عمره 80 ويقاوم بروح الـ30.. محمد أبوالغار صانع الأمل يناضل فى مواجهة كورونا

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


الدكتور محمد أبوالغار، الرجل الذى وهب الأمل والسعادة لآلاف الأسر المصرية، وكان سببا فى منحهم أطفالا وربما أصبحوا شبابا شاركوه أحلامه فيما بعد فى عالم السياسة.

الوعكة الصحية التى يمر بها مؤخرا أثارت قلق وتوتر محبيه، فالرجل لم يبخل يوما على وطنه سواء فى مجال الطب أو فى مجال السياسة، خلال الفترة الماضية أصيب بفيروس كورونا وتطورت حالته إلى أن أصبح يعانى من نزيف فى عضلات الفخذين بتجمعات دموية ضخمة مما جعل الحركة مستحيلة والآلام أصبحت شديدة.

أكثر من أربعين عاما كافح فيها الدكتور محمد أبوالغار من أجل علم طب النساء والتوليد، أسهب خلالها بأبحاث رفيعة المستوى بمجال التناسل البشرى وعلم الوراثة، فله أكثر من ٢٠٠ بحث علمى عن العقم والتناسل البشرى وعلم الوراثة.

لم يكتف «أبوالغار» بتعليمه بمصر رغم افتخاره بهويته وجنسيته، إلا أنه كان رمزا للنضال فى العلم، فسعى لتطوير نفسه والحصول على تدريبات فى السويد والدنمارك وإنجلترا والعالم بأسره فى طب النساء والتوليد حتى نال عدة تكريمات ومناصب أبرزها الجائزة الوطنية المصرية للتفوق العلمى سنة 1999 ، كما حاز على العضوية الشرفية للجمعية الأوروبية للتناسل البشرى وعلم الأجنة سنة 2004.

أسس أبوالغار جمعية الشرق الأوسط للخصوبة، والتى تعتبر أول وأكبر تجمع علمى فى مجال الإنجاب بالشرق الأوسط، وكان اول طبيب يجرى عمليات «أطفال الانابيب» فى مصر والشرق الاوسط، بعد ان نقل تلك التجربة من الدول الأوروبية، حيث كان بمثابة يد الله فى مصر التى جعلها سببا لمن حرم من نعمة الإنجاب لسنوات، فأصبح مركزه الطبى «المركز المصرى لأطفال الأنابيب» هو محراب الأمهات وأملهن الذى بعث من جديد على يد ذلك العالم الجليل.

ومن الواضح أن المرحلة العمرية لدى أبوالغار مجرد أرقام، فرغم بلوغه سن الـ٨٠ عاما إلا أن هذا لم يعقه أبدا عن زيارة عيادته بشكل يومى، ومباشرة حالاته المرضية، وقراءة الصحف الأجنبية يوميا، للاطلاع على الاخبار، وربما مشاركته بمقالات أيضا فى بعض الصحف المصرية، فعندما تسمع ذلك عنه لا يمكن تتوقع عمره أبدا بل تتخيل أنه شاب ثلاثينى بحيويته المشهودة.

كما لم تتأثر إسهاماته فى مجال الطب بنضاله السياسى بل كان أكثر ضراوة عندما اقتحم عالم السياسة فكان له السبق فى تأسيس أول حزب ديمقراطى اجتماعى على نهج الديمقراطية الاجتماعية بالدول الاسكندنافية وأطلق عليه نفس اسم مركزه الطبى الذى ينم عن وطنيته وحبه لوطنه، واسماه الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى.

وفى عام 2014 اختارت القيادة السياسية دكتور حازم الببلاوى أحد مؤسسى الحزب رئيسا للحكومة حين ذاك ومستشار رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية الدكتور زياد بهاء الدين أحد الكوادر المهمة فى ذلك الحزب.

كان لأبوالغار السبق فى أن يجعل تمثيل المرأة بحزبه يتخطى الخمسين بالمائة تمهيدا لتمكين المرأة والتى تسير على نهجه الدولة الآن، ورغم أن من يختلط بالسياسة يطلق عليه حسب رأى الشارع أنه تلون وتبدلت أخلاقه إلا أن أبوالغار حافظ على مبادئه ووضوحه فمن أحبه اتضح له ذلك، ومن كرهه كان أكثر وضوحا فى الاعتراف بذلك معه. ولكنه عندما رأى من وجهة نظره دور السياسة يميل فى منحدر، قرر الابتعاد عنها وعاد مرة أخرى لمحراب الطب واليوم نحن أمام نضال جديد لأبوالغار كما عودنا ، اليوم يناضل ويقاوم فيروس كورونا مستكملا علاجه بالمنزل كما عاهدناه رجلا قويا مناضلا فى العلم والسياسة وأيضا محاربا للمرض.