دير السلطان بفلسطين.. امتلكه المصريون 800 عام ثم اغتصبه الإثيوبيين بمعاونة الاحتلال

أخبار مصر

الاعتداء على راهب
الاعتداء على راهب قبطي في الدير


تعد مسألة الاعتداء على التراث في فلسطين هي الشغل الشاغل لدى العديد من علماء الآثار والمهتمين بهذا الشأن، والمدينة المقدسة تضم عشرات الآثار الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها "دير السلطان".

وكشف المؤرخ المعروف بسام الشماع، أن القائد صلاح الدين الأيوبي أعاد "دير قبطى أرثوذوكسي مصري" مهم جدًا في القدس القديمة إلى سيادة الكنيسة المصرية، وإلى الرهبان المصريين، وذلك قبل 800 عام مضت. وجاء ذلك بعد تحريره للمدينة المقدسة والدير من أيدي الفرنجة "الصليبيين" وذلك عرفانًا بالجميل للمسيحيين المصريين ومساندتهم ومساعدتهم له وكفاحهم في تحرير البلاد معه.

وأضاف "الشماع"، أن صلاح الدين الأيوبي نشر جنوده في شوارع القدس لحماية المسيحيين، وعُرف الدير باسم "دير السلطان" عرفانا بجميل صنيع صلاح الدين، وفي مرحلة زمنية حديثة استضاف الدير المصري المسيحيين الإثيوبيين عندما كان لديهم مشاكل كبيرة مع كنيستهم، ثم احتل الإثيوبيين فيما بعد الدير بموافقة ومساندة القوات الصهيونية بل واعتدوا حديثًا على رجل دين مصري.

احتلال الدير من الإثيوبيين
وتابع: بالطبع لم يعيد الرهبان والقساوسة الأثيوبيين الدير مرة أخرى لسيادة الكنيسة المصرية حتى الآن، رغم حكم المحكمة التي يُطلق عليها الصهاينة المحكمة العليا الإسرائيلية، والتي قضت قانونًا بإعادته إلينا عام ١٩٧١، متسائلا: ألا تعتبر هذه المسألة دينية وليست فقط تراثية، حيث إن الكنيسة الإثيوبية هنا لم تنفذ تعاليم السيد المسيح في الوصايا العشر حسب معتقدهم "لا تقتل، لا تزني، لا تسرق" فالاعتداء هنا تم على دير بالفعل تُقام به الطقوس الدينية المسيحية، وفقًا لتقاليد الكنيسة المصرية منذ مئات الأعوام، فالمسألة ليست تراثية وفقط.

وختم: إذًا يُعتبر ملف دير السلطان المصري، قضية تراثية دينية بحته، وهو لا زال أسيرًا تعنت الرهبان والقساوسة الأثيوبيين وتساندهم في ذلك "المزعومة"، فأين العالم؟ وأين اليونيسكو؟ وأين محبي الإنسانية والتراث؟

يذكر أن أزمة دير السلطان ممتدة ويقاوم الرهبان المصريين هناك أي محاولة لفرض السيطرة عليه، وسط تعنت شديد، وصل لحد الاعتداء عليهم، فالثابت تاريخيًا أن هذا الدير مصري، والكنيسة المصرية تمتلك كافة الوثائق التي تؤكد أحقيتها في هذا الدير التاريخي، خاصة أن الرهبنة القبطية لم تنقطع على الإطلاق إلى الأراضي المقدسة، ولم يحدث أن خلا الدير من الرهبان المصريين قط.