مى سمير تكتب: تقرير دولى يرصد كيف ينفق أثرياء مصر والقارة الإفريقية أموالهم
كيف ينفق الأثرياء أموالهم؟ سؤال أجاب عنه تقرير الثروة فى إفريقيا والذى يقدم صورة مقربة لحياة الأثرياء فى القارة السمراء بما فى ذلك مصر التى تضم أكبر عدد من المليارديرات. يعد تقرير الثروة فى إفريقيا 2021 هو الإصدار الرابع من تقرير الثروة الإفريقية الذى يتم إصداره سنويا برعاية المجموعة المصرفية افارآسيا ومقرها موريشيوس، حيث تم توفير البيانات والنتائج الواردة فى التقرير من قبل شركة ذكاء الثروة New World Wealth.
يقدم التقرير مراجعة شاملة لقطاع الثروة بإفريقيا، بما فى ذلك اتجاهات الأثرياء واتجاهات الرفاهية وإدارة الثروات فى القارة، كما أن أرقام الثروة والأثرياء الواردة فى التقرير تتماشى مع الإحصائيات حتى شهر ديسمبر 2020، وبالتالى فهى تأخذ فى الاعتبار تأثير تفشى فيروس كورونا الأخير.
1- القارة الإفريقية
بلغ إجمالى الثروة الخاصة المحتفظ بها فى إفريقيا حوالى 2 تريليون دولار أمريكى فى ديسمبر 2020.
أسواق الثروة «الخمسة الكبار» فى إفريقيا هي: جنوب إفريقيا ومصر ونيجيريا والمغرب وكينيا - تمثل هذه البلدان الخمسة معا أكثر من 50٪ من إجمالى ثروة إفريقيا الخاصة.
هناك ما يقرب من 125 ألف مليونير يعيشون فى إفريقيا، لكل منهم أصول صافية تبلغ مليون دولار أمريكى أو أكثر، وهناك ما يقرب من 6200 مالتى مليونير يعيشون بإفريقيا، لكل منهم أصول صافية تبلغ 10 ملايين دولار أمريكى أو أكثر. كما أن هناك 275 سنتى مليونير من أصحاب الملايين يعيشون فى إفريقيا، لكل منهم أصول صافية تبلغ 100 مليون دولار أمريكى أو أكثر، وهناك 22 مليارديراً يعيشون فى إفريقيا، لكل منهم أصول صافية تبلغ مليار دولار أمريكى أو أكثر.
من المتوقع أن يرتفع إجمالى الثروة الخاصة المحتفظ بها فى إفريقيا بنسبة 30٪ لتصل إلى 2.6 تريليون دولار أمريكى بحلول عام 2030، وسيكون هذا النمو مدفوعاً بالنمو القوى فى قطاعات المليارديرات والمليونيرات، خاصة فى الاقتصادات سريعة النمو مثل موريشيوس ورواندا كينيا وأوغندا.
2- مليارديرات مصر
فى مصر يصل حجم الثروات الخاصة إلى 282 مليار دولار، هناك 15.500 مليونير مصرى، لكل منهم أصول صافية تبلغ مليون دولار أمريكى أو أكثر، هناك ما يقرب من 810 مالتى مليونير، لكل منهم أصول صافية تبلغ 10 ملايين دولار أمريكى أو أكثر، وهناك 6 مليارديرات يعيشون فى مصر لكل منهم أصول صافية تبلغ مليار دولار أمريكى أو أكثر.
يضيف التقرير أن مصر كانت موطن العدد الأكبر من المليارديرات فى القارة الإفريقية، كما يؤكد التقرير أن الاستقرار الذى تمتعت به البلاد فى السنوات الأخيرة والذى انعكس بشكل إيجابى على الأداء الاقتصادى ساهم فى انتعاش الأوضاع الاقتصادية، وبدأ الكثير من أثرياء مصر فى استعادة ثرواتهم من جديد.
