الأمراض الجلدية.. الضرر النفسي يفوق العضوي

الفجر الطبي

الأمراض الجلدية..
الأمراض الجلدية.. الضرر النفسي يفوق العضوي

يبدو أن وقع تأثير الأمراض الجلدية النفسي أكبر من الضرر العضوي الذي يشعر به المصاب، فهناك تشوهات والتهابات بارزة تُحرج المريض أمام الناس، وظهور الشعر في غير محله يزعج الرجل والمرأة معاً، والحقيقة المؤكدة أنه لا يمكن للشخص الهروب من المشكلات الجلدية إلا بالالتزام بالعلاج الناجع.

الدكتور وسام جواد كاظم اختصاصي جلدية وتناسلية، أكد أن أكثر الفئات التي تتردد على عيادة الجلدية، الذين يعانون حساسية مزعجة في الجسم، والتي تتعدد أسباب حدوثها، منها بسبب عوامل خارجية مثل الصابون أو الماء أو الغبار أو التعرض لأشعة الشمس الحارة، أو نتيجة التأثير الداخلي، وهو عادة ما يحدث بسبب الأكل أو الشرب، أو بعض الحالات التي يطلق عليها الحساسية العصبية، إذ يكون الشخص المصاب حاداً بطبعه أو قلقاً ويفكر كثيراً، أو نتيجة لطبيعة عمله وتعرضه للإصابة بالحساسية مثل محاسبي البنوك كونهم يتعاملون مع النقود المتناقلة من يد إلى أخرى.

تأثير الطعام

وفي ما يتعلق بتأثير بعض أنواع الطعام في الجلد، أشار إلى أن البيض من الأطعمة التي يسأل عنها المريض كثيراً عند الكشف عنه، وبالفعل يعتبر البيض شديد التأثير في الجلد ويتسبب بحساسية قوية، ذلك نتيجة تزويد الدجاج في المزارع وأماكن تربيتها بالأنزيمات، لذلك يلجأ البعض إلى إجراء فحص طبي عن أنواع الأطعمة لتتواءم مع جسمه، وهذا الفحص مكلف نسبياً ولا تحبذ شريحة عريضة من المصابين بالحساسية إجراءه، فضلاً عن العوامل الأخرى التي تؤدي إلى الحكة في الجسم والشعور بالحساسية مثل الغبار أو الريش أو جلد الحصان والكلاب وبعض الحيوانات الأخرى.

شعر مزعج

وبالعودة إلى مسألة الشعر غير المرغوب فيه في الجسم، فإن الأسلوب الأمثل للتخلص منه هو استخدام الليزر حسب ما أشار الدكتور وسام كاظم، ولا يرتبط استخدام الليزر بعمر محدد، لكن يفضل أن يكون استخدامه بعد سن البلوغ، ولا صحة لمن يدعي أن الليزر ذو تأثير سلبي في الدم أو العظام أو الجلد. وفي ما يخص أجهزة الليزر، أكد كاظم أنه ثمة أنواع كثيرة لأجهزة الليزر، بعضها يعتمد على نوع الجلد للشخص أو لونه، لذلك يجب الحذر عند استخدام الليزر.

بحيث لا يترك حروقاً أو ندباً على سطح الجسد خصوصاً للبشرة السمراء التي يعتبر تأثرها بحرارة الليزر وسطياً، كما يجب على جميع المعالجين بالليزر أن يدركوا حقيقة فحواها؛ أن الليزر يعمل على تقليل نمو الشعر في الجسم وليس إزالة الشعر نهائياً، وأشعة الليزر تعمل على قتل بصيلات الشعر البالغة، ولا يمكنها إنهاء الشعرة التي في طريقها إلى النمو، لذلك ينتظر الطبيب خلال جلسات عدة اكتمال نمو البصيلة وبلوغها كي يزيلها بواسطة أشعة الليزر، كذلك يسهم جهاز الليزر في تأخير فترة النمو في المنطقة المراد تسليط أشعة الليزر عليها.

