مي سمير تكتب: طلاق القرن.. تفاصيل انفصال أغنى رجل فى العالم

مقالات الرأي



بيل جيتس وميليندا جمعهما حب العمل الخيرى وانفصلا بعد 27 عاماً بسبب «علاقة مشبوهة».. إجراءات طلاقهما بدأت عام 2019

بعد 27 عاما من الزواج، أحدث مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس، البالغ من العمر 65 عاما، وزوجته ميليندا جيتس، 56 عاما، ضجة فى جميع أنحاء العالم عندما أعلنا طلاقهما قائلين إنهما اتخذا القرار بعد الكثير من التفكير العميق. وقال الاثنان إنهما، مع ذلك، سوف يواصلان العمل معا فى المشاريع الخيرية من خلال مؤسسة بيل وميليندا جيتس. 

كانت صحيفة وول ستريت الأمريكية قد أشارت فى تقرير لها أن ميليندا بدأت فى مقابلة محامى طلاق منذ عام 2019.

ذكرت الصحيفة أن ميليندا جيتس كانت قلقة بشأن علاقة زوجها مع رجل الأعمال الشهير جيفرى إبستين المدان بارتكاب العديد من الجرائم الجنسية.

فى عام 2019، عثر على رجل الأعمال جيفرى أبستين ميتا فى زنزانته فى سجن بنيويورك حيث كان ينتظر المحاكمة على خلفية اتهامات بتهريب بشر لأغراض جنسية، -بحسب وسائل الإعلام الأمريكية-. وقد بدأت علاقة بيل جيتس مع إبستين فى عام 2011 وجمعتهما عدة اجتماعات لتمويل مشروعات خيرية، ولكن ميليندا أبدت رفضها التعاون مع إبستين، حسب تقرير وول ستريت. 

1- طلاق آل جيتس

المؤكد أن طلاق جيتس وميليندا سيكون طلاقاً ودياً إلى حد كبير، حيث تكشف رسائلهم على مواقع التواصل الاجتماعى عن أن قرار الانفصال كان قراراً مشتركاً. كتب الاثنان: «على مدى السنوات الـ 27 الماضية، قمنا بتربية ثلاثة أطفال رائعين وبنينا مؤسسة تعمل فى جميع أنحاء العالم لتمكين جميع الناس من أن يعيشوا حياة صحية ومنتجة». «نواصل مشاركة الإيمان بهذه المهمة وسنواصل عملنا معا فى المؤسسة، لكننا لم نعد نعتقد أنه يمكننا أن ننمو معا كزوجين فى المرحلة التالية من حياتنا». « نطلب المساحة والخصوصية لعائلتنا بينما نبدأ فى الانتقال إلى هذه الحياة الجديدة». 

انضمت ميليندا إلى مايكروسوفت عام 1987. وبدأ الاثنان فى المواعدة، ولكن قرار الزواج لم يكن سهلاً. كما قال بيل فى فيلم وثائقى معروض على نيتفليكس: «كان يهتم كل منا كثيرا بالآخر ولكننا وصلنا إلى مفترق طرق، إما أن نتزوج أو نفترق». وكشفت ميليندا أن بيل - الذى يبدو منهجياً حتى فى مسائل القلب والحب - بدأ فى كتابة قائمة على السبورة مع «إيجابيات وسلبيات الزواج». 

تزوجا فى عام 1994 فى جزيرة لاناى فى هاواى، واستأجرا جميع المروحيات المحلية لمنع أى شخص غير مرغوب فى حضوره من الاقتراب من الجزيرة. أنشأ الزوجان مؤسسة بيل وميليندا جيتس فى عام 2000 فى سياتل والتى تركز فى المقام الأول على الصحة العامة والتعليم وتغير المناخ.

منحت المؤسسة حوالى 1.75 مليار دولار لمبادرات التطعيم والأبحاث خلال وباء كوفيد -19. فى عام 2019، كان لدى المؤسسة أصول صافية تزيد على 43 مليار دولار. ضخ بيل وميليندا جيتس أكثر من 36 مليار دولار فى المؤسسة بين 1994 و 2018. بينما قد يتفرع الزوجان إلى مبادرات خيرية منفصلة.

يقول المحللون إن عمل مؤسسة جيتس من المرجح أن يستمر. وقال الكاتب والصحفى الأمريكى ديفيد كالاهان لبى بى سي: «على مدى السنوات العشرين الماضية، بنوا هذا الكيان من الألف إلى الياء، وهم يشتركون فى الالتزام العميق به». وقال: «من المرجح أن يستمر عمل المؤسسة. هذه ليست مؤسسة عائلية صغيرة ستنهار لأن الزواج ينهار».

