حوار| نائب السفير السوداني: لقاء السيسي والبرهان رائع.. والملء الثاني للسد يهددنا.. وفلسطين تواجه قوة غاشمة
عن مؤتمر دعم السودان، وما يحققه من أهداف للخرطوم، وأيضا ما تأمله من أهداف الفترة المقبلة، خصوصًا بعدما لبس السودان ثوبه الجديد، وكشف عن وجهه الجميل للعالم، حاور "الفجر"، السفير خالد الشيخ، نائب سفير السودان بالقاهرة، الذي أكد على نجاح مؤتمر دعم السودان، وآماله في إعفاء ديونه، وأن السودان يخشى أن يهدد الملء الثاني لسد النهضة حياة أكثر من 20 مليون مواطن يعيشون على ضفاف النيل.
وإلى نص الحوار..
- بداية، ما أهمية مؤتمر دعم السودان لكم؟
مؤتمر دعم السودان كان ضخمًا وكبيرًا، وكان السودان ينتظره كثيرًا، وقد نجح بالفعل، وشهده العديد من قادة العالم، وتحدث فيه رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، ونحن في غاية السعادة لانعقاد هذا المؤتمر الكبير، الذي شاركت فيه القيادة والوزراء السودانيون، بالإضافة إلى رجال وسيدات الأعمال السودانيين، وعدد ضخم من الشركات العالمية، بجانب شباب الثورة السودانية، الذين يؤكدون أن السودان به تغيير حقيقي وكبير.
- ولكن، ما هي الأهداف المرجوة من المؤتمر؟
كانت نتائج المؤتمر مبهرة، وينتظر الشعب السوداني خلال الفترة المقبلة أن يراها على أرض الواقع، وأهم هذه النتائج هو انفتاح السودان على العالم، وانتهاء عزلته بشكل كامل، ونهدف من خلال هذا المؤتمر إلى إعفاء السودان من هذا الدين الثقيل الذي كبله لعقود من الزمان، وانفتاحه على المؤسسات المالية، حتى يسير في الطريق الصحيح نحو جذب الاستثمارات العالمية، والسودان لديه إمكانيات وموارد هائلة جدًا جدًا يستطيع بالانفتاح وتطبيع العلاقات مع دول العالم والمؤسسات المالية السير نحو التنمية والنمو الاقتصادي السليم، مما ينعكس على رخاء ورفاهية السودان وتنمية بنيته التحتية واستغلالها.
- وماذا عن مؤتمر باريس وتقديمه للسودان في ثوب جديد؟
مؤتمر دعم السودان يأتي بجانب مؤتمر باريس، حيث ساهمت فرنسا في تقديم السودان في صورته الجديدة وثوبه الجميل، مما دفع الكثير من الدول إلى إعفاء السودان من الديون، حيث تسابقت تلك الدول في الإعفاء وتقديم القروض الضخمة، كما عملت الشركات الكبرى على المجيء إلى السودان وتوقيع اتفاقيات وعقود للاستثمار، فهذا المؤتمر قدم السودان في ثوبه الجديد، وساهم في إعفاء ديونه، وقدم الوجه الجديد الذي حفز الشركات للدخول إلى السودان، والاستثمار فيه، وهذا هو الطريق الصحيح، ليتحرك السودان نحو النمو والنهضة والعمران.
- وكيف رأيتكم لقاء السيسي والبرهان وما جاء فيه؟
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان أمس في باريس، وكان هذا اللقاء رائعًا، حيث عبر فيه السيسي عن دعمه المباشر للسودان، وتأكيده لوقوفه معه، وهذا هو الدور الذي كان يقوم به خلال الفترة الماضية، وهذا هو أساس العلاقات المصرية-السودانية، ومشاركة السيسي في المؤتمر داعمة للسودان، وقد أعلن السيسي عن تقديمه جميع التسهيلات والإمكانيات للسودان، وخاصة من خلال علاقات القاهرة بالبنك الدولي وصندوق النقد لتقديم مزيد من التسهيلات للسودان وإعفاء ديونه، ولمنحه مزيد من القروض والإمكانيات الاقتصادية.