الأشعة الحارة

تختلف البشرة من شخص إلى آخر، فبعضها حساس يتأثر بالأشعة الحارة وخلافها، لذلك قد يؤدي استخدام الليزر بجرعات عالية ومكثفة إلى حروق طفيفة على الجلد، كذلك تعتبر أجهزة الليزر الحديثة مناسبة للاستخدام في جميع مناطق الجسم، خلافاً للأجهزة القديمة التي لا يمكن استخدامها في أي مكان، ويفضل عدم حلاقة المراجع للمكان المراد إزالة الشعر فيه بوساطة الليزر لمدة لا تقل عن عشرة أيام كي تنمو خصلات الشعر بحرية لإزالتها من الجذور، لكن يمكن تهذيب الشعر أو تقصيره بالمقص قبل موعد زيارة الطبيب كون الجذور تكون قد امتدت، كما يقول الدكتور وسام.

إزالة التجاعيد

وينوه إلى أن مستخدمي الليزر يُنصحون دائماً باستخدام الكريمات المرطبة المهدئة للبشرة، وأخرى واقية من حرارة الشمس، لأن البشرة تكون في حالة متهيجة جداً، ويمكن للبشرة حينئذٍ أن تتأثر بأشعة الشمس، وذلك ربما يؤدي إلى تلوين البشرة، ولا بد من الحرص على التقيد بهذه النصائح لمدة لا تقل عن 48 ساعة بعد عملية الليزر، مضيفاً أن استخدام الليزر ليس حكراً على إزالة الشعر، وإنما لإزالة تجاعيد البشرة أو الحفر الناتجة عن حب الشباب، وكما سلف الذكر فإن أجهزة الليزر متطورة ولها القدرة على امتصاص هذه الندوب بكفاءة عالية.



مستحضرات التجميل



لفت الدكتور وسام جواد كاظم إلى أن مستحضرات التجميل لا تعد ولا تحصى، لكن يجب الحذر أثناء الاستخدام، لأن بعضها قد لا يتلاءم مع البشرة ما يؤدي إلى الحساسية. وكما تبين من بعض المراجعات، فإنه لدى استخدامهن مستحضرات معينة، فقد تعرضت بشرتهن إلى الجفاف التام، أو مال لونها إلى الأحمر الداكن، أو أصابها ضرر طفيف، لذلك حري بالنساء التأكد من وقت استخدام الكريم أو المستحضر، لأن بعضها يستخدم فقط أثناء النهار وآخر في الليل، إلى جانب أهمية قراءة المكونات بدقة، وهناك بعض السيدات تتحسس البشرة لديهن يوماً أو يومين فقط، ثم تزول آثار الاستخدام. إفرازات مفرطة حب الشباب.. أرق المراهقة

من الأمور المزعجة والتي تؤرق الكثير من المراهقين، ظهور حب الشباب، وهي عبارة عن تغييرات تحدث في الجلد أو الغدد الدهنية، يصاحبها حسب ما أشار الدكتور وسام جواد كاظم اختصاصي جلدية وتناسلية، إفراز مفرط للزيوت من الغدد، فعند استقبال المريض تبدو علامات الاستياء والغضب واضحة عليه إزاء انتشار البقع على الوجه، لأن البعض يعتبرها تشويهاً للوجه، فيباشر الطبيب بإخضاع المريض لجلسات علاج تشمل الغسول وبعض الكريمات والمضادات الحيوية، وربما استخدام علاج يقلل إفراز الغدد الدهنية.

لمس الحبوب

وتستمر فترة العلاج من ثلاثة إلى ستة أشهر، مع العلم أنه من الصعب إيقاف حب الشباب، لكن المهم منع حدوث المضاعفات مثل التكيسات التي تشوه البشرة، لذلك يُنصح المريض باستمرار بعدم العبث بالحبوب، وقد تكون هناك علاقة غير مباشرة لبقاء بعض الآثار على الوجه في الكبر نتيجة فقع الحبوب خلال سن المراهقة.

