كابتن طيار لطفية النادي.. أول امرأة عربية في التاريخ تقود طائرة

الفجر الطبي

كابتن طيار لطفية
كابتن طيار لطفية النادي


غيرت لطفية النادي مفهوم الناس عن قدرات المرأة، كما غيرت القوالب والأنماط التي وضعها الناس لوظائف الرجال والنساء. وبرغم من أنها قد توفيت عام 2002، سوف يتذكر الناس لطفية النادي دائماً على انها المرأة التي آمنت بقدراتها وقررت أن تحلق في السماء.

إنجازات هذه المرأة فتحت الأبواب أمام نساء العالم العربي لدخول عالم الطيران. كما أنها قد شجعت النساء العربيات على الإيمان بفكرة أنهم يستطيعون العمل مثل الرجل تماماً. شكراً لهذه المرأة وغيرها لم يعد هناك ما يسمى بوظائف تقتصر على الرجال.

تتطلع النساء في عالم الطيران إلى يومنا هذا إلى لطفية على أنها قدوة ومثل أعلى ونموذج يحتذى به في المساواة، لذلك دعنا نلقي نظرة على حياة هذه المرأة الملهمة.

شغف مبكر
ولدت لطفية النادي في القاهرة في 29 أكتوبر 1907 لأب يعمل في المطبعة الأميرية وأم متفتحة تحلم بمستقبل أفضل لابنتها.

وقد شغفت لطفية منذ طفولتها بفكرة الطيران، رغم عدم وجود مطار في القاهرة في ذلك الوقت. كان الطيران يمثل لها الحرية والفرص، في زمن افتقرت به حياة النساء العربيات إلى الفرص.

الإلتحاق بالمدرسة
بعد إنهاء دراستها الأساسية كان من المتوقع أن تتزوج لطفية وتصبح ربة منزل كما هو سائد في ذلك العصر. ولكنها كانت قد قرأت مقالاً عن مدرسة للطيران تم افتتاحها حديثاً في القاهرة وعزمت على الالتحاق بهذه المدرسة. كان قد ظهر عدد من النساء الطيارين في العالم الغربي، وقد آمنت لطفية أن النساء العربيات يستطعن إثبات أنفسهن إذا حصلن على الفرصة.

وعندما لم تجد من يساعدها ذهبت لطفية مباشرة إلى مدير مصر للطيران في ذلك الوقت، كمال علوي طالبة المساعدة والإرشاد.

ولأنه كان رجلاً ذكياً ذو نظرة مستقبلية، رأى في التحاق لطفية بمدرسة الطيران دعاية جيدة للمؤسسة التي يقوم بإدارتها على أنها مكان يمنح الفرص للرجال والنساء على قدم المساواة، ووافق على مساعدة لطفية على تحقيق حلمها.

لم يكن لديها في ذلك الوقت ما يكفي من المال لدفع مصاريف الدراسة في مدرسة الطيران، ولكن لأنها كانت امرأة قوية العزيمة فقد عملت في وظيفة سكرتيرة في المدرسة مقابل مصاريفها الدراسية.

وعندما التحقت بالمدرسة، كانت لطفية النادي المرأة الوحيدة في المطار بأكمله. كانت دفعتها الدراسية مكونة من 33 رجلاً وهي المرأة الوحيدة.

التخرج
عندما حصلت لطفية النادي على رخصة الطيران في 27 سبتمبر 1933 بعد 67 يوم فقط من التدريب كانت أول امرأة عربية تصبح طيار، وكذلك أول امرأة في الشرق الأوسط وأول امرأة في أفريقيا. وقد تصدر إنجازها الصحف العالمية في ذلك الوقت.

المسار الوظيفي
تصدرت لطفية النادي الصحف العالمية مرة ثانية في ديسمبر 1933 عندما شاركت في سباق طيران دولي من القاهرة إلى الإسكندرية، وكان عمرها 26 عاماً في ذلك الوقت. وبهذا السباق أصبحت لطفية النادي ثاني إمرأة في العالم تقود طائرة بمفردها تماماً بعد اميليا ايرهارت.

وكانت لطفية أول من وصل إلى خط نهاية السباق، ولكنها لم تربح المركز الأول لأنها لم تعبر من احدى نقاط المراقبة. ولكنها حصلت على جائزة ترضية قدرها 200 جنيه مصري.

ولسوء الحظ انتهى مسار لطفية الوظيفي مبكراً بعد خمس سنوات فقط من الطيران، إذ تعرضت لحادث أدى إلى إصابة في عمودها الفقري توقفت بعدها عن الطيران.

وقد تم إنتاج فيلم تسجيلي عن حياة هذه المرأة الغير عادية عام 1996 بعنوان "الإقلاع من الرمال".

وقد قالت لطفية النادي وهي تصف أول مرة تحلق بها بالطائرة، بمجرد أن أقلعت شعرت بأن الطائرة خفيفة، وبأنني أملك العالم بأسره، وشعرت بأن الحرية التي طالما حلمت بها بين يدي. لا يمكنني أن أصف السعادة التي شعرت بها، لم يكن هناك أي خوف، فقط سعادة خالصة.