ألقى التقرير الضوء على أغنى المدن فى القارة الإفريقية، احتلت القاهرة المرتبة الثالثة بعد مدينتى جوهانسبرج وكيب تاون فى جنوب إفريقيا، يصل حجم الثروات الخاصة بين سكان القاهرة إلى ما يعادل 118 مليار دولار، والقاهرة مقر لأكبر عدد من المليارديرات مقارنة بأى مدينة إفريقية، أغلب الأثرياء المصريين يعملون فى مجال الخدمات المالية، الاتصالات، والبناء، يقدر عدد الأثرياء فى مدينة القاهرة بثروة تصل إلى مليون دولار أو أكثر يصل إلى 7500 شخص، عدد المليونيرات التى تصل ثرواتهم إلى 10 ملايين دولار أو أكثر يصل إلى 400 فرد، أما عدد المليارديرات بثروة تتجاوز المليار دولار فيصل إلى 4 مليارديرات.
جاءت الإسكندرية فى المرتبة الرابعة عشرة من حيث حجم الثروة الخاصة بها والتى تصل إلى 21 مليار دولار، كما جاءت مدينتا القاهرة وشرم الشيخ ضمن الوجهات الرئيسية التى يفضلها الأثرياء فى القارة الإفريقية إلى جانب مراكش فى المغرب، سيرينجيتى فى تنزانيا، ماساى مارا فى كينيا، وليفينجستون فى زامبيا.
3- تأثير فيروس كورونا
بصرف النظر عن التكلفة البشرية، كان لتفشى فيروس كورونا أيضا تأثير اقتصادى حاد - تظهر تقديرات التقرير أن الثروة الخاصة ومستويات الأثرياء فى إفريقيا قد انخفضت بنحو 9٪ خلال العام الماضى.
كان الدافع وراء هذا الانخفاض هو انخفاض مستويات الرواتب وفقدان الوظائف المرتبط بشكل أساسى بتفشى الفيروس وعمليات الإغلاق ذات الصلة، كما تأثرت قطاعات السفر والضيافة والتصنيع والعقارات بشدة، وأغلق عدد كبير من الشركات المحلية أبوابه خلال العام، خاصة فى مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، وشهد سوق العقارات السكنية حالة عامة من الضعف، خاصة سوق العقارات الراقية.
تسبب تفشى فيروس كورونا أيضا فى قيام العديد من الأثرياء فى إفريقيا بتغيير عادات الإنفاق لديهم، تشمل الاتجاهات الحديثة للأثرياء، الابتعاد عن الطائرات التجارية واتجاه السفر بالطائرات الخاصة، خاصة بين فاحشى الثراء (أى المليونيرات والمليارديرات)، اختار العديد من الأثرياء العمل عن بعد والعيش فى المدن الصغيرة.
كما أصبح قطاع الفنادق الفاخرة فى كل بلد أكثر اعتمادا على الأثرياء المحليين، وأصبحت الهوايات والرياضات الخارجية التى تسمح بالتباعد الاجتماعى السهل (مثل الجولف والمشى لمسافات طويلة وصيد الأسماك وركوب الدراجات ومراقبة الطيور) أكثر شيوعا.
4- حياة الأثرياء
يهتم التقرير بشكل خاص بقطاع الرفاهية فى القارة الإفريقية، يتضمن هذا القطاع السيارات الفارهة، الماركات العالمية للملابس والإكسسورات، اليخوت، الطائرات الخاصة، والفنادق الفخمة.
فيما يتعلق بالسيارات الفاخرة، رصد التقرير الدول التى تحتل المرتبة الأولى فى مبيعات هذه السيارات، على سبيل المثال وصلت مبيعات السيارة البورش فى القارة الإفريقية إلى 2000 سيارة سنويا.
كانت مصر ضمن أكثر الدول إقبالا على شراء السيارة البورش مع جنوب إفريقيا، كينيا، نيجيريا، موريشيوس والمغرب، كما سجلت السيارات البنتلى أعلى مبيعات لها فى جنوب إفريقيا، مصر، كينيا، والمغرب، وسجلت السيارة آستون مارتن أعلى مبيعات لها فى جنوب إفريقيا ومصر، كما أشار التقرير أن سيارات مثل بى ام دبليو، مرسيدس، رولز رويس، لامبورجينى، من السيارات التى تحظى بشعبية بين أثرياء القارة السمراء.
