من ينتصر فى معركة «الشماسات».. البابا vs الحرس القديم

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


كثيرا ما كان البابا تواضروس يفكر فى فتح مدرسة لتعليم الترتيل للفتيات كخطوة للسماح لهن بارتداء زى الشمامسة «الخدمة مع القساوسة فى القداسات والصلوات» إلا أن حرباً قد شنها الكثيرون من بينهم المتنيح الأنبا بيشوى مطران دمياط والبرارى ورئيس دير الشهيدة دميانة للراهبات، خاصة بعد حديث البابا فى أكثر من لقاء إعلامى عن عدم حرمانية شموسية المرأة.

وبعد معارضات من أساقفة قدامى، حاول مبرراً أن يستخدم قصة الشماسة فيبى المذكورة فى رسائل بولس الرسول بالإنجيل وعاونه فى هذا الأنبا روفائيل أسقف وسط القاهرة، والأنبا موسى أسقف عام الشباب، ولكن استمرار الخلاف خاصة بعد أن اعتبرها البعض خطوة لسيامة المرأة قساً وأسقفاً على نهج الكنائس السويدية أغلق صفحة النقاش.

وشهد أسبوع الآلام الذى يسبق عيد القيامة، السماح للفتيات فى المرحلتين الإعدادية والثانوية بالوقوف أمام المذبح وقراءة بعد الأسفار من الإنجيل خاصة فى ليلة أبو غلمسيس «السهرة التالية للجمعة العظيمة وتستمر حتى صباح سبت النور».

وتروى «م،د» طالبة بالفرقة الثالثة بالجامعة، أن كنيستها فى حى المعادى تسمح بهذا التقليد ولكن دون الإعلان عنه حتى لا يطال الأنبا دانيال أسقف الإيبارشية وسكرتير المجمع المقدس أى أذى، وتضيف: «منذ سنوات ونيافته يسمح لنا بقراءة الصلوات على الشعب خاصة خلال أسبوع الآلام وعلى المستوى الشخصى أنا ورفيقاتى سعداء بهذه الفرصة لنشعر بأننا بالفعل أبناء الكنيسة ولسنا عضواً مرفوضاً»، متابعة: «بحثت فى الإنجيل عن نص صريح يحول دون منح المرأة رتبة الشموسية لم أجد وحتى النص الخاص ببولس الرسول الذى يتحدث فيه عن عدم خفض النساء لأصواتهن داخل الكنيسة لايمنع بشكل صريح ويمكن تفسيره طبقاً لمناسبته التى وردت فيه».

ويقول «ريمون،ر» من حى مصر القديمة: «أقود فريق الشمامسة فى بعض الصلوات بكنيستى والقس يسمح للفتيات الصغيرات من عمر المرحلة الابتدائية وحتى الإعدادية بقراءة بعض النصوص سراً، لأنه غير مسموح وإذا عرف هذا التصرف عنه قد يواجه عقوبة كنسية»، مضيفا: «ويتم تحديد هذا العمر لأن الفتاة تكون غير بالغة مما يمنع أى شكوك فى حرمانية السماح لهن بتلاوة القراءات على المصلين بالكنيسة خاصة أمام المذبح وهو الجزء الأكثر تقديساً ولا يسمح فيه بارتداء الحذاء مثلا»، معتبراً الكنيسة القبطية الكاثوليكية مثالاً لأنها سبقت الكنيسة الأرثوذكسية وسمحت للنساء برتبة الشماسة كما ذكر الإنجيل.

ووافقه «وصفى ،ج» رافضاً الإشارة إلى منطقته السكنية وكنيسته، مؤكداً: «الصعيد أكثر تحرراً فى هذا الجزء وزرت كنائس عديدة بأسيوط وجدت القساوسة يسمحون للفتيات بتلاوة الصلوات على الشعب، وعلى النقيض تماماً لدينا فى القاهرة يحدث نادراً وعادة ما يسمح به الكاهن دون علم أسقفه وفى كل مرة يتمنى ألا يغضب أحد الحضور ويشكوه للأسقف أو البابا»، مضيفاً: «لدينا مثلاً المكرسات اللاتى يرتدين الجلباب الرصاصى اللون ويخدمن فى العالم سواء بيوت مغتربات أو دور مسنين وأيتام فإن المهنة فى بطاقة الرقم القومى لهن يكتب فيها «شماسة مكرسة» وهو ما ينهى الجدل، ولكن مع الأسف الشديد لدينا عقول لا تريد للكنيسة أن تتقدم وتتبع تعاليم المسيح المحبة ويرغبون فى دفننا وإرجاعنا لمئات السنين».

أما «ماجى جميل» فتقول: «لدينا فى المنيا نقف كشماسات ونرتدى الجلباب الأبيض بسماح من الكاهن ولكن بالطبع هذا يحدث سراً وأعتقد أن أسقفنا قد لا يعارض هذا الإجراء ولكن تجنباً لأى بلبلة ومعارضات من أناس لا يرون فى المرأة إلا الخطية والنجاسة بينما اختار المسيح فتاة ليتجسد من خلالها».

على الجانب الآخر بدأ أقباط ونشطاء فى شن حملة عبر صفحاتهم على «فيس بوك» تحت عنوان «شموسية المرأة بزمن الهراطقة»، مطالبين البابا بالتنحى عن كرسيه لأنه يخالف التسليم الرسولى القديم «السلف» واعتبر البعض أن المرأة لايجب أن تقود صلاة نظراً لفترة الحيض التى تمر بها وهى بالطبع نجاسة لدى كل الأديان، مؤكدين أن تلك الصور تم تسريبها بمعرفة البابا لجس النبض كخطوة أولى لكهنوت المرأة وتوليها مناصب رعوية مثل الأسقفية والبطريركية على غرار الكنيسة اللوثرية السويدية لمجاملتهم والتطبيع معهم.