الانتفاضة الثالثة فى فلسطين تنطلق من شيخ جراح

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


خطة تل أبيب لمحاصرة الأقصى بالمستوطنات

تعيش فلسطين العربية عيدا داميا، كعكة دناميت وطلقات رصاص غاشمة تنهمر من كل صوب على أهالينا فى قرية شيخ جراح، الاسم على مسمى مصير أهل القرية التى يسقط منهم المئات من الجرحى يوميا وقتلى. رغم أن الانتهاكات الإسرائيلية متكررة ومستمرة ومستفزة ورغم أن بعض هذه الانتهاكات وصفتها المؤسسات الأجنبية بأنها جرائم حرب، رغم هذا وذاك فإن معركة شيخ حراج هى معركة مفصلية، ليست مجرد معركة تهجير قسرى بحجة أن العرب باعوا أرضهم من عشرات السنوات إلى يهود، معركة قديمة، ولكن معركة معركة شيخ جراح لها أبعاد تاريخية واستراتيجية خطيرة، وتؤهل أن تتحول معركة شيخ جراح إلى انتفاضة ثالثة فى فلسطين.

لمن لا يعرف خريطة فلسطين فإن موقع قرية شيخ جراح استراتيجى لأنه بالقرب من الجانب الشرقية للمسجد الأقصى.. فالقرية هى بوابة شرقية للمقدسات وبناء مستوطنات إسرائيلية على البوابة الشرقية هو جزء من خطة حصار الأقصى، و تطويق كل الجهات الأربع للمسجد الأقصى، لأن إسرائيل تهرول إلى تنفيذ مخططتها الأزلى لهدم المسجد الاقصى.

الآن يبدو لقيادات إسرائيل أن الوقت ملائم جدا لذبح فلسطين عربيا، فالانتخابات تقسم الفلسطينيين مرة أخرى من ناحية، وتغيب قيادة معترف بها للتفاوض أو حتى الاعتراض، والاهتمام العربى الضعيف أساسا صار أضعف بغياب قيادات عربية عرفت بالصقور مثل صدام حسين وحافظ الأسد، لأنها كانت ذات مواقف أكثر حماسا للقضية الفلسطينية، ومن ناحية أخرى فإن الوطن العربى غارق فى مشكلات وتحديات كبرى. الأخطر أن بعض الدول العربية التى هرولت للتطبيع وتوقيع معاهدات مع إسرائيل التزمت صمتا ربما يتوافق مع سخونة التطبيع وسرعته بينهما وبين تل أبيب. ورغم كل التحديات فإن الموقف المصرى هو الأقوى مقارنة بمعظم الدول العربية الأخرى الأكثر ثراءً والأقل تحديات، واعتقد أن المجازر الإسرائيلية كشفت فشل تجربة السلام الساخن مع إسرائيل، وهذه المرة سقطت ورقة التوت التى حاولت إسرائيل تغطية جرائمهم بها، قد روجت إسرائيل وأمريكا وكل صهانية العالم أن غياب السلام مع الدول العربية يزيد تعقيد القضية الفلسطينية لأنه يعكس بحسب إسرائيل عدم الثقة بين العرب وإسرائيل.ولكن أربع معاهدات عربية مع إسرائيل فى أقل من عام لم تهدئ الطابع الاستيطانى للاحتلال الإسرائيلى تجاه فلسطين الدولة والشعب.

وربما تدفع المجازر الإسرائيلية على شيخ جراح مهرولى التطبيع لإعادة التفكير والنظر إلى الحقائق مرة أخرى، فإسرائيل وحكومة نتينياهو لم تراع سمعة الحكومات العربية التى راهنت على السلام مع إسرائيل، وكل طلقة وكل جريح وكل شهيد يزيد حرج الحكومات والحكام أمام الشعوب الرافضة للتطبيع، الشعوب الواعية، فبعيدا عن مهرجانات بعض المراهقين السياسين هنا أو هناك فإن الكتلة الصلبة من الشعوب العربية لا تؤمن بأى سلام مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية، وحسنت فعلت كل من السعودية والكويت حينما لم تهرول إلى عقد معاهدة سلام غائم مع إسرائيل.

اللهم انصر فلسطنين وأهلها.