منال لاشين تكتب: غادة والى وأخواتها
لم تكن صديقتى غادة والى أول مصرية وعربية تصل لمنصب عالمى مرموق، ولكن اختيارها وكيل الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة فى مجال الجريمة والمخدرات ومكافحة الفساد يعد هو المرة الأولى عربيا الذى تحتل فيه امرأة عربية هذا المنصب الرفيع.
غادة ابنة واحد من ألمع أساتذة القانون فى الجامعات المصرية، وهو الدكتور فتحى والى. أخلص والدها للعلم ورفض أن يكون وزيرا أو محافظا وظل أستاذا لامعا فى كلية حقوق القاهرة. ومع ذلك اختارت غادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بعد التخرج سافرت غادة لأمريكا للحصول على درجتى الماجستير والدكتوراه، فى أمريكا تفتحت أبواب علم التنمية البشرية وقضايا المرأة والمشروعات الصغير وتمكين النساء والفقراء أمامها، وملكت على كل مشاعر غادة وليس عقلها فقط، اندمجت غادة فى العمل العملى وحصلت على أكثر من ماجستير ولكنها رفضت أن تستكمل رسالة الدكتوراه لأن التجربة الواقعية أفضل من الدكتوراه، وصلت غادة إلى مناصب عديدة فى مجال حقوق النساء فى الأمم المتحدة أو منظمة كير.
المدهش والجميل أن غادة لم تفقد خلال تغريبتها فى أمريكا أى صفة أو قيمة مصرية، وظلت ذات الفتاة المصرية التى تعرف الأصول والواجب وتجيد إلقاء النكتة. وتنسجم معها كأنها من دمك.وتشجع الزمالك رغم الخسائر على طريق (هنظل أوفياء).
بعد عودتها لمصر أصبحت غادة شعلة نشاط تضىء فى مجالات كثيرة المشروعات الصغيرة من خلال الصندوق الاجتماعى وساندت الجمعيات الأهلية قبل وبعد أن تتولى وزارة التضامن.
جاهدت غادة والى فى إتاحة أكبر مساحة ممكنة من الحرية للجمعيات الأهلية فى ظل شكوك ورفض شعبى لا يستهان بهما، لقد كانت غادة بخبراتها الطويلة تدرك أهمية العمل الأهلى رغم فساد بعض المنظمات، أو ارتباط بعض المنظمات بالإرهاب.
واجهت غادة حربا داخلية، فبعض المؤسسات الحكومية كانت ضد المجتمع المدنى، وهكذا فوجئت غادة بأن الحكومة التى تتنمى لها قد ضحت بمشروع القانون المقدم منها، وذلك لصالح مشروع قانون يضيق الخناق على المجمتع المدنى، ولكن سرعان ما تم تعديل القانون ليقترب قليلا من أحلام غادة للمجتمع المدنى.
اختارت غادة الدخول إلى مساحات جديدة مثل مكافحة الإدمان فى بين فئات المجمتع المختلفة، وبفضل جهودها أصبح تحليل المخدرات أحد أكواد العمل بمصر والتحاليل الموسمية، كما أولت اهتماما خاصة بالمتعافين العائدين من جحيم الإدمان، وبالطبع درة أعمالها كانت مشروعى تكافل وكرامة، كما أولت اهتماما خاصة بمحاربة ظاهرة أطفال الشوارع.
رغم مظهرها الجميل والهادئ إلا أنها دخلت معركة مهمة فى صمت، وهى معركة اختيار رئيس المجلس القومى للمرأة، وساندت مايا مرسى للوصول للمنصب، ثم امتدت مساندتها للمجلس من خلال وجودها وزيرة للتضامن.
فى الحقيقة لم تساند غادة المجلس القومى للمرأة فقط، بل إنها حاولت أن تقدم الدعم لكل من النقابات المهنية والمؤسسات الأهلية لتدفع عجلة العمل غير الحكومى، نادرا جدا وربما من المستحيل أن تجد من يكره غادة فى المجتمع المدنى غير الحكومى أو يراها ضد حرية العمل الأهلى.
ولذلك فرح الجميع لاختيار أم الأولاد (لديها ثلاثة أولاد) غادة إلى المنصب الرفيع، وشعروا بأن أختا أو ابنة أو أما لهم قد كرمت بالاختيار لهذا المنصب الدولى الرفيع.
إن غادة أصبحت النجمة المصرية الأكثر تألقا فى سماء المصريات اللامعات.. الدكتورة والوزيرة السابقة سحر نصر أول عربية تصل لمنصب مدير مكتب البنك الدولى للشرق الأوسط، الدكتورة والوزيرة الحالية رانيا المشاط أول عربية تصل لمنصب مستشار مدير صندوق النقد الدولى.
والدبلوماسية المصرية نادية يونس أول عربية تصبح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الجمعية العامة والمؤتمرات.
وهناك أيضا الدبلوماسية اللامعة السفيرة مرفت التلاوى أول عربية تصل لمنصب المدير التنفيذى للجنتى الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا بمنظمة (الاسكوا)، كما كان للتلاوى دور غير مسبوق عربيا فى أروقة الأمم المتحدة.
وبالطبع هناك مايا مرسى التى شغلت عدة مناصب هامة فى الأمم المتحدة تتعلق بالنساء قبل توليها رئاسة المجلس القومى للمرأة.