هاني عازر.. مهندس مصرى نجح فيما فشل فيه الألمان

العدد الأسبوعي

هاني عازر
هاني عازر


40 عامًا قضاها المهندس هانى عازر فى ألمانيا، لم تتغير ملامحه أو طباعه، لم ينس يوما أنه مصرى، دائما ما يتحدث عن حضارة بلاده، مفتخرا بأنه مصرى، حتى أن الألمان لقبونه بـ»أمنحوتب»؛ لاعتزازه بكونه حفيد الفراعنة، ولفخره بما بذله من مجهود حتى وصل لما فيه الآن.

استطاع «عازر» خبير الأنفاق العالمى وعضو المجلس الاستشارى الرئاسى لكبار العلماء، الذى أشرف على بناء محطة قطارات برلين، أن ينجح فى تحقيق ما فشل فيه الألمان بتنفيذ المحطة خلال 5 سنوات لينتهى منها قبل نهائيات كأس العالم عام 2006، وتم تكريمه بوسام الاستحقاق الأولى فى ألمانيا، كما تم تكريمه من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على مجهوده.

لم يكن طريق «عازر» مفروشا بالورود، فبعد تخرجه فى كلية الهندسة بجامعة عين شمس؛ قرر السفر إلى ألمانيا لاستكمال دراسته، ليضطر بعد ذلك العمل كجرسون، وبيع الجرائد؛ لكى يستطيع تحمل مصاريفه الشخصية.

ليبدأ بعدها مسيرة من النجاح والتألق بألمانيا بعد ذلك، ليصبح من أهم خبراء الأنفاق، وكانت البداية بمشاركته فى تشييد نفق مترو «دورتموند» عام 1979، وترأس فريق بناء نفق «تيرجارتن» أسفل برلين عام 1994.

وعمل بعد ذلك كبيرا للمهندسين بمحطة «ليرتر بانهوف»، واستمرت رحلته فى عشرات المشاريع الألمانية الضخمة، وارتبط اسمه بالعديد من المشروعات الكبرى فى العالم، وتقديرًا لجهوده الكبيرة؛ تم تكريمه أكثر من مرة داخل وخارج مصر.

تم اختيار «عازر» ضمن أشهر 50 شخصية بألمانيا، بعد نجاحه فى تنفيذ محطة قطارات برلين عام 2006، والتى حصلت على جائزة «محطة العام»، وأصبحت أهم محطة قطارات فى العالم، كما اختارته الصحف الألمانية الكبرى آنذاك كواحد من أكثر 10 شخصيات أثرت إيجابيًا فى بلادهم.

وبعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم فى مصر؛ استعان بعدد من العلماء المصريين فى الخارج، ومنهم «عازر»؛ وذلك بعد ظهوره فى برنامج «مصر تستطيع» الذى يقدمه الإعلامى أحمد فايق على قناة «dmc»، ليصبح ضمن المجلس الاستشارى الرئاسى.

وكما كانت بداية دراسته وانطلاقته من جامعة عين شمس، عاد إليها «عازر» مجددًا بعد مسيرة من التألق فى الخارج، وتم منحه الدكتوراه الفخرية ضمن فعاليات مؤتمر الجامعة السابع الذى أُقيم تحت شعار «عالمية وانطلاق» فى أبريل عام 2018.

ويعتبر «عازر» مشاركته فى المشاريع القومية محاولة منه لرد جزء بسيط مما أعطته له مصر، ليصبح متواجدا بشكل مستمر مؤخرًا، وذلك بعد اختياره فى مجلس علماء مصر، وتكليفه من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى بمتابعة عدد من المشروعات القومية؛ وعلى رأسها مشروع أنفاق قناة السويس، الذى وصفه بأنه الأضخم على مستوى العالم.