبه، أكد الرئيس السيسي قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجي، مؤكدا استمرار مصر في بذل الجهود لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وذلك في إطار ثابت من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وقد تم التباحث حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة، فضلا عن دعم تثبيت هدنة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية ودعم أمريكي كامل، وكذلك الجهود الدولية الرامية لإعادة إعمار غزة وتقديم المساعدات الإنسانية الملحة لها، حيث أوضح بايدن عزم بلاده علي العمل لاستعادة الهدوء وإعادة الأوضاع كما كانت عليه في الأراضي الفلسطينية وكذلك تنسيق الجهود مع جميع الشركاء الدوليين من أجل دعم السلطة الفلسطينية وكذلك إعادة الإعمار، وفي هذا السياق جدد الرئيس الأمريكي الإعراب عن تقدير واشنطن البالغ للجهود الناجحة للرئيس السيسي والأجهزة المصرية للتوصل إلى وقف إطلاق النار الأخير، مبديا تطلعه لاستمرار التشاور والتنسيق في هذا الخصوص.
كما تناول الاتصال آخر مستجدات القضية الليبية، حيث تم التوافق في هذا الإطار حول أهمية العمل على استعادة توازن أركان الدولة الليبية واستقرارها، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، وصولا إلى الاستحقاق الانتخابي بنهاية العام الحالي.
وأشاد الرئيس الأمريكي بالجهود المصرية الحثيثة تجاه القضية الليبية، والتي عززت من مسار العملية السياسية في ليبيا، كما تم التوافق كذلك علي تعزيز الجهود المشتركة لإعادة دمج العراق في المنطقة.
كذلك تناول الاتصال تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة، حيث رحب الرئيس السيسي بالجهود الأمريكية المتواصلة في هذا الصدد، مؤكدا تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد.
وأوضح الرئيس بايدن تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى لتلك القضية للشعب المصري مشيرا إلى عزمه بذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي لمصر، وقد تم التوافق بشأن تعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لجميع الأطراف.
كما تناول الاتصال أيضا بحث بعض الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما فيها ملف حقوق الإنسان، حيث تم التأكيد على الالتزام بالانخراط في حوار شفاف بين مصر والولايات المتحدة في هذا الصدد.