على ضوء ما ذكر اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية، يتضح أن أكثر المراجعين لعيادات الجلدية، هم المصابون بانتشار حب الشباب على الوجه إلى جانب أجزاء أخرى من الجسد، ويجب على المريض أن يمر بخطوات عدة في العلاج، قد لا يلاحظ وجود فارق أو تحسن في الأسبوع الأول، ويشعر بزيادة البقع وربما انتشارها في الأسبوع الثاني، لكن في الأسبوع الثالث سيشعر المصاب أن علامات الشفاء بدأت تظهر، لذلك يحتاج المريض إلى الصبر كي يتماثل للشفاء، إذ يرتكب بعض المرضى أخطاء بالتوقف عن متابعة العلاج بعد 10 أيام من البدء نتيجة عدم شعوره بالتحسن.

إفرازات مذكرة

ولا توجد طريقة للوقاية من حب الشباب أو تجنب حدوثها في الوجه، لأن هناك إفرازات هرمونية مذكرة لا يمكن للفرد التحكم بها، وبعض الأشخاص لا يصابون في فترة المراهقة، بينما يفاجئون بظهورها في العشرينات. وتنتشر غالباً حبوب الشباب لدى المراهقين من 12 إلى 18 عاماً، أما ظهورها بعد هذا السن فقد يدل على حدوث خلل في الهرمونات الذكرية أو حدوث تثخنات في القنوات الدهنية بسبب انسداد.

الضحية الأولى

ثمة أماكن محددة يتركز فيها حب الشباب كما أوضح الدكتور كاظم، في مقدمتها الوجه الذي يعتبر الضحية الأولى والمكان الأكثر حرجاً للمصاب، إلى جانب الكتفين والظهر والذراعين، وتعتمد كثافة الحبوب على تقبل المنطقة من الجسد وحساسيتها، مفيداً بأنه من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الشباب، التوجه إلى الصيدلية لأخذ دواء لعلاج الحبوب، وبلا شك أن تجربة أخذ الدواء بلا استشارة طبية قد تصيب أحياناً وتخطئ في أحيان أخرى، وينتمي الكثير من المراجعين، إلى هذه الفئة التي تتجه إلى تناول الدواء بعشوائية من خلال الذهاب إلى الصيدلاني، لكن بعدئذ يضطرون إلى استشارة الطبيب المختص والتردد على عيادته. قنوات دهنية

قال الدكتور وسام جواد، في ما يتعلق بتأثير بعض مستحضرات التجميل: إن الكثير منها يخضع لفحوصات دقيقة قبل اعتمادها من قبل وزارة الصحة، ومن ضمن المعايير التي يُنظر إليها أثناء فحص العينات، قابلية المستحضر على سد القنوات الدهنية التي تسبب بدورها ظهور حب الشباب والبقع، لكن في المقابل لا تستطيع الفتاة معرفة ما إذا كان مستحضر التجميل يناسب بشرتها أم لا إلا بعد الاستخدام، وثمة مستحضرات غالية الثمن تتسبب كذلك بظهور الحبوب، لذلك يتعين قراءة المكونات التي تشتمل عليها تركيبة المستحضر قبل استخدامه.

شعر البنات في خطر

أوضح الدكتور وسام جواد كاظم اختصاصي جلدية وتناسلية، أن ظاهرة تساقط الشعر بين البنات أصبحت في الآونة الأخيرة مرتفعة نسبياً، فمن بين عشرة مراجعات تشكو ثماني سيدات من هذه المشكلة التي يبدو أن من أسبابها العيش في بيئة حديثة تختلف فيها المياه إلى جانب المناخ، لأن غالبية من يشكون من تساقط الشعر هم من الوافدين القادمين من دول وبيئات جغرافية مختلفة.

لكن ثمة تأثيرات داخلية أيضاً تتمثل في اضطراب هرمونات الجسم، واستخدام بعض أنواع كريمات غير صحية للشعر والبشرة، إلى جانب اضطراب الحالة النفسية للشخص التي تؤثر سلباً في تساقط الشعر، وهذا ما تجلى في زيادة أعداد المراجعات العربيات اللواتي لاحظن تساقط الشعر أخيراً، والسبب ربما يندرج تحت باب التأثر النفسي نتيجة ما يقع من أحداث وتوترات في بلدانهن، ناصحاً السيدات باستخدام كريمات الشعر باعتدال ودون إفراط، تفادياً لتساقط الشعر وإتلافه لاحقاً.

