محمد غنيم.. راهب فى محراب الطب

العدد الأسبوعي

محمد غنيم
محمد غنيم


حول حياته من مجرد طبيب إلى راهب واهبا علمه ووقته وماله للنهوض بمجال الكلى والمسالك البولية، ليبهر العالم بإنجازاته الطبية العديدة وتاريخه العلمى المشرف، فهو صاحب فكرة إنشاء مركز متخصص فى جراحة الكلى والمسالك البولية فى الثمانينيات من القرن الماضى، إنه الدكتور محمد غنيم أمهر جراحى العالم فى مجال الكلى والمسالك البولية وأحد رواد زراعة الكلى وأشهر الجراحين بالعالم ليحصد العديد من الجوائز فى هذا المجال من بينها جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الطبية عام 77 وجائزة الملك فيصل العالمية عام 1999 وجائزة مبارك فى مجال الطب عام 2001.

ولد فى محافظة القاهرة عام 1939 ثم انتقل مع أسرته إلى مدينة المنصورة وكان متفوقاً فى دراسته مما أهله للالتحاق بكلية الطب وتحديداً قسم جراحة الكلى والمسالك البولية، تخرج فى جامعة القاهرة عام 1960 وحصل على الماجستير عام 1967 بعدها سافر إلى إنجلترا لاستكمال دراسته بعد حصوله على درجة الماجستير وبعدها إلى أمريكا ثم إلى كندا وأخيراً عاد لمصر، وكان أول ما فكر فيه هو إنشاء مركز لجراحة الكلى حتى يفيد أبناء وطنه من خبراته طيلة السنوات التى قضاها بالخارج.

فى مركز جراحة الكلى الذى أنشأه الدكتور محمد غنيم لا مجال للواسطة أو المجاملات فالكل سواء ولا يمكن تقديم حالة على حساب أخرى لأية اعتبارات، هو أول من أجرى جراحة نقل كلى فى مصر عام 1966.

كان له تأثير كبير فى هذا المجال بمصر، فأصبح نتيجة جهده وعلمه الواسع مستشاراً طبياً للرئيس الراحل أنور السادات، وبالفعل تم إنشاء مركز لزراعة الكلى بتذكرة تكلفتها جنيه واحد والدخول لجميع المرضى دون تكليف وكان مقره المنصورة ،هذا المركز الأشهر من بين مراكز جراحات الكلى بالعالم والشرق الأوسط عالج ما يقرب من 1.8 مليون مريض خلال 26 عاماً.

على الرغم من عمله فى العديد من الدول إلا أنه ظل مديناً ومحباً لمصر وأعطى لمركز الكلى فى المنصورة والذى كان هو صاحب الفضل فى إنشائه مادياً ومعنوياً فكان يخصص جزءًا من أمواله للتبرع للمركز لتطويره.

لديه العديد من الأبحاث والمؤلفات العلمية يصل عددها إلى 47 كتاباً و 130 ورقة بحثية، وطالب فى أكثر من حديث له بضرورة إعادة النظر فى التعليم الجامعى وهيكلته للنهوض به وخاصة التعليم الحكومى.