2-  قائمة الأثرياء 

مع أصول تقدر بنحو 130 مليار دولار، سيكون الزوجان بالتأكيد من بين أفضل المتنافسين على المرتبة الأولى فى قائمة حالات الطلاق الأكثر ثراء على الإطلاق والانضمام إلى المليارديرات الآخرين الذين أنهوا زواجهم. لم يتم الكشف عن شروط الانفصال حتى الآن.

تضم قائمة طلاق المليارديرات الكثير من أسماء الأزواج الذين أنهوا علاقتهم الزوجية بتسوية تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات. 

فى يوليو 2019، أعلن مؤسس أمازون الملياردير جيف بيزوس وزوجته ماكنزى سكوت انفصالهما بعد 25 عاما من الزواج. لكن الطلاق جعل ماكنزى ثالث أغنى امرأة فى العالم. حتى الآن، يعتبر هذا الطلاق هو أغلى طلاق على الإطلاق حيث اضطر بيزوس للتخلى عن 36 مليار دولار من ثروته. فى مارس من هذا العام، تزوجت ماكنزى من مدرس العلوم فى إحدى المدارس بمدينة سياتل. 

فى التسعينيات، كانت أغلى تسوية طلاق بين رجل الأعمال الفرنسى الأمريكى أليك وايلدنشتاين وزوجته جوسلين. اشتهرت جوسيلين بعمليات التجميل المتعددة التى أجرتها بفضل الأموال الطائلة التى حصلت عليها من تسوية الطلاق والتى وصلت إلى 2.5 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم فى ذلك الوقت. لكن فى السنوات الأخيرة نفدت ثروتها وتقدمت بطلب للإفلاس فى عام 2018.

 تضم القائمة واحداً من أباطرة صناعة الإعلام الدولية. روبرت مردوخ، رجل الأعمال الأسترالى الذى يمتلك إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية فى العالم، طلق زوجته آنا تروف فى عام 1999 بعد أكثر من ثلاثة عقود من الزواج، وبلغت تسوية الطلاق 2.6 مليار دولار. 

تضم القائمة أيضا رئيس فورمولا وان السابق بيرنى إيكلستون الذى انفصل عن زوجته سلافيكا، عارضة أزياء الكرواتية، بعد 24 عاما من الزواج فى عام 2009. يُعتقد أن بيرنى إيكلستون دفع حوالى 1.2 مليار دولار لزوجته السابقة. 

التقى أسطورة الجولف تايجر وودز بعارضة الأزياء السويدية إلين نورديغرين فى بطولة 2001 المفتوحة وتزوجا بعد ذلك بثلاث سنوات فى باربادوس. فى عام 2009، انفصل الزوجان بعد تقارير عن وجود علاقة غرامية بين تايجر وودز ومديرة ملهى ليلى. حصلت إلين نورديغرين وودز على تسوية تقدر بحوالى 110 ملايين دولار.

3- الطلاق الرمادي

ظهر بيل وميليندا جيتس على أنهما زوجين مثاليين ونموذج يحتذى به، لكنها ليست علاقة ساحرة للغاية، بل موثوقة للغاية ومن غير المرجح أن تنهار. لذلك، عندما أعلنا عن انفصالهما أصيب الجميع بالذهول.

كانت شبكة الإنترنت مليئة بالتكهنات حول ما يعنيه هذا الطلاق للعمل الخيرى والصحة العالمية ومستقبل التكنولوجيا وسوق الأسهم. إلى جانب ذلك، كان هناك نقاش أكثر هدوءاً وحزناً. ماذا حدث؟ إذا كان آل جيتس، بكل هذه الأموال، ومع شغف مشترك للأعمال الخيرية، وثلاثة أطفال و 27 عاما من الزواج، لم يتمكنا من الصمود، فما هو الأمل الذى يوجد لبقية الأزواج؟ طرحت مجلة التايم هذا السؤال. 

حسب المجلة الأمريكية، فى السنوات الأخيرة، انخفض معدل الطلاق بين الأزواج فى مختلف المراحل العمرية، مع استثناء ملحوظ: أولئك الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما. فى حين أن معظم الأشخاص الذين يريدون الطلاق يفعلون ذلك خلال السنوات القليلة الأولى من زيجاتهم، فإن هذا الجيل الذى تجاوز عمره الخمسين أكثر عرضة للطلاق فى الوقت الحالى مقارنة بالسنوات الماضية، مما أسفر عن ما يعرف باسم الطلاق الرمادى.