علاوة على ذلك، ثمة عوامل أخرى تؤدي إلى تساقط الشعر، منها: نقص فيتامين دي، وهو الفيتامين الوحيد الذي يتكون داخل الجسم، كما يمكن مد الجسم بهذا الفيتامين من خلال التعرض لأشعة الشمس لفترة كافية صباحاً، أو تناول الغذاء الصحي لاسيما الفواكه، وقد لوحظ أخيراً نقص الفيتامين عند شريحة عريضة من النساء نتيجة المكوث في البيوت بعيداً عن أشعة الشمس، فالجسم عندما يشعر بنقص الفيتامين وبعد نحو عامين تقريباً، تبدأ المشاكل الصحية بالظهور، ومنها تساقط الشعر.

إلى جانب ذلك، هناك عوامل وراثية من شأنها إسقاط الشعر، لكن كما يبدو فإن نسبة تساقط الشعر أو الصلع نتيجة الجينات وخلافها لا تتجاوز 3%، أما تساقط الشعر من مقدمة الرأس، ونمو الشعر غير المرغوب فيه لدى الأنثى، فذلك ناتج عن عوامل أخرى أبرزها خلل في الهرمونات. ويعد استخدام أجهزة تنشيف الشعر من الأسباب الأخرى التي لا يعيرها البعض أهمية، في حين تكون مؤثرة وعاملاً رئيسياً إذا تعرض الشعر للحرارة باستمرار. وهنا تقدم الدكتور وسام بنصيحة مهمة تتعلق بالمحافظة على الشعر ناشفاً، وعدم تعريضه للرطوبة لفترات طويلة، إذ يخطئ الكثيرون بعدم تنشيف شعر الرأس بعد الاستحمام، ويضعون الحجاب أو الشماغ أو «الغترة» مباشرة. نصائح

أشعة الشمس تساعد علاجياً

ظل الاعتقاد سابقاً أن التعرض لأشعة الشمس مفيد للصحة، وذلك قبل أن تُعرف المضار الحقيقية للأشعة فوق البنفسجية، والموجودة بتركيز عالٍ في أشعة الشمس. ورغم ذلك فالحقائق العلمية تؤكد أن أشعة الشمس قد تفيد في علاج بعض الأمراض الجلدية، لكن يجب تجنب التعرض الزائد لها، والذي قد يؤدي لما يعرف بحرق الشمس، كما أن التعرض لها بكثرة يعجل في ظهور التجاعيد والتصبغات الجلدية.



فوائد صحية وجمالية لمياه البحر



لمياه البحر فوائد صحية وجمالية، فهي علاج فعال لأمراض المفاصل والروماتيزم والأمراض الجلدية كالصدفية والحساسيات الجلدية المتنوعة، كما أن ارتفاع درجة حرارة المياه تجعله علاجاً أفضل لبعض الأمراض. وتعود أهمية العلاج بمياه البحر إلى سببين؛ الأول أن ماء البحر يقلل وزن الجسم، وبالتالي يخفف الضغط على المفاصل، أما السبب الثاني فيرجع إلى ما تحتويه مياه البحر من عناصر مهمة للجسم، كالصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم والكلور.

وتضفي مياه البحر فوائد جمالية على البشرة من نضارة وحيوية.



الفطريات تعيش 15 شهراً



تنتقل الفطريات الجلدية من خلال الاتصال المباشر أو غير المباشر مع المصاب «حيوان أو إنسان»، والذي يتم من خلال التماس مع الجلد أو الشعر أو حتى الملابس أو أمشاط الشعر أو المقاعد أو المناشف أو سجاد الفنادق أو أرضية غرف تبديل الملابس. ويمكن لهذه الفطريات أن تبقى حيوية في البيئة حتى 15 شهراً، وذلك حسب الأنواع. كما تعد الإصابات الجلدية مثل الحروق والجروح من العوامل المساعدة على الإصابة بالفطريات، بالإضافة إلى الحرارة والرطوبة.