إسعاد يونس.. دعمت الصناعة الوطنية

العدد الأسبوعي

إسعاد يونس
إسعاد يونس


«صاحبة السعادة»، لقب لازمها خلال السنوات الأخيرة، ولم يأت من فراغ، فخلال مسيرتها الكبيرة كممثلة متألقة وكاتبة مبدعة ومنتجة قناصة للأعمال الجيدة وإعلامية تدير حوارا باقتدار، نجحت فى أسر قلوب مشاهديها على اختلاف أعمارهم، وبذكاء نادر وقدر عال من الثقافة والعمل الجاد قدمت تجربتها التليفزيونية التى لمس فيها الجمهور المصرى بالفعل معنى السعادة، هو برنامج «صاحبة السعادة» بعد وقت قصير جدا أصبح من أشهر وأنجح البرامج فى مصر، ليس لأنه غرد خارج السرب فحسب بل لأن إسعاد حافظت فيه على الهوية المصرية وسط متغيرات كثيرة سياسية واجتماعية، ودعمت قصص النجاح الملهمة، واستضافت نجوم فن ورياضة ومجتمع متعمقة فى أدق تفاصيل ضيوفها بأسلوبها العفوى القريب للقلب كأم وأخت وصديقة وقريبة، لذلك تعرف معها الجمهور على ضيوفها وكأنهم يشاهدوا نفس الضيوف لأول مرة، والأهم من كل ذلك أنها صارت رائدة فى دعم الصناعات الوطنية والشركات التى أَّهُملت خلال السنوات الماضية فقط لأن هذه الشركات لا تملك حق الإعلان، وكان المدهش أن هذه الشركات حققت طفرة كبيرة جدا فى التوزيع بعد حديث إسعاد يونس عنها.

حينما فكرت إسعاد يونس فى تجربتها التليفزيونية، لم يكن هدفها سوى تقديم برنامج مناسب لكل الأعمار، تجتمع أمامه الأسرة، ويجد فيه كل فرد فى الأسرة راحته، لكن المسئولية زادت بعد نجاح كل حلقة، حيث ارتفع سقف طموح المشاهدين وحملوها مسئولية إسعادهم وتصدير الطاقة الإيجابية لتكون نقطة النور التى تضيء كلما حل الظلام، وكانت على قدر المسئولية وقبلت التحدى ونجحت فيه، وميزت كل حلقة بنكهة خاصة لم ينافسها أحد فيها، وختمت كل موسم بنجاح مختلف عن الآخر ولذلك استمرت كل هذه السنوات على الشاشة وأصبحت السعادة التى لا تنطفئ.

«صاحبة السعادة» لم يكن إلا تتويجا لنجاح هذه السيدة فى كثير من المجالات، حيث اجتهدت فى حياتها لتسعد الناس دائما، فهى ولدت فى القاهرة عام 1950 لأب من الضباط الأحرار، وصحفى بجريدة «روز اليوسف»، وحصلت على بكالوريوس «معهد الإرشاد السياحي» عام 1972، ثم تقدمت للعمل بالإذاعة فى البرنامج الأوروبى، وبعد سنوات فى مجال التمثيل وتجسيدها شخصيات حفرت فى ذاكرة الجمهور المصري، لم تتوقف عن العمل الجاد والاجتهاد حتى أصبحت رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي، التى تأسست عام 2002 واستطاعت أن تفرض اسمها بقوة فى هذا المجال، حيث حصدت الشركة العربية نصيب الأسد من الجوائز فى كثير من المهرجانات لأن إسعاد سعت منذ اللحظة الأولى لتوليها المهمة إلى إنتاج أفلام ذات قيمة فنية يعيش أثرها لسنوات

إسعاد يونس وشركتها اتجهت لإنتاج كثير من الأفلام المميزة أبرزها «بنتين من مصر- عصافير النيل- رسائل البحر- زهايمر-سهر الليالى- واحد من الناس»، كما أنها انضمت إلى عضوية اللجنة المصرية الدولية للفيلم والثقافات برعاية المجلس الدولى للاتصالات والثقافات التابعة لهيئة اليونسكو، ونالت العديد من الجوائز والتكريمات خلال مشوارها الفني، وتم تكريمها فى اليوم العالمى للمرأة عام 2015 من قبل جمعية سيدات مصر على مجمل أعمالها الفنية، بالإضافة إلى تكريم «إعلاميون من أجل المرأة»، ومهرجان «فرسان الجودة».