لقد أصبحت ظاهرة الطلاق الرمادى أكثر انتشاراً كما يقول يسريل هيلفاند، الذى يدير مع زوجته كاثى برنامجاً تدريبياً لمدة ثلاثة أيام لأصحاب الثروات الضخمة الذين توشك زيجاتهم على الفشل داخل أحد المنتجعات السياحية، وقد لاحظ أن العديد من عملائه فى «مرحلة التقاعد».

بينما لا أحد يعرف ما حدث بالفعل فى زواجهما باستثناء آل جيتس، هناك موضوعات يراها المعالجون متكررة بين الأزواج فى هذه المرحلة من حياتهم. الأول هو أن الناس يمكنهم تحمل تكلفة الانفصال. فى هذه المرحلة المتقدمة، خاصة إذا كان كلا الشريكين يعملان، قد يكون كل طرف كون ثروته الخاصة وبالتالى لا يخشى من التكلفة المالية للانفصال. حسب إحدى الدراسات، عندما يكون لدى الناس الكثير من البدائل، بما فى ذلك ماديا، سوف يجدون أنه من الأسهل التخلى عن الزواج عندما تصبح المسافة كبيرة جدا بين الطرفين. 

ومع ذلك، فى الآونة الأخيرة فى العام الماضى، بدا أن الزوجين قريبان للغاية من بعضهما البعض. فى حفل زفافها السادس والعشرين، شاركت ميليندا منشور على حسابها على انستجرام وكتبت فيه أن يوم رأس السنة الجديدة «كان دائما مميزاً بالنسبة لها لأنه كان فرصة للاحتفال بالزواج من زوجها. وأضافت: «ما زلت أتعجب من مدى امتلاء القلب، ذكرى سنوية سعيدة للرجل الذى يجعلنى أرقص طوال الحياة». 

هناك عامل آخر يواجهه العديد من المعالجين النفسيين وهو ما يسمى بـ «متلازمة العش الفارغ». تتراوح أعمار أطفال عائلة جيتس من 18 إلى 25 عاما، وقد انتهت مرحلة الأبوة والأمومة المكثفة فى شراكتهم. أشارت ابنتهما الكبرى جينيفر، التى تمت خطوبتها فى عام 2020، على وسائل التواصل الاجتماعى فى 3 مايو إلى أن الفترة الأخيرة كانت «فترة زمنية صعبة لعائلتنا بأكملها» وأنها كانت تحاول تقديم الدعم لأفراد الأسرة الآخرين.

يكتشف العديد من الأزواج عندما يتوقفون عن تربية الأطفال معا، أن لديهم القليل من المشاريع أو الاهتمامات الأخرى المشتركة. يجد بعض الأزواج أن الوقت قد حان لإلقاء نظرة أخرى على ما يريدونه حقا من الحياة. يقول جون جوتمان، والذى لا يزال كتابه الذى صدر عام 2015 بعنوان «المبادئ السبعة لإنجاح الزواج» أحد أفضل الكتب مبيعا: «فى هذه المرحلة قد يكون الوقت قد حان لإعادة تقييم المعنى الحقيقى الذى تحمله العلاقة لكل منهم كأفراد». «إذا تآكل جزء من العلاقة، الرومانسية، والعاطفة، والمغامرة الجماعية، فإن الكثير من الأزواج يعتبرون ذلك مؤشراً لإنهاء العلاقة».

وعلى الرغم من حقيقة أن بيل وميليندا قد جمعهما حب العمل الخيرى داخل مؤسساتهم الخيرية ولكن حتى داخل المؤسسة، طور الاثنان اهتمامات مختلفة. يركز بيل على تغير المناخ والصحة. تنشط ميليندا بشكل متزايد فى القضايا التى تؤثر على النساء والفتيات. عندما بلغت الخمسين من عمرها، أخبرت مجلة التايم أنها لم تعد تحضر اجتماعات حول العلوم والطب فى المؤسسة حيث تفضل الاجتماعات حول قضايا النساء والفتيات.  سبب آخر لحدوث الطلاق فى هذه المرحلة العمرية وهو أن أحدهم كان على علاقة غرامية. تقول مؤلفة كتاب «البقعة الخشنة» دافين دى مارنيف: «عندما يقولون إنهم» لم يعودوا يؤمنون بقدرتهم على النمو معا كزوجين «، فربما يعبرون عن عدم وجود أمل فى استعادة الانسجام والحميمية العاطفية». وهى ترفض احتمال أن يكون هذا طلاقًا متسرعًا على غرار أزمة منتصف العمر وتشير إلى أنه قد يكون فى الواقع نتيجة جيدة وقد يجعلهم أكثر سعادة.