عادل إمام.. محارب طيور الظلام

العدد الأسبوعي

عادل إمام
عادل إمام


«أنا الزعيم» لم تكن مجرد جملة مازالت تردد فى آذاننا قالها الفنان عادل إمام فى عمل مسرحى ظل يعرض لسنوات، إنما لقب ارتبط باسمه بعد مسيرة فنية تجاوزت الـ 60 عاما، ظل متربعا فيها على قمة هرم التمثيل فى مصر والعالم العربى بمكانة لم ينافسه فيها أحد، محققا الإيرادات الأعلى فى السينما والمسرح، ومتصدرا الأرقام القياسية من حيث الأجر ونسب المشاهدة فى الدراما التليفزيونية، ورغم أنه لم يدرس التمثيل، إلا أن فطرته وذكاءه أكسباه خبرات جعلته أكاديمية مستقلة بذاتها يتهافت عليها نجوم الفن المصرى من أجل العمل معه، ليكون الوقوف أمام الزعيم بمثابة شهادة خبرة تؤهل صاحبها للاستمرار فى المهنة.

قد يختلف البعض حول تقييم أعمال الزعيم الفنية، لكن لا أحد يختلف على دوره الكبير فى محاربة طيور الظلام، ومعاركه المتواصلة مع تجار الدين والمتطرفين والمتشددين، ومواقفه الشجاعة فى ذروة الأحداث التى ارتكبتها جماعات إرهابية فى مصر بداية تسعينيات القرن الماضى، ورغم التهديدات بقتله آنذاك، إلا أنه قام ببطولة أفلام وجهت انتقادا حادا لهذه الجماعات كفيلم «الإرهابي» الذى أخرجه نادر جلال. زيادة على ذلك نستحضر زيارته الشهيرة لمدينة أسيوط فى صعيد مصر من أجل عرض مسرحية «الواد سيد الشغال». وسبق العرض تلقيه تهديدات بالقتل فى حالة عرضها فى منطقة الصعيد التى نشطت فيها آنذاك جماعات إرهابية.

استمر انتقاد عادل إمام للمتطرفين ولو بشكل ثانوى فى أفلام كثيرة مثل «السفارة فى العمارة»، و«مرجان أحمد مرجان»، و«عمارة يعقوبيان» و«حسن ومرقص». وكانت آخر معارك هذا الممثل الشهير مع التيارات الدينية قضية «ازدراء الإسلام» التى اتًّهم فيها عادل إمام بالسخرية من الدين ورجاله، وانتهت القضية برفض الدعوى.

قدم عادل إمام حوالى 100 فيلم قد تشمل السيئ والجيد، لكن يبقى الزعيم أحد الممثلين المؤثرين ليس فقط فى السينما، أو فى الدراما المصرية، وإنما فى الحياة اليومية للشعوب العربية، حيث نستحضر مقاطع وجملا من مسرحياته فى محادثاتنا اليومية وفى نقد الواقع الاجتماعى أو السياسى، والأمثلة لا حصر لها.

عادل إمام صنع لنفسه هالة خاصة، ‏وأشاد به وبأعماله نجوم كبار على اختلاف الأجيال حيث قال عنه الراحل فريد شوقى إنه يتمتع بذكاء وثقافة كبيرة، وأنه طور من نفسه وأدواته التمثيلية ما جعله بطلا جماهيريا عظيما، ووصفه الراحل فؤاد المهندس بتلميذه البكر، واعتبره الفنان محمد صبحى الهرم الرابع لمصر، أما الساحر محمود عبدالعزيز فأكد أن الله وهب عادل إمام موهبة الإضحاك ليضيف البسمة من خلال أعماله، بينما قال صلاح السعدنى صديقه وزميل الدراسة إن هناك أشخاصا خلقوا لأداء مهنة ‏وحيدة وغير صالحين لغيرها، وأنه لو استكمل طريقه مهندسًا زراعيًا ‏لأفسد خطة مصر الزراعية لسنوات طويلة قادمة، وعبرت الفنانة يسرا عن حبها له بأنه لا يوجد خليفة لعادل إمام، ولن يستطيع أحد ‏أن يحلّ محله، وأنه نجح فى إنشاء رابط بين الفنانين المصريين ‏وبين العالم العربى، بسبب جماهيريته الضخمة.