أمير القلوب.. السير مجدي يعقوب رسول الإنسانية من مصر إلى العالم

العدد الأسبوعي

مجدي يعقوب
مجدي يعقوب


دكتور مجدى يعقوب، أحد رموز مصر والإنسانية كلها، مايسترو القلوب وصانع البهجة والأمل للقلوب المنهكة، يعتبره البعض إنسانا بدرجة ملاك، يعد مجدى يعقوب أحد أهم أطباء جراحة القلب فى العالم، حيث طور تقنيات جديدة ورائدة فى مجال جراحة القلب من بينها قدرته على صناعة أجزاء جديدة من القلب من الخلايا البشرية، ليستحق بعدها لقب «سير» الذى منحته إياه ملكة بريطانيا عام 1991 لإنجازاته الكبيرة فى مجال زراعة القلب، كما أنشأ مراكز وجمعيات خيرية لإنقاذ الأطفال المرضى والمولودين بعيوب خلقية فى إفريقيا ومازال يستكمل الطريق ناشرا السعادة والبهجة فى قلوب كل من حوله.

ترأس «يعقوب» برنامج زراعة القلب بمستشفى هارفيلد فى لندن، وأجرى بمساعدة فريقه آلاف العمليات وصلت لنحو ألفى عملية، حيث يرى أن مهمة الطبيب هو تحمل العبء المجتمعى للنهوض بالصحة وأنه ليس من العدل أن تتحمل الحكومات وحدها هذه المسئولية، وأن العلاقة بين الطبيب والمريض يجب أن تكون قائمة على الصداقة وليست الإهمال.

السير مجدى يعقوب يرى أيضاً أن الحظ والصدفة لا مكان لهما فى عالم الطب فهو يجرى عملياته الجراحية لمرضاه على أنغام الموسيقى ولكن يعرف جيداً تفاصيل الحالة ويلتصق بها التصاقاً كبيرًا يكاد يكون شخصياً.

وعلى الرغم من تعرضه للهجوم من قبل بعض المتطرفين والعنصريين فى معارك وهمية حول الجنة والنار إلا أنه لا يلتفت لكل هذه المهاترات ويرى أن القلوب جميعها مثل بعضها وأن الأطباء ليست جهات تحقيق لذلك فهو لا ينظر لأية اعتبارات أخرى ويتعامل مع الحالات المرضية بشكل مجرد دون الالتفات لأى اعتبارات.

كرس حياته للأعمال الخيرية خاصة فى الدول النامية، حيث أسس منظمة سلسلة الأمل عام 1995 والتى تهتم بمعالجة الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية، وكان له دور كبير فى إنقاذ مئات الأطفال داخل مصر من خلال معهد القلب الذى أنشأه فى أسوان، ودعته الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة للتعاون حول إنشاء قسم للأبحاث الأكلينيكية والاستفادة من خبراته وتم وضع حجر الأساس لبناء مركز القلب بمدينة السادس من أكتوبر والذى يعمل بالطاقة الشمسية.

وكان له فضل كبير فى إنقاذ مئات المرضى بمصر خاصة أن معدلات الإصابة بأمراض القلب بها كبيرة، نظراً لعوامل وراثية والعديد من الأنماط الصحية والعادات الغذائية الخاطئة، حيث أجرى فى مركز القلب بأسوان خلال عام واحد ما يزيد على ألف عملية بالإضافة إلى 1500 عملية أخرى لها علاقة بالقلب.

فى 16 من نوفمبر عام 1935 كان مولده وتخرج فى كلية طب القاهرة عام 1957 وكان والده جراحاً أيضاً، وفى عام 1964 سافر إلى خارج مصر وبدأ حياته المهنية هناك فى بريطانيا ،كما عمل فى مجال التدريس بجامعة شيكاغو بأمريكا فى بداية حياته المهنية وفى عام 1974 كان الدكتور مجدى يعقوب أول طبيب يجرى جراحة القلب المفتوح فى نيجيريا.

وفى عام 1980 ترأس برنامج زراعة القلب بمستشفى هارفيلد فى لندن بعد نجاحه فى إنقاذ مئات الأطفال الذين يعانون من مشاكل فى القلب عند الولادة، قدم أكثر من 400 بحث علمى فى مجال زراعة القلب وأجرى أكثر من 25 ألف عملية منها 2500 عملية زرع قلب ورئتين، كما أجرى العديد من العمليات الجراحية الصعبة  والمعقدة من بينها تطوير صمام قلب من الخلايا الجذعية.