عمرو أديب.. حكاية ما قل ودل

العدد الأسبوعي

عمرو أديب
عمرو أديب


سرعة بديهته وتلقائيته وأسلوبه الساخر صنعت منه إعلامياً مميزاً صاحب كاريزما وطاقة ليس لها نظير، تمكنه من الانفراد بالكاميرا لساعات متتالية دون أن يشعر المشاهد بأى ملل، ليقول كل شىء ويلخص كل شىء، على طريقة السهل الممتنع، بكل الانفعالات سواء كانت متوقعة أو غير متوقعة، ويخرج المشاهد بعد حلقاته وكأنه حصل على وجبة دسمة لم ترفضها معدته أو تنغص عليه ليلته.

خلطة عمرو أديب لم تختلف كثيرا منذ بداية مشواره فى برامج «التوك شو»، فهى تجمع بين الرياضة والفن والسياسة والمجتمع والطبخ والدين، وربما المحتوى نفسه يقدمه زملاؤه لكن لكل شيخ طريقة، والإنسان كلما عاش ازداد معرفة وخبرة ونضجا وحكمة، مشوار أديب الذى يزيد على الـ20 عاما والحافل بالنجاحات بداية من أوربيت ثم الحياة وبعدها أون وانتهاء بـ إم بى سى مكنه من أدواته جيدا، واستخدم ذكاءه لحجز مساحة خاصة فى قلوب المصريين لا ينافسه أحد فيها، فليس هو أحمد موسى الذى يتعامل مع الموضوعات ويعالجها بنبرة صارخة ولا الإبراشى الذى يشتبك مع ضيوفه كلاميا، ولا أسامة كمال الهادئ الذى قد يشعر المشاهد أن وجبته بلا طعم، إنما هو عمرو أديب صاحب طلة «القاهرة اليوم»، الذى نقل فيه للمشاهد العربى نبض القاهرة وناقش موضوعات شائكة وقضايا رأى عام بكل جرأة دون الخوف من أى تهديدات، ثم «كل يوم» على قنوات أون، الذى فقد بريقه بعد رحيله عنه، وأخيرا «الحكاية» على إم بى سى، الذى يحظى باهتمام واسع الآن من كل طبقات المجتمع بعد كثير من الانفرادات كان أهمها المداخلة الهاتفية غير المتوقعة من رئيس الجمهورية.

حفاظ أديب على نجاحه كل هذه السنوات ليس صدفة أو حظا، إنما نتيجة لعمل متواصل واجتهاد كبير، حيث اهتم بالعمل الإعلامى مبكراً، وكان طموحه لا يفارقه فى أن يصبح إعلامياً متميزاً، خصوصا أنه ابن السيناريست عبد الحى أديب صاحب الأفكار المتدفقة وشقيق عماد الدين أديب الذى سبقه إلى العمل فى المجال الإعلامى، والتحق أديب بكلية الإعلام جامعة القاهرة ليتخرج فيها ويعمل صحفيا فى مؤسسة «روزاليوسف»، حتى بدأ نجمه يسطع فى مجال تقديم البرامج التليفزيونية ليحقق عاماً بعد الآخر مع قناة الأوربت قاعدة جماهيرية عريضة رغم أنها قناة مشفرة، لكن الجمهور وجد ضالته معه، خصوصاً أن أسلوبه الساخر توافق مع طبيعة المصريين التى تميل إلى السخرية من المشاكل التى تعترضهم عملاً بـ«شر البلية ما يضحك».

تعددت وتنوعت انفرادات أديب الإعلامية وربما لا يمكن حصرها منذ بداية مشواره، وبعيدا عن عمله كإعلامى لا يتأخر أبدا فى تقديم يد العون للمحتاجين حتى أن المتابع له منذ ظهوره فى «القاهرة اليوم» يعرف كم الحملات التى أطلقها لمساعدة محتاجين من بينها تبنيه حملات مكثفة على مدار عدة حلقات لجمع 50 مليون جنيه للمساهمة فى بناء مساكن ومنازل للمنكوبين من أضرار السيول، وجمع 13 مليون جنيه فى ليلة القدر لصالح مستشفى وادى النيل، وجمع نصف مليون دولار لفتاة مريضة لكى يتم علاجها بأحد المستشفيات فى أمريكا، واستمرت هذه الحملات فى كل تجربة ينتقل لها.