محمد منير.. حدوتة بطعم البيوت

العدد الأسبوعي

محمد منير
محمد منير


سئل عن العالمية بالنسبة له فى عام 2000 فقال إنها كلمة قديمة عليه

42 عاما رحلة طويلة من الإبداع مرت على محمد منير أو «الملك» كما لقبه عشاقه. منير ابن الجنوب كان بمثابة رسول لنشر الثقافة وتراث الموسيقيين للنوبة، فقد عرف بموسيقاه، التى تقدم مزيجاً نادراً بين الموسيقى النوبية والسلم الخماسى مع الموسيقى الشرقية والغربية، حقق المعادلة الصعبة، فلم يكتف بأن يكون صوتا للنخبة كما كان فى البدايات، لكنه تمكن من كسر هذا الحاجز فى التسعينيات ليكون صوتاً للجمهور العام، ويحتل مكانة فى صدارة المشهد الموسيقى بمصر، وتصبح ألبوماته محط أنظار الموسيقيين أنفسهم وليس فقط الجمهور.

بات منير مهموما بالوطن طوال مسيرته الفنية وهو ما جعله يثرى الفن بسخاء فى تقديم الأغنيات الوطنية والمعبرة عن حال المصريين فى مختلف المواقف وامتلأت أغانيه بالقيم الوطنية، حتى أنه أطلق منذ عامين ألبوما حمل اسم وطن والذى يعتبر امتداداً طبيعياً لمشروعه فى الغناء للوطن؛ بعدما سبقه بعدد كبير من الأغنيات منها «بلاد طيبة»، و«مالك خايفة ليه»، و«إزاى»، و«أنا منك اتعلمت» و«عروسة النيل»، و«قلب الوطن المجروح» و«اتكلمى»، وغيرها من المحطات الغنائية الناجحة فنجده يستهدف المواطن بشكل أساسى، ويحثه على عدم الاستسلام للظروف والأشياء التى قد تجعله مهموماً، فهو يملك القدرة على أن يساهم فى إصلاح حاله، عن طريق البناء وإعادة صياغة الإنسان المصرى مرة أخرى.

استطاع أن يقدم نموذجا فى الانتقال إلى العالمية انطلاقاً من تمسكه بثقافة منطقية محدودة، وأتذكر أنه قام بإحياء 26 حفلة فى ألمانيا فى 26 منطقة مختلفة، خلال شهر واحد منذ سنوات، وكان لمنير مفهومه الخاص عن العالمية فمنذ عشرين عاما وتحديدا عام 2000 سئل إذا كان اعتماده على موسيقيين من جميع أنحاء العالم طريقة جديدة للوصول إلى العالمية؟ فأجاب وقتها: إن العالمية كلمة قديمة بالنسبة له.. فالعالم يعرف جيدا محمد منير منذ منتصف الثمانينيات وبرهن على ذلك بواقعة دعوته إلى مهرجان (الأسنك) أو موسيقى الشعوب وقتها لم يخرج للجاليات العربية فى أوروبا ولكنه ذهب إلى جمهور موسيقى من جميع أنحاء العالم مضيفا أنه لا يغازل العالمية كما يظن البعض، لكنه يحاول ألا يتخلف عنها (فالعولمة) كلمة نشأت جذورها فى الموسيقى ثم انتقلت إلى السياسة.. مشددا على أنه يكاد يزعم أن معناها فى الموسيقى هو الأصح والأكثر موضوعية.

تعاون محمد منير خلال مسيرته الغنائية مع عشرات الشعراء والموسيقيين، كانت لديهم بصمة خاصة وضعت «منير» على طريق النجاح، وميّزته عن غيره من زملائه، وبدأت الرحلة مع الموسيقار هانى شنودة، الذى كان سبباً فى تقديمه للجمهور، وشهرته، فضلاً عن الملحن وجيه عزيز، والفنان يحيى خليل، وغيرهما.