- هل يمكن القول إن هناك تقاربا مصريًا سودانيًا في الفترة الأخيرة؟
هناك تقارب مصري-سوداني كبير خلال الفترة الماضية بالتأكيد، خاصة مع الوضع والوجه الجديد في السودان بعد إزاحة من كانوا يعتلقون كاهله لمدة ثلاثين عامًا، حيث انفتحت العلاقات بين البلدين، وهي تاريخية، وكانت هناك أسباب تكبل العلاقات المصرية-السودانية ولكنها انزاحت الآن وحديث الانفتاح، كما انفتح السودان على العالم، والعلاقات المصرية-السودانية الآن في أزهى حللها، وأحسن أوضاعها، والسفارة السودانية في القاهرة تشهد تعاونًا كبيرًا بين البلدين في مجالات الربط الكهربائي والسككي والبري، ولمصر تجربة اقتصادية كبيرة من خلال برنامج الإصلاح الاقتصادي والتنمية العمرانية الضخمة.
ولما نذهب لأي مسؤول في مصر نجد توجيهات من السيسي بالتعاون بلا حدود مع السودان، ونحن شاكرون هذه الروح الطيبة من الشقيقة مصر، ونعمل على الاستفادة منها لمصلحة الشعبين الشقيقين والجارين، ومؤخرًا تبادلت الزيارات بين المسؤولين، من خلال زيارة السيسي إلى السودان، وزيارات البرهان لمصر، بجانب زيارات الوزراء لزيادة التبادل التجاري وكل شيء، فالمواطنين المصري والسوداني يشهدان هذا التقارب بين الجانبين.
- ما هي رؤيتكم بشأن مناقشة ملف سد النهضة في المؤتمر؟
خلال لقاء السيسي والبرهان تطرقا إلى ملف سد النهضة، وهو ملف كبير ويهم البلدين، وهناك جهود ضخمة جدًا قام بها السودان ومصر من أجل شرح وجه نظرهما إلى الدول الإفريقية والمجتمع الدولي، وللتوضيح أن القاهرة والخرطوم لهما مصلحة حقيقية في الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم مع إثيوبيا، وقد تأثر السودان العام الماضي كثيرًا بسبب الملء الأول لسد النهضة، بداية من العطش إلى الغرق والفيضان الذي أغرق كثيرًا من المناطق، بالإضافة إلى الخسائر المادية والبشرية والحيوانية والزراعية.
ولذلك نحرص كثيرًا على أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم، يؤكد ويحفظ حقوقنا ومصالحنا، وهذه حقوق طبيعية ولا ينكرها أحد.
- ما هو الموقف السوادني المقرر اتخاذه حال استمرار إثيوبيا في ملء السد؟
هناك حركة دؤوبة يقوم بها المسؤولون السودانيون والمصريون، وهي تشبه جولات مكوكية في الدول الإفريقية لشرح أبعاد هذه الخطورة لكل العالم، واقترح السودان رباعية للضغط على إثيوبيا للوصول إلى اتفاق، وهناك الآن جهود تبذل لإقناع إثيوبيا والوصول إلى حل، حيث إن السودان يخشى أن يهدد الملء الثاني لسد النهضة حياة أكثر من 20 مليون مواطن سوداني يعيشون على ضفاف النيل.
ونسعى في السودان بكل ما أوتينا من قوة من أجل مواصلة جهود الاتحاد الإفريقي وإطلاق الرباعية وإقناع الدول المحيطة والإقليمية والعالمية بأن حق الخرطوم يكمن في الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم يحفظ حقوقها وحقوق شعبها.
- وأخيرا، كيف ترون ما يحدث في فلسطين من أحداث؟
وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي شاركت في اجتماعات الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وأدانت هذا الهجوم الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل، وكلنا شهدنا هذه الفظائع التي ترتكب هناك، حتى الدول الأجنبية رفضت هذه القوة الوحشية، والحقيقة أن السودان ليس في معزل عن هذا الأمر، وقد أدانت وزيرة الخارجية والسودان هذه الهجمات الغادرة والوحشية، ونقف جميعًا بجانب حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة وأن يكون بمنأى عن هذه الهجمات، وهذا الاعتداء الغاشم.