محمود العربي.. صانع الثقة

العدد الأسبوعي

محمود العربي
محمود العربي


آمن بأن رزقه مكتوب، وسعى لتحقيق أحلامه متسلحا بالأمانة والجرأة والعزيمة والنية الطيبة.. «ما بحبش القرش اللى يجيلى سهل، لازم الإنسان يفكر ويشتغل».. هذا هو سر حياة رجل الأعمال العصامى محمود العربى الذى لا يعرف إلا العمل وحب الوطن منذ بداية مسيرته.

تأسست مجموعة شركات العربى الشهيرة فى مصر عام 1964، والتى أصبحت إحدى أهم القلاع الصناعية، بعد بداية صعبة خاضها الملياردير الوطنى، من بائع فى محل يجرى عشق التجارة فى دمه، ودأبه وهو طفل على بيع لعب الأطفال فى الأعياد على «مصطبة» بيتهم بإحدى قرى المنوفية، ثم ذهابه للقاهرة للعمل بالموسكى كصاحب عمل مستقل.

نجاح فوق نجاح حتى أصبح «العربى» مالكاً لعدة توكيلات لشركات «شارب» و«توشيبا» و«سيكو» وغيرها، ويبلغ رأس مال شركاته مليار ونصف المليار جنيه، ولم يحرص رجل الأعمال خلال مسيرته على تحقيق الأموال وزيادة الأرباح فقط حتى بلغت ثروته 22 مليون دولار، بل دائما ما يهتم بخدمة ما بعد البيع أكثر من البيع نفسه.

«إحنا مش عاوزين الزبون بتاعنا يكون زعلان.. إحنا عندنا ضمان 5 و 10 سنوات.. والجودة عالية».. ولذلك فإن «العربى» مثل شعار شركاته «صانع ثقة لعملائه» وأيضاً للعاملين لديه، حيث يعتبر أحد أهم أهدافه فتح أكبر قدر من البيوت بزيادة عدد الموظفين لديه.

«المسألة مش إن الواحد يقول إن معاه فلوس.. (فلوس أيه).. الشطارة أن تكون مسخرا للآخرين، وتوظف بشراً وتفيد الناس عشان ربنا يكرمك ويعطيك الصحة ويبارك لك فى أولادك وفى صحتك وفى مالك».. هذه هى فلسفة العربى الذى يتعدى عدد موظفى مجموعته 25 ألف موظف، لكنه يطمح فى أن يصل الرقم إلى 200 ألف موظف، مثل شركة توشيبا باليابان.

ومع كبر حجم نشاطه التجارى والصناعى، كان حريصاً على عمل الخير، فلم يتوان عن مساعدة الفقير والمحروم، لأن شعاره هو الإنسان أولا، وهو ما أكده موقفه خلال أزمة كورونا مع موظفى مجموعته، فلم يتخل عن أحد منهم خلال فترة الحظر، وأعلن عن تقديم موعد منحهم المرتبات والمنح.

ورغم أن «العربي» شغل عضوية البرلمان سابقاً، إلا أنه لم يحب السياسة وفضل الابتعاد عنها والتركيز على التجارة والصناعة، فهو مؤمن بالتخصص، وأن للسياسة رجالها.

ولـ «العربى» مساهمات عديدة فى الجهود الوطنية، فقد قام بالتبرع بـ 20 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر عام 2014، ويرى أن التركيز على عمل مشروعات فى الصعيد يمثل مكافحة للإرهاب، لأن الجوع «كافر»، ولذلك فكل مشروعاته الجديدة تكون فى بنى سويف وأسيوط وقنا.

الرجل المشهور بالحاج محمود، الحاصل على أرفع وسام يابانى «وسام الشمس المشرقة» عام 2009، لدوره فى تحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية، نفذت مجموعته مدرسة فنية للتكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع دولة اليابان مؤخراً، وهو ما جعل الرئيس السيسى يوجه له الشكر خلال حديثه عن تطوير التعليم الفنى بمساعدة رجال الأعمال.

ولم تكن هى المرة الأولى، حيث وجه الرئيس شكره للعربى خلال افتتاح مشروعات قومية فى بنى سويف فى يناير 2018، حينما علق على كلمة إبراهيم العربى - نائب رئيس مجموعة الشركات قائلاً: «بلغ تحياتى واحترامى للحاج محمود، هذا الرجل عظيم»، وذلك بعدما أعلنت المجموعة عن إنشاء مجمع صناعى للأجهزة الكهربائية والسلع المعمرة فى المحافظة.

ليس هذا فقط، بل يعرف عن «العربى» أنه يرفض التعامل مع أى تاجر إسرائيلى، مساندة منه للقضية الفلسطينية، وسبق أن رفض مقابلة وفد تجارى إسرائيلى أثناء رئاسته لاتحاد الغرف التجارية، فهو من الرافضين لفكرة التطبيع مع إسرائيل.