بين رأي الأزهر والإفتاء.. حكم الجمع بين صيام الست من شوال وصيام القضاء

إسلاميات

الست من شوال
الست من شوال



بين رأي الأزهر والإفتاء.. حكم الجمع بين صيام الست من شوال وصيام القضاء

"اختلاف أمتي رحمة".. حديث شائع على الرغم من أن أهل العلم ضعّفوه إلا أنهم أجمعوا على صحة معناه، وهو أن اختلاف العلماء والفقهاء في الأحكام رحمة للأمة، إذ يترتب على هذا الاختلاف كثير من الرحمة واليسر، فيأخذ برأي أو فتوى عالم مراعاة لمصلحة وتيسيرًا على الناس وغيرها، ومن بين هذه الأمور المختلف فيها هو حكم الجمع بين صيام الست من شوال وقضاء الفوائت في رمضان، إذ يفتي كثير من أهل العلم بجواز ذلك، بينما يرى كثير أيضًا آخرين أنه غير جائز، وبينما يرجح فريق من العلماء المحدثين رأي فريق على الآخر إلا أن كلا الأمرين له حجة شرعية.

مجمع البحوث: الأرجح إفراد نية القضاء عن نية صيام الست من شوال
يوضح مجمع البحوث الإسلامية اختلاف الفقهاء حول حكم الجمع بين الست من شوال وأيام القضاء، فيقول أن العلماء قد اختلفوا في هذه المسألة على ثلاثة أقوال، أولها يرى أصحابه أن الجمع بين نية صيام ست شوال وقضاء رمضان يصح عن أحدهما لا عن كلاهما، فيقول بعضهم أنه يصح عن قضاء رمضان ولا يصح على الست، ويقول آخرين أنه يصح عن النفل ولا يصح عن القضاء، وحجتهم في ذلك أن نية الفرض واجبة ولكن نية النفل غير واجبة، أما من رأى أنه يكون صيام تطوع، فذلك لأن التعارض بين نيتي النفل والفرض يجعل النية منتفية فيصبح صيامه تطوعًا، وهذا مذهب الحنفية.

أما القول الثاني فهو يرى بصحة الجمع بين الفرض والنفل، وهو مذهب المالكية وأكثر الشافعية والحنابلة كذلك، ودليلهم في ذلك: و دليل هذا القول : ما روي عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: {ما أیام أحب إلىّ أن أقضي فيها شهر رمضان من هذه الأيام لعشر ذي الحجة". فدل الأثر على جواز تشريك النية بين الفرض والنفل.

أما الرأي الثالث فيرى أصحابه عدم جواز الجمع بين النيتين، فإن فعل المسلم ذلك فلا يصح عن واحد منهما، وهو مذهب بعض الشافعية ورواية عند الحنابلة، والدليل عندهم أن الصوم الواجب بطل لعدم جزم النية له، وكذلك النفل لعدم صحة نفل من عليه قضاء رمضان قبل أن يقضيه.

ورجحت لجنة الفتوى بالمجمع أن الأفضل إفراد نية القضاء عن نية صيام الست من شوال خروجًا من الخلاف لأن الخروج من الخلاف أولى ومستحب.

دار الإفتاء: يجوز الجمع والفصل أفضل
وفي إجابة على ذات السؤال أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عبر موقع دار الإفتاء الرسمي، أنه يجوز للمسلم أن يجمع بين نيتي صوم الفرض والنفل، ويحصل بذلك على الأجرين، لكنه يؤكد أن "الأكمل والأفضل أن يصوم كلا منهما على حدة" وذلك لأن حصول الثواب بالجمع لا يعني أنه قد حصل على الثواب كاملًا، ولكن يعني حصول أصل ثواب السنة بالإضافة إلى ثواب الفريضة، وذكر جمعة قول الرملي: " ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعًا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه بن صالح الحضرمي وغيرهم، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب".