داوود عبدالسيد.. "الفيلسوف"

العدد الأسبوعي

داوود عبدالسيد
داوود عبدالسيد


15 عملا سينمائيا هى رصيده الفنى على مدار تاريخه السينمائى


الثرى الذى خلد اسمه فى ذاكرة السينما المصرية، فالمخرج داوود عبدالسيد الذى أصبح اسمه علامة فى تاريح السينما لم ينشغل أبدا بعدد الأعمال التى قدمها بقدر انشغاله بتقديم قصية إنسانية مهمة تشغل الشارع المصرى، فمن يراقب أعماله التى كانت معظمها من كتابته أيضا يدرك جيدا أنه أمام مخرج مصرى همه الأول أن ينقل قضايا مجتمع ويناقشها بطريقته الإبداعية، وبعد أن ضل طريقه كمساعد مخرج وشعر بالملل من هذه المهنة التى لم يجد نفسه بها بعد عمله كمساعد مخرج للراحل يوسف شاهين بفيلم الأرض، قرر بعدها أن يتجه للأفلام التسجيلية، لكنه أيضا لم يجد ضالته فى هذا الطريق لنقل ما يشغل باله للجمهور، هنا بدأ داوود عبدالسيد أن يخلق لنفسه طريقا آخرا طريقاً يشبع شغفه الفنى وينقل إبداعه للجمهور فوجد ضالته فى الأفلام الروائية الطويلة وبدأ رحلته ليصبح فيما بعد سفيرا جديدا من سفراء الفن المصرى فى كل مكان بالعالم.

فاتن حمامة التى فقدت طريقها لأولادها فى أرض الأحلام، وأحمد زكى الذى دخل عالم المخدرات دون قصة فى أرض الخوف، ونور الشريف رجل الأعمال الذى يكشف لنا من خلاله أسرار هذا العالم فى بداية التسعينيات بفيلمه البحث عن سيد مرزوق، أما الفيلم الأشهر بمشواره فكان من نصيب الشيخ حسنى أو الساحر محمود عبدالعزيز ذلك الأعمى خفيف الظل الذى يعرف كل أسرار حارته الفقيرة ويحاول حل مشاكلهم دائما برغم فشله فى مساعدة ابنه العاطل والباحث عن الهجرة فكلهم نجوم كبار قدم معهم داوود عبدالسيد علامات سينمائية مضيئة فى سماء الفن ولم يقف إبداع داوود عند كبار نجوم السينما بل امتد للنجوم الشباب، فقدم واحدا من أهم مائة فيلم بالسينما المصرية وهو رسائل بحر لآسر ياسين وبسمة، كما قدم مواطن ومخبر وحرامى مع هند صبرى وآخر أعماله السينمائية بفيلم قدرات غير عادية مع نجلاء بدر، وبكل علامة سينمائية حاول داوود عبدالسيد أن يتعرض لقضية مهمة تعيشها شخصيات من واقع حياتنا شخصيات مصرية تشغل باله وتفكيره ولكن برؤيته الفنية التى تميز بها فى كل عمل يقدمه فحكاوى داوود عبدالسيد لها طابع خاص والتى يقول عنها دائما أنه لا يبحث أبدا عن الحكايات التقليدية فى أعماله، فمن ينضم لمدرسة داوود عبدالسيد يدرك جيدا أن له دروسًا فنية خاصة فى سرد حكاياته.

فما بين الهجرة والبطالة وتجارة المخدرات إختلفت القضايا التى تناولها داوود عبدالسيد بأعماله السينمائية والتى جعلته يحصد العديد من الجوائز سواء المحلية أو العالمية أيضا، ليصبح داوود عبدالسيد فارساً من فرسان السينما المصرية.