حوار| السفير الفلسطيني بالقاهرة: الاحتلال يدمر المنازل على رؤوسنا.. ولكن المقاومة أغرقته في الوحل.. وفلسطين بالكامل تشكر مصر

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بكلمات صارخة للعالم تصف العدوان الإسرائيلي على فلسطين، شرح السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، في حواره مع موقع الفجر الإلكتروني، بداية العدوان وأسبابه، مناديًا أمريكا للتخلي عن سياستها الرخوة مع تل أبيب وأن تنصف الحق الفلسطيني ولو مرة واحدة، موجهًا الشكر للدولة المصرية وللرئيس عبد الفتاح السيسي والإعلام المصري لرفعهم راية الدفاع عن القدس. 

وإلى نص الحوار...
- أولا.. كيف بدأت الأزمة في فلسطين مؤخرًا؟
ما يجري في فلسطين بدأ في مدينة القدس المحتلة، حيث اتبعت إسرائيل مخطط وسياسة ونهج تغيير الواقع الجغرافي والقانوني للمدينة وتهويدها والسيطرة عليها وإعلانها عاصمة موحدة للاحتلال كما جاء في صفقة القرن، وقد اعتقدت إسرائيل أن اللحظة السياسية مواتية لتنفيذ هذا المخطط الأمريكي-الإسرائيلي القديم، وتصرف الاحتلال على هذا الأساس، وكثف من اقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، وبالتالي هي أرادت فرض سياسة الأمر الواقع في مدينة القدس وعزلها عن محيطها العربي.

فإسرائيل بحاجة إلى انتصارات وهمية على فلسطين، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بحاجة إلى بعض الوقت من الناحية السياسية لكي يفشل يائير لابيد، زعيم حزب هناك مستقبل الوسطي المعارض، في تشكيل الحكومة ويعود التكليف إليه مرة أخرى لتشكيل الحكومة، فنتنياهو يعتقد أنه من خلال استمرار الحرب وقيادته لها أن يحدث تغييرًا في نظام القوى اليمينية لصالح دعمه وحصوله على أكثر من 60 صوت عضو كنيست لتشكيل الحكومة.

- وما هي قصة حي الشيخ جراح؟
ما جرى في حي الشيخ جراح شكل بداية لهذا التوتر وهذا الوضع المتفاقم الذي تمر به فلسطين، فإسرائيل حاولت السيطرة وسرقة عشرات المنازل من المواطنين الفلسطينيين وتهجير أكثر من ألفي مواطن فلسطيني مقدسي بشكل قسري، وهذا يأتي في إطار مخطط السيطرة على الأرض والمنازل والعقارات بدون وجه حق من خلال التزييف والتزوير، لأن هذه المنازل التي يسكنها الفلسطينيون تعود ملكيتها لهم أبًا عن جد وبوثائق من الحكومة الأردنية، والتي استلمت وزارة الخارجية الفلسطينية نسخة منها من الخارجية الأردنية، ومن هنا بدأت الأزمة والمشكلة وبدأ أهل القدس في الدفاع عن وجودهم القانوني والتاريخي للحيلولة دون تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وقد هبوا للانضمام إلى أهالي حي الشيخ جراح للدفاع عن حقهم وملكيتهم لمنازلهم ووجودهم فيها.

- وماذا بشأن الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال ضد الفلسطينيين؟
واضح من خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب مكتملة الأركان ومجازر دموية بشعة أن إسرائيل في كل حرب تستخدم أسلحة جديدة وتجعل من قطاع غزة حقل تجارب، وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تبيع أسلحة مجربة مسبقًا، فهذه الأسلحة تجرب في الشعب الفلسطيني، وحسبما استمعنا من أهلنا ومواطنينا في قطاع غزة فإنه بالفعل يتم استخدام أسلحة جديدة ضدهم من قبل هذا العدوان المستمر منذ عشرة أيام، لذلك إسرائيل ترتكب جريمة حرب وتتحمل المسؤولية كاملة عما لحق بالمواطنين الفلسطينيين من دمار في منازلهم ومساكنهم بجانب البنية التحتية في قطاع غزة، وإسرائيل قامت بتدمير واسع النطاق في قطاع غزة وجعله منطقة منكوبة بكل معنى الكلمة.

- وكيف تصدت المقاومة الفلسطينية للاحتلال؟
هيبة الجيش الإسرائيلي تمرغت في الوحل جراء المقاومة الشرسة والباسلة التي يقودها قطاع غزة، وإسرائيل فشلت في التصدي لصواريخ المقاومة، وفشلت القبة الحديدة في التصدي لمعظم هذه الصواريخ، وكما فشلت أيضًا في ضرب المنصات التي تطلق تلك الصواريخ، حيث لم تتوقع إسرائيل رد فعل المقاومة وما أحدثته، فلأول مرة هناك قتلى بين الإسرائيليين وإصابات مباشرة لبعض الأهداف، وبالرغم من ذلك لا توجد مقارنة بين ما تحدثه إسرائيل من دمار شامل وما تحدثه صواريخ المقاومة من بعض الأضرار في الجانب الإسرائيلي، فلا توجد مقارنة بين قوة المقاومة وبين قوة آلة الحرب الإسرائيلية، ولكن رغم ذلك إسرائيل تفاجأت من حجم وقدرة المقاومة بالمقارنة مع عام 2014 وهي آخر حرب مر بها قطاع غزة.

