د.حماد عبدالله يكتب: " معجزة " الإنتماء للوطن (مصر) !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



هذا الإعجاز ، الذى ظهر فى أرجاء المحروسه وأقترب من ظاهرة التجمع الوطنى ، خلال أيام حرب أكتوبر 1973 فرحاً بالنصر ، وأقترب من ظاهرة التجمع المصرى خلال أيام حرب يونيو 1967 السوداء حزناً وغضباً ، وهو نفسه الإعجاز الوطنى الذى ظهر على جموع المصريين لمدة ثلاثة أيام منذ 25 يناير وحتى 28 يناير 2011 حينما إنتفض شباب الأمه ضد النظام ، الذى شاخ فى موقعه "وتأكل" من داخله من الفساد الذى أستشرى فى جسده ، ثم تدهورت الأحوال إلى أن ظهر الإعجاز الأكبر والذى يستحق التسجيل فى موسوعات عالميه بخروج أكثر من ثلاثون مليون إنسان فى "نفرة"واحده فى الشوارع والميادين والأزقه والقرى والنجوع ، ولم يعودوا إلى منازلهم حتى إعلان 3 يوليو 2013 هذا الإعجاز المصرى وجه المصريون جميعاً لكى يلتفوا ويلتحفوا 
( بالعلم المصرى ) ، هذا "العلم" الذى نسيناه سنوات طويله ، هذا "العلم" الذى نادينا ونادى مثقفون وأصحاب رأى كثيرين بضرورة الإهتمام به ، فى المدارس وفى طوابير الصباح ، وتحيته والغناء له بالنشيد الوطنى ، هذا "العلم" رمز الأمه ، ورمز كرامتها ، تلتفح به الملايين فى 30 يونيو 2013 ، كما التحفوا به السابقين لهذا العهد مئات الألاف فى إستاد "القاهره" إحتفاءاً بفوز المنتخب الوطنى بكأس كرة قدم على المستوى الإقليمى ( كأس أفريقيا ) !! 
ولعل تزيين واجهات المنازل ، والمحلات وحتى المساجد والكنائس "بعلم مصر" ، أمر قام به المصريين دون تدخل إدارى أو توجيهات حكوميه ، ولكن الغريب فى الأمر أن مبانى الحكومه والتى يجب ، كما هو الحال فى كل بلدان العالم يجب أن تزين نفسها ، برفرفة "علم البلاد" على مبانيها ومداخلها ، لم تحدث ولم تراعى حتى اليوم.
ولعل الفكره العبقريه وهو تسييد ميدان الثوره ( ميدان التحرير ) سابقاً ( بعلم مصر ) فكره رائعه ، ينقصها أن يزداد مساحة "قماش العلم" فلا يمكن إلا أن يقل مسطح "العلم" عن ثلث إرتفاع السارى ولكن وجوده بهذه ( المقاسات ) بعتبر عيباً يجب تلافيه ، كما كانت الفكره الغير سديده والتى والحمد لله قد أزيلت ، ذلك البرج الحديدى الذى شيد فى أرض "جزيرة الزمالك" ، بإرتفاع تعدى المائة متر ، وإذ بقطعه قماش لا يزيد مسطحها عن مترين ، ولايمكن تسميتها ( بعلم البلاد ) فالعلم قوته ، فى مسطحه ، ورفرفته وسموه على ساريه ، مثلما يجب أن يكون فى "ميدان التحرير"!! .
"والعلم المصرى" له مدلولات تاريخيه مع المصريين منذ العصور الاولى ، حينما كان "العلم" لونه (أحمر مزين بهلال ونجمه ) تم تعديله "بثلاث نجوم" ثم مرحلة تحويل "العلم"مع إستقلال البلاد فى فبراير 1922م عن الدوله العثمانيه ، وتحول إلى اللون "الأخضر والهلال والثلاث نجوم " باللون الأبيض ، حتى قامت الوحده بين "مصر وسوريا" فى 23 فبراير 1958 وتغيير ألوان "العلم" إلى "الأحمر والأبيض والأسود" ونجمتين فى منتصفه ، وبعد الإنفصال عام 1961 ظل العلم كما هو بأمر من الراحل العظيم "جمال عبد الناصر" ، وحتى مجىء الراحل الأخر "محمد أنور السادات "، ورفع النجوم وحل مكانهما ( صقر قريش ) ، ثم النسر لاحقاً 
هذا "العلم" المصرى الحبيب مهما كان لونه أو شكله فإنه الرمز الذى يلتف حوله المواطنون ، هذا "العلم" هو البطل فى كل المناسبات ، نحافظ عليه مرفرفاً فى الحروب ، وإذا خفق "العلم" كان دليل حزن وهزيمه!!، ربنا أرفع بلادنا ، وأحفظها ويرفرف علمها إلى الأبد حر وطليق وكريم وفخور بأبناء الوطن !!