أنغام.. سلطانة الطرب

العدد الأسبوعي

أنغام
أنغام


تبحث فى قاموس اللغة عن كلمات غير مستهلكة لتصف بها كل الحالات

من السهل أن تصنع نجاحا، أما الصعب فهو الحفاظ عليه، والحقيقة أن النجمة أنغام هى بحق إحدى أعلام جيلها من المطربين والمطربات، فلقد اتخذت لنفسها مكانًا خاصًا واحتفظت به لسنوات طويلة من خلال رحلة فنية دسمة ومتنوعة. وإذا ما سألت محبى أنغام عن سر تفوقها نجد عشاقها يجتمعون على كلمة واحدة تلخص إجابة السؤال وهى «الإحساس» على مدار مسيرتها الممتدة لقرابة 30 عاما، أصدرت خلالها أكثر من 25 ألبوما غنائيا، بالإضافة إلى الأغانى المنفردة، حققت أنغام المعادلة الصعبة، بتقديم أغانٍ رومانسية، بحس فنى يرضى النقاد وأصحاب الذوق الهادئ فى الغناء، ويؤهلها للحصول على جوائز، وفى الوقت نفسه حققت رواجا تجاريا. رحلتها التى قطعتها أنغام منذ أن كانت طفلة صغيرة قدمها والدها الموسيقار والملحن محمد على سليمان، حافظت خلالها على مكانة متميزة بين أعلام جيلها ولدى جمهورها، اعتمدت على موهبتها وفطرته وحسها الفنى الذى يجعلها تتميز فى اختيارها للكلمات والألحان التى تناسب رؤيتها الخاصة ومشروعها الفنى. أنغام تعرف جيدا كيف تبحث فى قاموس اللغة عن كلمات غير مستهلكة لتصف بها كل الحالات الغنائية حتى أن أغنيات أنغام تشعرك بأنك تشاهد صورة شعرية أكثر من مجرد الاستماع لشعر مغنى فنذكر على سبيل المثال لا الحصر أغنيات «الركن البعيد الهادى، عرفها بيا، مهزومة، بتحبها ولا، اكتبلك تعهد، يا طيب» وغيرها العشرات من الأغنيات التى نرى صورتها ونحن نستمع للسلطانة وهى تتغنى بها.

عشق الجمهور صوت «أنغام» الدافئ وإحساسها القوى منذ ظهورها وإطلاق أول أغانيها، وكانت تبدع فى غناء أغانى كوكب الشرق أم كلثوم وليلى مراد وفى منتصف التسعينيات قررت التخلى عن اللون الكلاسيكى وتبنى لون شباب جديد، فأنغام لديها من الذكاء الفنى ما يكفى لجعل خطواتها محسوبة بشكل دقيق للغاية، فمن ينسى تمردها فى بداية الألفية الجديدة بطرح ألبوم «ليه سبتها» وكانت أغنية «سيدى وصالك» شكلا جديدا ومختلفاً للغاية نجحت فيه أن تستحوذ على شرائح أكثر من الجمهور وهذا التمرد عادت إليه من جديد بعدها بعشر سنوات بطرحها مينى ألبوم «ماحدش يحاسبنى» ورغم اندهاش جمهورها بالتجربة إلا أن جرأتها الفنية كانت فى صالح مسيرتها وجعلها تثبت أقدامها على الساحة الفنية. ملكة الإحساس هو التعبير الأكثر شيوعًا لوصف أنغام من قبل محبيها يعتبر المعيار الأهم للتمييز بينها وبين غيرها من نجوم الغناء وهو ما جعل جمهور أنغام يرى أن حفلاتها الغنائية لها رونق خاص فالسلطانة تغنى بكل ذرة فى وجدانها تبكى وتضحك وتستحى وتجعلك تعيش كل حالة غنائية بتفرد وتنقلك من حالة إلى أخرى بسلاسلة متناهية فيجد الجمهور نفسه ينتظر دائما قضاء ليلة فى حب سلطانة الغناء. غنت أنغام أغانى وطنية، وأغانى دينية، كالليلة المحمدية، ولها عد كبير من الأغانى الاجتماعية عن الأم والمرأه بشكل عام، بخلاف أغنيات المناسبات الاجتماعية، فلقد حرصت أن تقدم كل هذه الأعمال لتبقى أقرب وأقرب لجمهورها، ومؤخرا تم اختيارها لتصبح «سفيرة» دعم ذوى الإعاقة الذهنية، كما سبق وكانت سفيرة الخير فى حملة إحدى المؤسسات الخيرية بالإضافة إلى حصولها على كثير من التكريمات والجوائز منها «الموريكس دور» كأفضل مطربة عربية، وتكريمها عام 2012 بالأمم المتحدة فى يوم المرأة العالمى فنتذكر كلماتها وهى تشدو «أنا ببساطة نص الدنيا» فتبقى أنغام تعلو وتسمو دائما بفنها الراقى وتجعله فى المرتبة الأولى.