- ولكن، ما هو الوضع مع الأسرى الفلسطينيين؟
بوابة قطاع غزة الشمالية على إسرائيل والضفة الغربية مغلقة بسبب هذا العدوان، وبالتالي لا أحد يخرج حتى ولو كانوا مسافرين وتجار ومرضى، ولا يسمح الاحتلال لأهالي الأسرى بزيارة أبنائهم في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وهذا شيء متوقع من الاحتلال الإسرائيلي، وهذا شيء بسيط جدًا من الإجراءات الإسرائيلية التي تتبعها إسرائيل ضد قطاع غزة، فمثلًا الاحتلال يلجأ إلى القصف بعد حلول الظلام حيث تدمير المنازل على رؤوس الفلسطينيين دون سابق إنذار، ويحول الاحتلال دون وصول سيارات الإسعاف مما يمنع سيارات الإنقاذ المدني من نجدة المصابين، وهذا يزيد من عدد الجرحى والشهداء الفلسطينيين لأنهم ينزفون حتى الصباح وقد يفقدون حياتهم بسبب هذا النزيف وعدم إنقاذهم ونقلهم إلى المستشفيات.

- ولماذا لا توقف الولايات المتحدة هذا العدوان الإسرائيلي؟
الولايات المتحدة للأسف الشديد ليست جادة في موقفها بشأن هذا الإسرائيلي، حيث تستخدم لغة دبلوماسية رخوة جدًا، فهي طالبت إسرائيل بوقف العدوان في أقرب وقت ممكن، وهذا يعني إنها أعطت إسرائيل مزيدًا من الوقت للاستمرار في عدوانها وأيضًا طالبتها بوقف العدوان وقتما تشاء، وأمريكا استخدمت فضلًا عن ذلك تعبير خفض مستوى العنف وتعبير "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، وذلك بالرغم من أننا نحن الضحية، ونحن الذين نتعرض لهذا العدوان، أليس من حقنا أن ندافع عن أنفسنا؟، والمطلوب من الإدارة الأمريكية الجديدة بدلًا من الانحياز الكامل إلى إسرائيل أن تنحاز قليلًا للحق والعدالة والقانون الدولي وإنصاف الشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل لوقف هذا العدوان، حيث قامت أمريكا بإعطاء إسرائيل الوقت الكافي لتنفيذ مخططها والمزيد من العمليات العسكرية ضد قطاع غزة لاستعادة هيبتها العسكرية.

- وكيف رأيتم الموقف المصري مع فلسطين؟
أتوجه بجزيل الشكر باسم فلسطين حكومة وقيادة وشعبًا وفصائل لمصر وللرئيس عبد الفتاح السيسي على موقفها الشجاع وعلى المبادرة المصرية لوقف العدوان بشكل فوري، والشكر أيضًا على فتح المستشفيات المصرية لعلاج الجرحى الفلسطينيين، وكل الشكر على تخصيص مصر لمبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، فمصر الشقيقة الكبرى وشكرًا على كل ما قدمته وعلى موقفها التاريخي الداعم للشعب الفلسطيني.

- إلى أي مدى ساهم تفاعل المصريين والعرب مع القضية الفلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
هذا بالطبع ضروري، فكل ما هو داعم لفلسطين مهم، فالمسألة عبارة عن دائرة مكتملة من جهد دبلوماسي مصري أردني سعودي عربي دولي بجانب الجهود الشعبية والهاشتاجات والمبادرات الفردية من المواطنين المصريين والعرب والأصدقاء في العالم، فكل هذا مهم بالنسبة لنا، ونعول عليه كثيرًا، وساعدنا في خلق جبهة دولية عريضة واسعة للتصدي لهذا العدوان ودعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم نضاله العادل والمشروع، فكل شيء مهم بالنسبة لنا، وتعلمنا أن النضال مكمل لبعضه البعض، وحتى الكلمة مهمة، وكل واحد في مكانه يستطيع أن يفعل شيء فيما يجري، وكل الاحترام والتقدير للإعلام المصري الذي حمل لواء الدفاع عن القدس ولواء الدفاع عن فلسطين والتضامن مع الشعب والقضية الفلسطينية، وكل الاحترام لكل مواطن مصري وعربي وحر في العالم يقف إلى جانبنا ويساهم في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ويقف إلى جانبنا.