محمد فاضل.. مبدع الروائع

العدد الأسبوعي

محمد فاضل
محمد فاضل


إثيوبيا تنفجر من الداخل.. شهادة جمال حمدان عن سد النهضة
يكره كل الألقاب، ويراها تستند إلى مجاملة، ويعتبر أن الأستاذية والنجومية من وجهة نظره حق مقدس، لا يجوز منحه لكل من «هب ودب»، يمنح فقط لمن أضاف لمجال الفن، إنه المخرج محمد فاضل، مبدع الروائع التليفزيونية، وأحد نجوم الجيل الذهبى، ورائد من رواد الدراما المصرية وواحد من المخرجين أصحاب المسلسلات التى لا تزال تحقق نجاحا كبيرا رغم عرضها عشرات، بل مئات المرات، ورغم كل هذا يقسى على نفسه أحيانا ويعتبر أن أى عمل لم يعش لمدة 30 عاما يتذكره الجمهور بنجومه وأبطاله وتفاصيله لم ينجح، لأن النجاح اللحظى يطويه النسيان.

فاضل لا ينكر وجود جيل كبير من المخرجين المميزين فى مصر لأنها لا تنضب بالمواهب على حد تعبيره، ويرى أنهم يقدمون أعمالا رائعة يحرص بنفسه على متابعتها ويسعد بها جدا لكنه يطلب منهم دائما الرهان على أعمال تدوم طويلا، وهى المعادلة التى ظلت لغزا محيرا فى أعمال فاضل وجيله، وهو أنه كيف لمسلسل يتم عرضه لعشرات المرات فى العام الواحد ويحفظ الناس أحداثه عن ظهر قلب، عند إعادة عرضه يصبح تريندًا يتشارك جمهور السوشيال ميديا صوره وكأنها انفراد يتلقى أبطاله التهانى بل يتم استضافتهم فى برامج للحديث عن مسلسلات مر على إنتاجها أكثر من 20 عاما، لكن فاضل رد بمنتهى البساطة وحل هذا اللغز عندما سئل عنه، وقال:

«ليس هناك أى لغز بالمرة، فلم نخترع الذرة، أو نمتلك قدرات سحرية، فالعملية برمتها واضحة وضوح الشمس، فقط كنا نتبع أسس وقوانين ومبادىء وكل من اتبع هذه الأسس والقوانين حقق نجاحا، وأن السر فى الدراما الاجتماعية التى تعتبر أساس الدراما التليفزيونية، وأكثر الأعمال التى حققت نجاحا حتى الآن، هى الدراما الاجتماعية مثل «لن أعيش فى جلباب أبى» و«الوتد» و«الراية البيضا»، و«أبنائى الأعزاء شكرا»، فهذه النوعية من المسلسلات الدرامية كانت تراعى أن جمهورها هم جمهور البيوت، أى الذين يجلسون فى بيوتهم بأريحية كبيرة، يبحثون عن الترفيه، وعن عمل يجذب انتباهم، ويدفعهم لانتظار موعد عرضه لمتابعة أحداثه، لذلك حرصوا على تقديم مسلسلات تقدم موضوعات تمس حياة المواطن المصرى اليومية، وتقدم له قيما لا يمكن الاستغناء عنها مهما اختلفت الأزمنة، وتغيرت العقول، والأجيال، وكان الهدف الحقيقى لهم كصناع دراما هو التوحد بين المشاهد والموضوع الذى يناقشوه، حتى تحدث المشاركة والتفاعل، وتابع فاضل: احترمنا عقل ومشاعر المشاهد فاحترمنا، وتمسكنا بالقيم فأنصفتنا، لأنه مهما اختلفت المجتمعات لا يمكن الاستغناء عن القيم والأخلاقيات، وأكد أنهم طبقوا المعادلة الصحيحة لأى عمل درامى والتى تقوم على 3 عناصر، وهى مؤلف ومخرج ومنتج، وكانوا جميعا كمخرجين وجهات إنتاج يتعاملون وفقا لهذه المعادلة، التى للأسف حينما اختلت كانت النتيجة مأساوية»، لذلك فاضل هو أكبر الرافضين لجملة «لديك ريموت كنترول لتغيير القناة وتمتلك حرية الاختيار» ويرى أن حرية الاختيار صعبة فى ظل نظريات الاحتكار، وأن كل ما يتم تقديمه يؤثر بشكل مباشر على المشاهدين وذوقهم العام.

وله الكثير من الأعمال التى مازالت محفورة فى ذاكرة المشاهدين منها حوالى 25 مسلسلاً للتليفزيون أشهرها «القاهرة و الناس، أحلام الفتى الطائر، ليلة القبض على فاطمة، أبو العلا البشرى، عصفور النار، الراية البيضا»، وأعمال كثيرة أخرى سينمائية ومسرحية.