أما فيما يتعلق بماركات الملابس والإكسسورات العالمية، فقد كشف التقرير عن أهم الماركات العالمية التى يقبل عليها أثرياء القارة، فيما يتعلق بمصر فإن أثرياء مصر إلى جانب نيجيريا وجنوب إفريقيا هم الأكثر إقبالا على بيت أزياء زيجنا الإيطالى، كما يعد الأغنياء فى مصر الأكثر إقبالا على منتجات بيربرى البريطانية الراقية، كما تعد الطبقة الراقية فى مصر من أكبر المعجبين بمنتجات بيت أزياء سالفاتور فيراجامو، ومن أشهر بيوت الأزياء التى يقبل عليها الأثرياء فى إفريقيا ومصر، لوى فيتون، جوتشى، برادا، بول سميث، دولش اند جابانا، و جيمى شو.
كما ألقى التقرير الضوء على حرص أثرياء القارة على اقتناء المقتنيات الفنية القيمة، وتشمل أى عنصر فاخر يحافظ على قيمته بشكل معقول بمرور الوقت، تشمل الأمثلة البارزة: اللوحات الفنية، والسيارات الكلاسيكية، والساعات الراقية، والمجوهرات، والنبيذ الفاخر والطوابع.
جدير بالذكر أن ما يقرب من 140 مليار دولار أمريكى من ثروة الأثرياء بإفريقيا يرتبط بمديرى الثروات والبنوك الخاصة، عادة ما يستهدف مديرو الثروات فى إفريقيا الأفراد الذين لديهم أصول قابلة للاستثمار تزيد على 500 ألف دولار أمريكى، تشمل الخدمات الأكثر طلب منهم: خدمات إدارة الأصول والتخطيط المالى وتخطيط الميراث.
5- العوامل المحركة لنمو الثروة
حسب التقرير هناك العديد من العوامل الرئيسية التى تشجع نمو الثروة فى بلد ما، أولا الوضع الأمنى المستقر والقوى، ربما تكون مستويات الأمان فى بلد ما وكفاءة الشرطة المحلية من أهم العوامل فى تشجيع نمو الثروة على المدى الطويل، وبناء على مؤشر الأمان الخاص بالتقرير، فإن أكثر البلدان أمان فى إفريقيا هى: موريشيوس وبوتسوانا وناميبيا، ثانيا حرية الإعلام، أشار التقرير أن من المهم أن تكون المنافذ الإخبارية الرئيسية محايدة وموضوعية، وتعتبر وسائل الإعلام المالية المتطورة ذات أهمية خاصة لأنها تساعد على نشر المعلومات للمستثمرين.
ثالثا حقوق الملكية القوية، أشار التقرير أن زيمبابوى تقدم مثالاً على ما يحدث عندما يتم تجريد حقوق الملكية - بمجرد سحب الأصول، فإنها تميل إلى فقدان قيمتها حيث لا أحد على استعداد لشراء أى شىء، رابعا النمو الاقتصادى القوى، يرتبط النمو الاقتصادى عادة بنمو الثروة، يضمن النظام المصرفى المتطور وسوق الأوراق المالية أن يقوم الناس بالاستثمار وتنمية ثرواتهم محليا، خامسا انخفاض مستوى التدخل الحكومى، سادسا ضريبة الدخل المنخفضة ومعدلات ضرائب الشركات، تعد دبى وسنغافورة مثالين على القوة التى يمكن أن تتمتع بها معدلات الضرائب فى تشجيع تكوين الأعمال - كلاهما لهما معدلات ضريبية منخفضة للغاية، سابعا سهولة الاستثمار، وحسب التقرير الحواجز مثل قيود الصرف تمنع نمو الثروة، وأخيرا هجرة الثروة حيث تساعد هجرة الأثرياء إلى بلد ما فى بناء الثروة داخل هذه الدولة.